في دفتر تخرجه في مدرسة ديويت كلينتون الثانوية الأمريكية عام 1957 كتب الشاب الفقير رالف ليبشيتز عبارة رسم بها مستقبله وحدد هدفه في هذه الحياة «أريد أن أصبح مليونيراً»، وبعد 10 سنوات بالضبط أسس شركته الخاصة، ثم بعد سنة أخرى أطلق علامته الخاصة في عالم الأزياء، والتي غزت العالم تحت اسم «بولو»، ليجمع من خلالها ثروة قدرت بأكثر من 10 مليارات دولار، وضعته في قائمة الأثرياء.. إنه رالف لورين، مصمم الأزياء العالمي المشهور، وصاحب خط عطور خاص به، والذي يمتلك قصوراً وبيوتاً فاخرة ومزرعة مساحتها 17 ألف فدان، وأسطولاً من أثمن السيارات في العالم.
عالم السينما
وُلد رالف ليبشيتز الذي غير اسمه بعد ذلك إلى رالف لورين - في أكتوبر عام 1939 لأبوين مهاجرين فقيرين تعود أصولهما إلى بيلاروسيا. كان أصغر إخوته الأربعة، وفُتن بعالم السينما منذ صغره، ولم يكن يتخيل يوماً أن يرتدي نجوم هذا العالم الساحر ملابس من تصميمه، ولا أن يتعطروا بعطره الخاص. عندما بلغ سن الثالثة والعشرين انضم رالف إلى الجيش الأمريكي، ثم عمل فترة في شركة «بروكس براذرز»، وهي أقدم علامة تجارية للملابس الرجالية في أمريكا.
يقول عنه مايكل جروس، في كتابه «الحياة الحقيقية لرالف لورين»: انضم لورين إلى شركة «بو بروميل»، المرموقة في مجال صناعة ربطات العنق، ونجح في إقناع رئيسها بالسماح له بتصميم مجموعة ربطات عنق تحمل اسمه، فكانت بداية تأسيس شركته الخاصة في عام 1967، على الرغم من أنه لم تكن لديه شهادات دراسية سوى الثانوية العامة ودورة في إدارة الأعمال، حيث لم يكمل دراسته في جامعة نيويورك.
القبعات الكبيرة
في أثناء مشاهدته مباراة بولو للمرة الأولى في حياته، برفقة صديقه وارن هيلستين، أعجب لورين بذلك المجتمع المخملي وبالخيول وركاباتها المصنوعة من الفضة والجلود، وفتنته «الشابات طويلات القامة ذوات القبعات الكبيرة» - حسب وصف مايكل جروس كاتب سيرته الذاتية - ففكر في تطوير علامة تجارية أنيقة وراقية، وهي المشهورة في العالم كله إلى الآن باسم «بولو رالف لورين».
يضيف جروس: ما يميز لورين هو روح المغامرة؛ ولعل أكثر ما يدل على هذه الروح إقدامه على تصميم ربطات عنق عريضة ملونة، مخالفاً ما كان رائجاً في تلك الفترة من بساطة وصغر ربطة العنق، وسرعان ما انتشرت هذه الصيحة، فتعاقد مع علامة «بلومينجديلز» المشهورة وباع لها في السنة الأولى وحدها ربطات تجاوزت قيمتها 500 ألف دولار.
يقول لورين عن نفسه: «عندما أصمم أزيائي أتخيلها أولاً على أجساد نجوم السينما العالميين، وأرى نفسي واقفاً بينهم وهم يرتدونها». كانت تصاميم لورين في البداية مخصصة للرجال، لكنه في سنة 1971 أطلق أول قمصانه المخصصة للنساء حاملةً شعار لاعب البولو الشهير، وفي السنة التالية أطلق شورت البولو القطني الذي اشتهر به. وفي سنة 1978 أطلق مجموعته من العطور في «بلومينجديلز»، وفي سنة 1992 أطلق خط «بولو سبورت»، وتلته خطوط وعلامات تجارية أخرى، وفي سنة 1997 طرح أسهم شركته للتداول في بورصة نيويورك.
أزياء تكنولوجية
في سنة 2017 أطلق لورين «تقنية قابلة للارتداء» وهي عبارة عن قميص رياضي مزود بتقنية اللياقة البدنية، مقرونة بتطبيق خاص على الهواتف المحمولة، فجاءت«بولو تك سمارت شيرت» مزودةً بأجهزة استشعار لتتبع معدل ضربات قلب من يرتديها، وتنفسه، ومستوى التوتر، والسعرات الحرارية المحروقة، ثم ترسل الملابس هذه المعلومات إلى تطبيق يقوم بإنشاء برامج تدريب مخصصة لأصحابها؛ ما جعله يسحب البساط من تحت أقدام علامات رياضية رائدة أهمها «أديداس» و«نايكي».
يمتلك لورين عقارات فارهة بالإضافة إلى مزرعة تمتد على مساحة 17 ألف فدان في كولورادو، ويمتلك أيضاً واحدة من أثمن السيارات في العالم، حيث أن امتلاك سيارة نادرة على حد تعبيره يمنحه متعة لا توصف.