التقلّبات تضرب «الكريبتو».. والمستثمرون يفرون إلى الملاذات الآمنة

محمد فرج ومحمد أبوزيد

سجلت العملات المشفرة أسبوعاً قاسياً تحت وطأة موجة من التراجعات الحادة خلال الأسبوع، قبل أن تتحول للصعود في اللحظات الأخيرة من تداولات اليوم الأخير في الأسبوع، حيث فقدت معظم الأصول الرقمية الكبرى جزءاً ملحوظاً من قيمتها، ما يعكس اضطراباً مستمراً في سوق تتأرجح بين التقلبات الاقتصادية والتوترات التنظيمية.

جاءت موجة الهبوط التي شهدتها سوق «الكريبتو» مدفوعة بحالة عدم اليقين التي فرضتها الحرب التجارية المتجددة، حيث تثير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توترات اقتصادية من خلال فرض الرسوم الجمركية الإضافية على دول عدة، مما يعمق حالة القلق في الأسواق العالمية. في ظل هذا المشهد المضطرب، يلجأ المستثمرون إلى تقليل تعرضهم للأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفرة، لصالح التوجه نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، الذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً مع تصاعد التوترات التجارية، واخترق مستوى تاريخياً عند 3 آلاف دولار للأونصة.

هذا التحول الواضح في استراتيجيات الاستثمار يضغط على سوق العملات المشفرة - التي بلغت قيمتها السوقية بنهاية الأسبوع 2.74 تريليون دولار، مقارنة بـ 2.85 تريليون دولار بنهاية الأسبوع الماضي - والتي واجهت عمليات بيع خلال الأسبوع، انعكست في التراجعات الكبيرة التي شهدتها أبرز الأصول الرقمية.

ولا تزال البيتكوين، العملة الرقمية الأكبر عالمياً، تتصدر المشهد، إلا أن بريقها خفت هذا الأسبوع بعدما تراجعت بنحو 4 %، لتنخفض قيمتها إلى مستويات الـ 84 ألف دولار، مقارنة مع مستويات الـ 87 ألفاً عند نهاية الأسبوع الماضي، وسط عمليات بيع مستمرة تعكس مخاوف المستثمرين من مستقبل ضبابي.

أما الإيثيريوم، ثاني أكبر العملات المشفرة، فقد شهدت هبوطاً أكثر حدة، متراجعة بنحو 11.5 %، بعد أن دارت بنهاية الأسبوع عند مستوى 1.910 دولارات مقارنة بـ 2.160 دولاراً تقريباً في الأسبوع السابق، في إشارة واضحة إلى ضعف شهية المخاطرة في أوساط المتداولين.

لم تكن سولانا بمنأى عن موجة الخسائر، حيث فقدت نحو 8 % من قيمتها، متراجعة من 145 دولاراً الأسبوع الماضي، إلى 133 دولاراً، ما يعكس استمرار الضغوط على العملات الرقمية ذات المشاريع الناشئة أيضاً. كذلك الحال بالنسبة لـ «الدوجكوين»، المعروفة بتقلباتها، والتي تكبدت تراجعاً بنحو 12 %. وفقدت XRP نحو 4.5 % من قيمتها، في تراجع يبرز افتقار السوق للمحفزات الإيجابية القادرة على كبح الانخفاضات.

في ظل هذه التراجعات الحادة، تتجه أنظار المستثمرين إلى اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل، وسط ترقب لقراراته بشأن أسعار الفائدة، والتي يرجح أن تبقى دون تغيير. ويأمل المتداولون أن توفر إشارات البنك حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية بعض الوضوح للأسواق، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفرة، التي باتت تعكس بوضوح حالة القلق وعدم اليقين الاقتصادي.