أصبح التسوق عبر الإنترنت من منصات مثل "شي إن"، "تيمو"، و"أمازون" جزءًا من حياة الملايين حول العالم، فبضغطة زر، يمكنك الحصول على ملابس جديدة بأسعار منخفضة، ولكن ما يجهله الكثيرون هو الرحلة الطويلة التي تقطعها هذه الملابس قبل أن تصل إلى خزانتك، وما يحدث لها بعد الضغط على زر الإرجاع.
تلوث بيئي خفي
تبدأ هذه الرحلة الطويلة في المستودعات الضخمة الموجودة في الصين، حيث يتم شحن الملابس إلى أوروبا والولايات المتحدة، الرحلة التي تستغرق أيامًا، تترك بصمة كربونية هائلة نتيجة النقل، وهو ما يضيف مئات الآلاف من الأطنان من انبعاثات CO₂. ورغم أن عملية التسوق قد تبدو بسيطة وسريعة، إلا أن تكلفة البيئة وراء كل قطعة ملابس غير مرئية للكثيرين، وفقا لموقع unionrayo.
إعادة الإرجاع: لا رجوع إلى الوجهة الأصلية
أجرى فريق من الباحثين دراسة باستخدام أجهزة تتبع GPS على الملابس المعادة إلى هذه الشركات، وكشفت النتائج عن معلومات صادمة، الملابس لا تعود إلى مستودعاتها الأصلية، بل تُرسل إلى مكبات النفايات في البلدان النامية.
ووفقًا للدراسة، فإن الملابس المعادة لا يتم إعادة بيعها، بل تُدمّر أو تُخزن في مكبات النفايات في دول مثل غانا التي تعاني بالفعل من فائض كبير في النفايات.
التكلفة البيئية للمشتريات
أظهرت دراسة من شركة "INDACO2" البيئية أن كل عملية إرجاع ملابس تتسبب في انبعاث 2.78 كجم من CO₂ لكل قطعة بسبب النقل.
كما يضيف تعبئة الملابس البلاستيكية 16% من التأثير البيئي، بالإضافة إلى زيادة 24% في انبعاثات CO₂ بسبب الشحنات غير الضرورية.
نصيحة للمستهلكين
في ضوء هذه الحقائق البيئية المقلقة، يدعو الخبراء المستهلكين إلى التفكير مرتين قبل القيام بعمليات شراء غير ضرورية. وتدعو الدراسة إلى التبرع بالملابس غير المناسبة أو بيعها عبر منصات التجارة المستعملة بدلاً من إعادتها، كما ينصح بدعم الشركات التي تتبنى سياسات بيئية مستدامة.
يذكر أن CO₂ هو الصيغة الكيميائية لثاني أكسيد الكربون، وهو غاز عديم اللون والرائحة. يتكون من ذرتين من الأوكسجين وذرة واحدة من الكربون. يُعتبر ثاني أكسيد الكربون غازًا مهمًا في الغلاف الجوي للأرض حيث يلعب دورًا أساسيًا في عملية التمثيل الضوئي للنباتات، ولكنه أيضًا يُعتبر أحد الغازات الدفيئة التي تساهم في الاحتباس الحراري. يتم إنتاج CO₂ بشكل رئيسي من خلال التنفس الخلوي للكائنات الحية، واحتراق الوقود الأحفوري (مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي)، وعوامل أخرى مثل الصناعات.