قال الخبير الاقتصادي الفرنسي لانغليه، أمس الأربعاء، خلال لقاء على إذاعة "إر تيه إل" الفرنسية، إن روسيا ليست بحاجة إلى المال، وهي لا تحرم نفسها من أي موارد مالية عبر وقف إمدادات الغاز إلى فرنسا.
وأضاف لانغليه، قائلاً: "روسيا حرفياً تغرق في بحر من المال منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا".
وذكر لانغليه بأرقام قدمتها سابقاً صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية. ففي نهاية يوليو، كانت روسيا قد تلقت 97 مليار يورو لقاء عدة أنواع من الطاقة الأحفورية التي باعتها، خصوصاً النفط.
وهذه المبالغ، بحسب "يورونيوز" تمثل زيادة بنسبة 40 بالمئة عن المبالغ قبل الحرب، ولكن بمبيعات أقل، بلغت 7 ملايين و400 برميل يومياً، لقاء نحو 8 ملايين قبل الحرب.
وقال لانغليه إن روسيا لم يحصل أبداً أن جنت هذه الأرباح بفضل العقوبات الغربية.
وسأل المذيع، الذي اسنضاف لانغليه "هذا يعني أن روسيا تجني المال كما لم يحصل قبلاً على الرغم من العقوبات؟"، فصحح له، قائلاً "بفضل العقوبات لا على الرغم منها".
وفيما يتعلق بالتحضيرات الفرنسية، وربما التقنين، أو الخوف من النقص في الطاقة، قال لانغليه "إن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو لم تنفع بشيء إلا لملء خزائن بوتين المالية إلى مستويات لا يمكن التفكير فيها"، وإنها "تعاقب حتى الآن زبائن روسيا أكثر من روسيا نفسها".
ويشير تقرير نشره مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (مؤسسة مستقلة) إلى أن البلدان الأوروبية دفعت لروسيا أكثر من 86 مليار يورو لقاء إمدادات الطاقة منذ بدء الحرب في أوكرانيا، مع ألمانيا كالمشتري الأول. والرقم، بحسب لانغليه، "يزداد 3700 يورو كل ثانية"، أي نحو 300 ألف يورو خلال دقيقة ونصف من مداخلته الإذاعية.
وذكر الصحافي أيضاً أن الأمر لا يتعلق ببلدان الاتحاد الأوروبي فقط، بل هناك أيضاً مشترون آخرون "عدة" حول العالم بسبب غياب التوافق الدولي على حظر شراء الطاقة الروسية.
وبحسب لانغليه، كل طرق النقل وتمويل وتأمين الشحنات تمت إعادة ترتيبها منذ بدء الحرب، بهدف الالتفاف على غياب الشركات الغربية الممنوعة من التداول مع الروس بسبب العقوبات.
ويختم لانغليه، قائلاً إن كل ذلك يجري تحت أنظار الولايات المتحدة التي اختارت ألا تتدخل، لأنها تخاف من "اشتعال الأسعار" في حال فعلاً تم حظر النفط الروسي بشكل نهائي.