شهد اليوم الأول من الدورة الـ 26 من معرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة «ويتيكس» العديد من الندوات النقاشية المتخصصة، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين من جميع أنحاء العالم. وشهدت الجلسات مشاركة واسعة من زوار المعرض والمهتمين بالاستدامة والمياه والتقنيات.
وعقدت أولى جلسات «قيادات الطاولة المستديرة».
ضمن فعاليات معرض «ويتيكس»، تحت عنوان «تسخير الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الخدماتية وإدارة النفايات والاستدامة»، بمشاركة نخبة من المتحدثين الرائدين في هذا المجال، من بينهم عبدالله الجزيري، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في هيئة كهرباء ومياه دبي، وريما سمعان، مسؤولة البيانات والذكاء الاصطناعي لدى شركة مايكروسوفت الإمارات، وراجيف نير، نائب الرئيس في مجموعة «جي 42»، وعدنان كشواني، نائب الرئيس لإدارة السحابة والبنية التحتية الشاملة في شركة اتصالات من «إي آند»، والدكتورة شيفاجامي غوجان، كبيرة الخبراء التقنيين في «أمازون ويب سيرفيسز».
وسلطت الجلسة الضوء على العديد من الجوانب المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والتحديات الحالية، والفرص المتاحة، وطرق التخفيف من المخاطر، وتطبيق مفاهيم الذكاء الاصطناعي المسؤول، إلى جانب تسليط الضوء على أحدث التوجهات في السوق.
وسلط الجزيري، خلال الجلسة، الضوء على رحلة هيئة كهرباء ومياه دبي، التي بدأت قبل 7 سنوات، عندما أعلنت القيادة الرشيدة في الدولة عن إنشاء أول وزارة للذكاء الاصطناعي، وحددت استراتيجية واضحة لتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات.
وتطرق الجزيري إلى كيفية تطور رحلة الهيئة عبر السنوات، لتلبية احتياجات المتعاملين بشكل أفضل، ومن الأمثلة على ذلك خدمة «رمّاس 2.0»، التي تم إطلاقها في عام 2022، واتفق المشاركون في الجلسة على أهمية تطوير المواهب لمواكبة التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وسلطت شركة «دراجون أويل»، خلال «منتدى آفاق مستقبل الطاقة»، المقام على هامش «ويتيكس» الضوء على مبادرات دراجون أويل وفرصها، إلى جانب ابتكاراتها في إدارة النفايات في قطاع النفط والغاز، وأبرز مبادرات «دراجون أويل»، التي تهدف إلى التقليل من البصمة الكربونية، والحفاظ على البيئة.
وفي عرض تقديمي على هامش المنتدى قدم الدكتور وضاح الهاشمي، مدير أول الاستدامة والتميز التشغيلي والتجاري في شركة بترول الإمارات الوطنية «إينوك»، عرضاً شاملاً، تناول فيه الدور المحوري، الذي يمكن أن تلعبه التقنيات الرقمية في تعزيز جهود إزالة الكربون في مختلف القطاعات الصناعية، ومن بينها الطاقة والزراعة والصناعات التحويلية.
وأوضح أن التحول الرقمي أصبح جزءاً أساسياً في استراتيجيات الشركات لتحقيق الاستدامة والابتكار، حيث يتطلب تبني نهج شامل يتضمن التكنولوجيا، الإدارة، والتكامل الثقافي. وأشار إلى أن التقنيات الرقمية يمكن أن تخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 15 % من خلال تطبيقات مختلفة في قطاعات الطاقة، الزراعة، والصناعة، وفقاً لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي.
وفي عرض تقديمي بعنوان «استخدام المواد الناتجة من النفايات لإنتاج منتجات ووقود ذي قيمة عالية»، سلط الدكتور ألكسندر ريتشل، المستشار الأول في «مصدر للهيدروجين الأخضر» الضوء على الدور المهم لتقنيات تحويل النفايات إلى وقود في تعزيز الاستدامة البيئية.
ودعم جهود الحد من انبعاثات الكربون، مشيراً إلى أن هذه التقنيات تسهم في تحويل النفايات غير القابلة لإعادة التدوير إلى مصادر طاقة نظيفة وفعالة، لتكون جزءاً أساسياً من الاقتصاد الدائري.
وألقت جلسة «الحوكمة والقيادة في مجال الصحة والسلامة: دليل لأعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية» الضوء على المحاور الرئيسية المتعلقة بتطبيق معايير الصحة والسلامة المهنية وفقاً لمعيار ISO 45001:2018. وتطرقت الجلسة أيضاً إلى أهمية القيادة الفعالة ودورها في ضمان نجاح تطبيق المعايير، والربط بين التخطيط الفعال، والتنفيذ، والأداء، بالإضافة إلى توضيح الفروق بين الأدوار والمسؤوليات لكبار المسؤولين التنفيذيين وأعضاء مجلس الإدارة، لضمان تحقيق أداء متميز في مجال الصحة والسلامة.
كما عُقدت جلسة نقاشية بعنوان «الصحة والسلامة المستدامة في مكان العمل وفقاً لمعيار ISO 45001»، والتي أدارها كريش سريرام، مدير التدريب والمراجع الرئيسي في شركة بيرو فيريتاس، بمشاركة بول ويليامز، مدير الجودة والصحة والسلامة والبيئة في شركة كيوليس-إم إتش آي، وديفيد روبنسون، مدير الصحة والسلامة والاستدامة في شركة إنوفو، وويليان ماستر، مدير سلسلة التوريد في شركة إليكترا، وديفيد إندرز، مدير المجموعة للصحة والسلامة والبيئة في شركة لامبريل، ونانسي نعيمة، المدير العام لشركة إكسيلليوم.
وأشار المتحدثون إلى أن تحقيق إدارة فعّالة للصحة والسلامة، وفقاً لمعايير مثل «آيزو 45001»، يتطلب دعم الإدارة العليا، ووضع أنظمة استباقية، والمراقبة المستمرة، خاصة في البيئات الديناميكية مثل قطاعات الفعاليات، والتصنيع، والنقل العام، بالإضافة إلى أن المشاركة الفعالة من القيادة من خلال زيارة مواقع العمل والتفاعل المباشر مع الموظفين تسهم في إيجاد ثقافة عمل آمنة وداعمة.
وقدم محمد أيمن لزرق، مدير مبيعات الصيانة للشرق الأوسط في «سيمنس إنيرجي»، عرضاً تقديمياً بعنوان «إدارة تحديات دمج الطاقة المتجددة باستخدام محطات الغاز الحالية» على هامش فعاليات معرض ويتيكس 2024، حيث سلط الضوء على التحديات التي تواجه دمج الطاقة المتجددة في الشبكات الحالية، والدور الذي يمكن أن تلعبه المحطات الغازية في توفير استقرار الشبكة، وضمان استمرارية الإمدادات الكهربائية.
وعن «الحلول الذكية لتوزيع الطاقة» قدم أليكس يانغ من شركة هواوي عرضاً تقديمياً حول التحديات الرئيسية، التي تواجه قطاع الطاقة وأهمية التحول الرقمي في تحسين أنظمة التوزيع والشبكات الكهربائية وهيئة كهرباء ومياه دبي كمثال على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها ومرافقها.
وأضاف: «إنه للتغلب على هذه التحديات تم تقديم حلول ذكية تشمل تقليل فقد الطاقة، وتحسين موثوقية إمدادات الطاقة، وإدارة الطاقة الجديدة بكفاءة، وتحسين كفاءة العمليات والصيانة، بالإضافة إلى تطوير الخدمات الجديدة بشكل مرن، وقدم مثالاً على ذلك من خلال تطبيق القدرات الرقمية في إحدى المقاطعات، حيث تم تحقيق أهداف تجارية لتقليل وقت تعطل الطاقة وتحليل فاقد الطاقة في غضون دقائق».
وفي جلسة بعنوان «المرونة العالمية للمياه، الأمن، والتحول العادل» ركز مارتن شولر، رئيس منهجية المرونة المائية للمدن العالمية في شركة «أروب»، على مناهج المرونة المائية المستخدمة في مختلف أنحاء العالم، وأهمية المياه في جميع القطاعات، ومنها الغذاء، والتصنيع، وحتى الطاقة.
وشهدت الجلسة الحوارية «تحويل الشبكة: التقنيات المتقدمة للتخزين والحلول المتكاملة»، التي أدارتها أفانثيكا ساتيش، مديرة التقنيات الناشئة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - حلول الطاقة المخصصة، مشاركة ديفيد نانكيفل، نائب الرئيس لتطوير الشبكات الكهربائية والاستثمارات- شركة «طاقة»، وعيسى الزرعوني، المدير التنفيذي لعمليات الأنظمة - شركة «إيويك».
ومحمود الدسوقي، مدير التسويق الخليجي لقسم أنظمة الطاقة «شنايدر إلكتريك»، ويونس الجازولي، رئيس إدارة المشاريع - تقنيات الشبكة، الإمارات وعمان - «سيمنز إنيرجي»، ومحمد الفيومي، رئيس التحول الرقمي، منطقة الخليج، «هيتاشي إنيرجي».
وناقش المتحدثون سبل ضمان إمدادات موثوقة من الكهرباء، من خلال تطبيق أحدث التقنيات والاستثمارات لتحويل الشبكة وإضافة حلول تخزين الطاقة باستخدام البطاريات، وتعلم كيفية دمج الطاقة الشمسية في الشبكة لتقليل البصمة الكربونية وتكاليف إنتاج وتوزيع الطاقة.
وفي جلسة «إدارة مخاطر الفيضانات الحضرية في ظل التغير المناخي»، التي أدارها غيث طيبي، بمشاركة مارتن شولر، رئيس منهجية المرونة المائية للمدن العالمية - شركة «أروب»، وديما راشد، المديرة الشريكة المؤسسة لشركة «ستوديو ليباني»، ناقش المتحدثون المخاطر التي ستواجهها العديد من المدن خلال السنوات المقبلة نتيجة الفيضانات والظواهر الجوية الشديدة، وأهمية تحويل البيانات إلى معلومات قابلة للتطبيق لتوجيه عملية اتخاذ القرار، وضرورة وجود منظومة متكاملة لتحقيق النتائج المرجوة.
وخلال جلسة «تأثير العزل الحراري على استهلاك الطاقة في المباني» أوضح الدكتور بيجاي جايان، من SIFS، أن 80 % من الطاقة في منطقة الشرق الأوسط تستهلكها المباني، وخاصة أنظمة التكييف. وفي دراسة حالة قدم نموذجاً لمبنى يحقق الطاقة الإيجابية الصافية في منطقة جبل علي بدبي، حيث يتم تزويده بالطاقة من خلال 57 لوحة شمسية، ليتجاوز احتياجاته من الطاقة وإعادة الفائض إلى الشبكة.