أكدت الدكتورة فرح الزرعوني، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المواصفات والتشريعات، في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن 86 دولة وضعت ثقتها بالإمارات لتفوز بعضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس آيزو «ISO».
وأوضحت لـ«البيان» أن فوز الإمارات بعضوية مجلس إدارة واحدة من أهم المنظمات الدولية يعكس ثقة المجتمع الدولي بالقدرات الإماراتية المتقدمة ومنظومة البنية التحتية للجودة، ويشكل إضافة جديدة لتعزيز تأثير الدولة ومكانتها في منظومة الجودة على المستوى الإقليمي والدولي، وبما يرسخ دور القطاع الصناعي في توجهاتنا المستقبلية لتعزيز الاقتصاد المعرفي المتنوع، ودعم مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
وأضافت أن هذا الإنجاز يعتبر بداية لمرحلة جديدة من التكامل والتعاون الدولي لبناء مستقبل أفضل وأكثر ابتكار واستدامة، مؤكدة أن منظمة «ISO» تقوم بدور كبير ومحوري في وضع المواصفات الدولية، التي تدخل اليوم في كل القطاعات سواء في التجارة أو في الاقتصاد وحتى في الصحة والسلامة، وفي كل مناحي الحياة.
وأشارت إلى أن اختيار الإمارات لعضوية مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس «ISO» يعزز من جاذبية الدولة للاستثمارات الصناعية والثقة بالمنظومة التشريعية في الإمارات، ويزيد ثقة المستثمر. وأوضحت أن اعتراف العالم بالشهادات الصادرة من دولة الإمارات سواء للمنتجات أو للخدمات وعدم إعادة الفحص والاختبار وإصدار شهادات جديدة في دول أخرى كل يدعم المنتج الوطني وحركة التجارة وتقليل التكلفة وتقليل الوقت، وهذه عوامل رئيسية تمكن الشركات من مضاعفة الإنتاج.
وحول دور وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تعزيز منظومة البنية التحتية للجودة أكدت أن الوزارة تلعب دوراً مهماً، من خلال وضع السياسات والتشريعات والمواصفات القياسية، التي تخدم الكثير من القطاعات المختلفة سواء كانت صناعية أو خدمية.
وقالت: «اليوم لدينا أكثر من 27 ألف مواصفة قياسية مطبقة تغطي العديد من القطاعات الحيوية، منها الصناعية والخدمية والابتكار والتكنولوجيا والصحة والتعليم والزراعة والبيئة والاستدامة وصناعات المستقبل وغيرها، وتعمل الوزارة على تعزيز جهود التكامل مع منظمة الآيزو والمنظمات الإقليمية والدولية والمنظمات الموجودة على المستوى الخليجي والعربي، بهدف توحيد المواصفات، لأن توحيد المواصفات عنصر رئيس في تسهيل التجارة بالاعتراف بشهادات المطابقة، التي تصدرها الوزارة سواء للمنتجات أو الخدمات، مما يعزز دور دولة الإمارات لتكون واجهة جاذبة للاستثمارات النوعية خصوصاً في القطاع الصناعي».
وتابعت: «من خلال وجودنا في المنظمة نتأكد من أن المواصفات الإماراتية تواكب المواصفات العالمية، مشيرة إلى أن المنتج الوطني أصبح يشق طريقة إلى الأسواق العالمية، من خلال الاتفاقات التي أبرمتها الدولة مع العديد من الدول، وأسواق العالم تفتح ذراعيها للمنتج الإماراتي، وأصبح شعار «صنع في الإمارات» يغزو العالم بمواصفاته، التي تعتبر من أعلى المواصفات من حيث الجودة والكفاءة والأداء، وينافس أهم وأفضل المنتجات على مستوى العالم.
وأضافت الزرعوني أن الإنجاز كبير بعضوية مجلس إدارة منظمة آيزو، كذلك اختيار إماراتية كأول امرأة عربية يتم انتخابها في مجلس إدارة المنظمة الدولية للتقييس، مما يعكس ثقة القيادة بكوادرها، ليكون للدولة دور محوري على مستوى عالمي، وأن يكون للمرأة دور حيوي في هذا الشأن.
وأضافت أن وزارة الصناعة لها رؤية مستقاة من استراتيجية الدولة ومواكبة مستهدفات «نحن الإمارات 2031» و«مئوية الإمارات 2071»، التي تعد إحدى ركائز الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «مشروع 300 مليار»، وكل ذلك ينعكس على مبادرات الوزارة الداعم للبنية التحتية للجودة في الدولة.
وأكدت حرص الوزارة على التعامل مع القطاع الخاص، ليكون المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني ودعم الصناعة الوطنية، ويكون له دور فعال في تعزيز المنظومة التشريعية، ويشارك القطاع الخاص في تطوير أكثر من 30 % من المواصفات القياسية، من خلال عضويته في اللجنة التوجيهية للمواصفات والمقاييس.