في اجتماع داخلي غير معلن، توسل إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إلى موظفيه بعدم بيع أسهمهم في الشركة، وذلك في أعقاب تراجع حاد في سعر السهم وردود فعل عنيفة مرتبطة بدعمه العلني للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكد ماسك خلال الاجتماع الذي عُقد في تكساس أن التغطية الإعلامية الأخيرة للشركة كانت "مشابهة لنهاية العالم"، لكنه أصر على أن آفاق تسلا المستقبلية تظل قوية.
وجاءت تصريحاته بعد انخفاض سعر سهم الشركة بنسبة 37% منذ بداية العام، مما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية من حوالي 1.2 تريليون دولار إلى 740 مليار دولار في أقل من ثلاثة أشهر.
ويعزو بعض المحللين هذا التراجع إلى دعم ماسك القوي لترامب، ودوره البارز في إدارة وزارة الكفاءة الحكومية التي أنشأها الرئيس الأمريكي، مما أثار مخاوف لدى بعض العملاء والمستثمرين.
كما أدت ردود الفعل العنيفة ضد ماسك إلى هجمات على وكلاء تسلا، مما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) إلى فتح تحقيق.
وأكد ماسك لموظفيه أن الوضع أفضل مما يبدو عليه، قائلاً: "إذا قرأت الأخبار، ستشعر وكأنها نهاية العالم. أرى سيارات تسلا تحترق على التلفاز وأتساءل: ما الذي يحدث؟".
وأضاف: "بعض الناس يقولون إنهم يفهمون عدم رغبتك في شراء منتجنا، لكن إحراقه؟ هذا غير منطقي. هذا سلوك مختل. توقفوا عن هذا!"
كما سلط ماسك الضوء على برنامج القيادة الذاتية لتسلا، الذي يمكن تحديثه عن بُعد لملايين السيارات، بالإضافة إلى خطط الشركة لإطلاق الروبوت البشري "أوبتيموس".
وأشار إلى أن أسطولًا من 10 ملايين مركبة ذاتية القيادة يمكن أن يصبح أكثر فائدة بخمسة إلى عشرة أضعاف في المستقبل، وهو ما وصفه بـ"التغيير العميق الذي لا يمكن مقارنته بأي شيء في الماضي".
وتحدث ماسك أيضًا عن طموحات تسلا في مجال الروبوتات، مؤكدًا أن الشركة هي الوحيدة التي تمتلك المكونات اللازمة لتصنيع روبوتات ذكية على نطاق واسع. وتوقع أن يصبح "أوبتيموس" أعظم منتج في تاريخ الشركة، متفوقًا على أي ابتكار سابق.
وأضاف أن تسلا تهدف إلى إطلاق الروبوتات للبيع العام بحلول النصف الثاني من عام 2026، مع إتاحة الفرصة لموظفي الشركة لشرائها قبل ذلك.
من جهة أخرى، واجهت تسلا ضغوطًا من المستثمرين والمحللين الذين طالبوا ماسك بالتدخل بشكل أكثر فعالية لدعم الشركة.
وقال دان إيفز، المحلل في شركة ويدبوش للأوراق المالية: "تواجه تسلا وماسك مرحلة حاسمة في مستقبلهما. كيفية تعامل ماسك مع الأشهر القليلة المقبلة ستحدد مسار النمو الطويل الأجل للشركة".
وأضاف إيفز أن دعم ماسك لترامب وتحوله إلى رمز سياسي أثر سلبًا على صورة تسلا، مما جعلها تواجه تحديات إضافية في سوق الأسهم.