«ديل».. من غسيل الأطباق إلى نادي المليارديرات

مايكل ديل
مايكل ديل

هو أحد أهم المؤثرين في عالم التكنولوجيا، وأحد أصغر من صنفوا ضمن أثرياء العالم. عمل في غسل الأطباق في مطعم وعمره 12 سنة، وفي السنة الأولى بالجامعة اقترض 1000 دولار ليؤسس شركة لبيع الحواسيب، وخلال سنة واحدة حقق مبيعات تجاوزت 6 ملايين دولار، وبعد 10 سنين أخرى غزت «شركة ديل» العالم، ودخل صاحبها رجل الأعمال الأمريكي «مايكل ديل» نادي مليارديرات العالم بثروة تقدر بأكثر من 50 مليار دولار.

رجل أعمال

ولد مايكل ديل يوم 23 من فبراير من سنة 1965 بمدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، وفي طفولته تنبأ له والداه بأنه سوف يصير رجل أعمال من الطراز الأول؛ فعندما كان في الثانية عشرة من عمره دخل مطعماً في مدينته، وسأل أحد العاملين عن المدير.

فظن الرجل أن ذلك الطفل لديه شكوى من الخدمة في المطعم، ومع إصراره على طلبه سمح له بذلك، فطلب من المدير أن يوافق على أن يعمل لديه في غسل الأطباق، فسأله عن سبب رغبته تلك، فأخبره ديل بأنه يريد جمع المال ليمارس هوايته في شراء طوابع البريد ثم بيعها، فأعجب به الرجل ووافق على طلبه.

وبعدها اتخذ مايكل من بيت أبيه مقراً لبيع الطوابع، وبأرباحه منها اشترى حاسوباً من طراز «أبل 2» وكان قد بلغ 15 سنة، لكنه لم يستخدمه كغيره من الشباب، بل قام بفك الجهاز ليرى مكوناته بعينه ويعرف كيف يعمل. وفي سن 17 سنة تغيب عن المدرسة أسبوعاً كاملاً ليحضر مؤتمراً عن الحواسيب، حتى كادت إدارة المدرسة تتخذ قراراً بفصله، لكنها اكتفت بحرمانه من بعض الدرجات.

30 مليون دولار

في السنة الأولى من دراسته بالجامعة اقترض مايكل ديل 1000 دولار من أصدقائه ومن جده، وأسس بها شركة باسم «بي سيز» لبيع الحواسيب التي كان يجمّعها بنفسه، واعتمد سياسة البيع المباشر للعملاء من دون وسطاء، على العكس مما كان سائداً آنذاك.

واتخذ من عنبر الطلبة بالجامعة مقراً لشركته، ولكنه في نهاية العام الدراسي افتتح مقراً خاصاً لها سنة 1984 بشقة صغيرة، بعد أن قرر ترك الدراسة والتفرغ لـ «البيزنس»، وخلال سنة واحدة حقق أرقاماً قياسية في المبيعات، بلغت 6 ملايين دولار.

حيث قدم في معرض «كومديكس» حاسوباً سرعته 12 ميغاهرتز بسعر أقل من 2000 دولار ليضرب مبيعات جهاز ABM الذي كانت سرعته 6 ميغاهرتز فقط بسعر 4 آلاف دولار، وخلال أربع سنوات من إنشاء الشركة بدأت ديل التعامل مع زبائن كبار منهم شركات حكومية، وكان قراره عرض شركته للاكتتاب الدولي العام فاتحة خير؛ حيث تمكن من تحصيل نحو 30 مليون دولار.

توسع خارجي

في سنة 1987 كانت «ديل» أول شركة تقدم خدمة منتجاتها على شبكة الإنترنت، وافتتحت فرعها الأول خارج أمريكا في المملكة المتحدة، وتميزت بتقديم التقنية بشكل أسرع من الشركات الأخرى.

وفي سنة 1990 افتتحت مركزاً للتصنيع في «ليمبيرك» بإيرلندا لخدمة أوروبا والشرق الأوسط، ثم اتجهت إلى مجال الأجهزة الدفترية، وطرحت أول جهاز لها بعد عام واحد، وحقق شهرة كبيرة في كل الدول، حتى إن الشركة شحنت في سنة 1997 أكثر من 10 ملايين جهاز حول العالم.

وعلى الرغم من النجاح السريع المذهل، لم ينسَ حياته الخاصة؛ ففي سنة 1989 تزوج مايكل وأنجب أربعة أولاد، وكانت زوجته سوزان لين ليبرمان من أكثر الداعمين له، وأسسا معاً «مؤسسة مايكل وسوزان ديل الخيرية» التي قدمت مساعدات وتبرعات للملايين من ضحايا الكوارث بلغت 50 مليون دولار.

ظاهرة اسمها ديل

في سنة 1992 تم اختيار شركة ديل ضمن قائمة أفضل 500 شركة، في قائمة نشرتها مجلة «فورتشن» الدولية الأمريكية التي تعنى بقضايا المال والأعمال وتصدرها شركة «تايمز» الإعلامية.

كما اختير مايكل ديل أصغر المديرين التنفيذيين في قائمة أغنى 500 شخص في العالم. وفي سنة 2003 اختارت شركة «وول ستريت» شركة «ديل» ضمن أكثر 10 شركات تحظى بثقة المستهلكين في العالم، وفي العام التالي مباشرة تنحى ديل عن منصب الرئيس التنفيذي للشركة، لكنه بقي في منصب رئيس مجلس الإدارة؛ ليتفرغ لمناصب أخرى مرموقة تم ترشيحه لها.

وقد تم تكريمه مرات عدة؛ فقد اختارته صحيفة «فاينانشال تايمز» المشهورة «رابع أفضل قائد على مستوى العالم». كما اختارته مجلة «إنستتيوشنال إنفزيتور» أفضل مدير تنفيذي في مجال أجهزة الحاسب، بينما اختارته مجلة «تشيف إكزيكيوتف» أفضل مدير تنفيذي للعام 2001.
ولمايكل ديل كتاب بعنوان «مباشرة من ديل:

الاستراتيجيات التي أحدثت طفرة في صناعةٍ ما» الذي صدر سنة 1999 وأدرج ضمن قائمة أكثر الكتب مبيعاً، ويروي فيه قصة شركته والاستراتيجيات التي ابتكرها، والتي حقق من خلالها ثروة تقدر بنحو 50 مليار دولار، واستطاع قبل أكثر من 20 سنة أن يكون ضمن 20 شخصاً تقل أعمارهم عن 40 عاماً ينضمون إلى نادي المليارديرات وعددهم 691 مليارديراً.