تحقق عملية التحوّل الرقمي قفزات نوعية متسارعة تفوق ما شهدناه وتوقعناه من تطورات وابتكارات متواصلة على مر العقدين الماضيين.
ويمكن القول إن وتيرة التغيير باتت اليوم استثنائية بالفعل، فنحن نغادر العالم التناظري الذي يعتمد الأنظمة الأحادية والمبسطة للتواصل ونقل البيانات، لندخل حقبة رقمية جديدة ومتكاملة تتصل فيها جميع الأشياء مع بعضها بدءاً من السيارات وحتى الملابس وأجهزة تحضير القهوة ويتم ربطها بالكائنات الحية بشكل ذكي، ويشكل فيها النظام الإيكولوجي الشامل لتقنية المعلومات والاتصالات عصب الحياة.
وتتجسد المزايا الإيجابية لعملية التحوّل الرقمي بما تحققه بعض أشكال أو أجزاء النظام الإيكولوجي الشامل لتقنية المعلومات والاتصالات كونها تثمر عن نتائج مجزية تعزز عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتترك أثراً إيجابياً ملحوظاً على الجمهور المستفيد منها في مجالات عديدة كالتصميم والابتكار والتقييم.
ومع ازدياد مستوى التقارب وضرورات الدمج بين تقنية المعلومات وتقنية الاتصالات، تتضح أهمية الاستراتيجية التي طرحتها «هواوي» 3 في 1، المتمثلة بالعمل ضمن محاور ثلاثة هي الحوسبة السحابية وشبكات الاتصالات والأجهزة الاستهلاكية الذكية باعتبارها خطة ناجحة لتحقيق النتائج المرجوة على صعيد توفير حلول متكاملة إلى مختلف شرائح العملاء.
وفي مقدمتهم مزودو شبكات الاتصالات والشركات والمؤسسات وقطاع المشاريع، إضافة للمستهلك. وقد آتت هذه الاستراتيجية أكلها على صعيد فتح آفاق واسعة للارتقاء بقطاع الاتصالات ودعم مسار رقمنة مختلف القطاعات الحيوية كالنقل والتعليم والصحة، وكذلك رفع سقف مستوى رضى العملاء في ضوء تحسن كفاءة وجودة العمليات واختزال وقت تقديم الخدمات والتأكيد على جودتها.
ومن أهم الخطوات التي يتم العمل على تحقيقها من خلال هذه الاستراتيجية تشجيع الشركات من مختلف الأحجام على الابتكار من خلال رصد استثمارات ضخمة لتأسيس وتوطيد أواصر التعاون المفتوح بين شركاء النظام الإيكولوجي الشامل، بما يعود بقيمة إضافية طويلة الأمد على العملاء ويساهم في تحقيق مزيد من قنوات التواصل والربط بين المجتمعات.
وتمكين الأفراد وإغناء شتى مناحي الحياة العامة، حيث نؤمن في «هواوي» بسياسة الانفتاح على العمل والنجاح المشترك والتعاون لتحقيق النتائج المرجوة من سير أعمال القطاعين العام والخاص والحلول والخدمات التي يتم توفيرها للشركات والأفراد.
ونسعى بشكل متواصل إلى إشراك عملائنا وشركائنا ونظرائنا في عملية الابتكار بهدف تحسين مستوى القيمة التي يقدمها قطاع تقنية المعلومات والاتصالات من خلال النظام الإيكولوجي الشامل الأكثر قوة وتكافلاً.
وتشير التوقعات إلى أننا سنشهد على مر السنوات الخمس وحتى العشر المقبلة ظهور كافة أنواع الأجهزة الذكية القادرة على التكيف بشكل تلقائي مع مختلف سيناريوهات الاستخدام. كما ستتوافر لدى جميع الأفراد والأشياء القدرة على الإحساس بالمحيط، وستغدو جميع الأجهزة نقاط عبور إلى العالم الذكي. في حين ستقدم شبكات الاتصالات البصرية واللاسلكية شبكات اتصالات ذات انتشار واسع ونطاق فائق العرض.
وتوقعت دراسات وأبحاث قامت بها «هواوي» أنه بحلول 2025 ستعتمد جميع حلول تقنية المعلومات المقدمة إلى الشركات على التقنيات السحابية، كما ستعتمد أكثر من 85% من تطبيقات الشركات على نظام الحوسبة السحابية.
وخلال هذا الوقت، ستتمكن مجموعة الكمبيوترات المترابطة والمنتشرة في أرجاء العالم من جمع كم هائل من البيانات لتشكل «العقل الرقمي» للسحابة الذي سيشهد بدوره تطورات فورية من دون أن يشيخ مطلقاً، وسيقدم حلولاً ذكية إلى الأفراد والآلات يمكن الرجوع إليها في كل وقت عبر شبكات الاتصالات عالية السرعة والأجهزة.
ونسعى في «هواوي» إلى زيادة كفاءة عملياتنا عبر قنوات الشركاء وتشجيع شركائنا في القنوات وتحفيز أعمالهم من خلال منح فريق المبيعات الإقليمي صلاحيات إضافية يوماً بعد يوم. وقد حققنا نتائج جيدة بناء على ذلك،.
حيث تتم اليوم أكثر من 80% من مبيعات مجموعة أعمال «هواوي إنتربرايز» لقطاع المشاريع والمؤسسات في الشرق الأوسط عبر شركائنا في قنوات البيع. ونبذل قصارى جهودها لتوطيد نطاق علاقاتها الوثيقة مع شركائنا في النظام الإيكولوجي الشامل وتحقيق النجاح المشترك. ونعمل كذلك على إطلاق المنصات الموحدة والمرنة وتوفير المناخ المناسب لتأسيس نظام إيكولوجي شامل وراسخ يفي بالأغراض المرجوة منه على المدى القصير والمتوسط والبعيد.
وسنعمل في «هواوي» على زيادة الاستثمارات في الأسواق المحلية بما يتوافق مع خريطة إمكاناتنا العالمية. كما سنتابع أعمال تأسيس النظام الإيكولوجي الشامل وتوطيد علاقات تعاوننا الوثيق مع هيئات الأبحاث المحلية والجامعات وشركائنا بهدف تأسيس نظام طرح ومشاركة القيمة ضمن كامل سلسلة القيمة.
العضو المنتدب ونائب الرئيس لمجموعة أعمال «هواوي إنتربرايز» لقطاع المشاريع والمؤسسات في الشرق الأوسط