عندما كان في العاشرة من عمره اشترى حاسباً آلياً منزلياً صغيراً، وتعلم عليه البرمجة من دون مساعدة من أحد، إلى أن بلغ سن الثانية عشرة، وخلال هاتين السنتين استطاع اختراع لعبة فيديو سماها «بلاك ستار» وباع كودها لمجلة «بي سي» مقابل 500 دولار، وما زال في استطاعة أي منا تنزيل نسخة تجريبية منها حتى الآن. والآن وقد صار عمره 53 سنة صار أغنى رجل في العالم.. إنه إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا موتورز»، الذي بلغت ثروته 348 مليار دولار، وفقاً لمؤشر «بلومبرغ» للمليارديرات، محققاً رقماً قياسياً في تاريخ أغنى أغنياء العالم.
إنجاز غير مسبوق
ما حققه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك يعد إنجازاً غير مسبوق، ويرجع هذا الارتفاع الكبير في ثروته إلى النمو المتواصل في قيمة أسهم شركة «تسلا»، إضافة إلى شركته الناشئة للذكاء الاصطناعي xAI، التي مثلت تمويلاً جديداً له بنحو 50 مليار دولار، جعله يتفوق على لاري إليسون، رئيس مجلس إدارة «أوراكل»، وينتزع منه المركز الأول، بفارق 80 مليار دولار، حيث تبلغ ثروة إليسون 235 مليار دولار. وقبل أيام كشف إيلون ماسك عن خطط جديدة لشركته xAI لمنافسة هيمنة مايكروسوفت في مجالي الذكاء الاصطناعي وصناعة الألعاب، حيث يعتزم إطلاق تطبيق مستقل للذكاء الاصطناعي يحمل اسم Grok AI، إضافة إلى تأسيس استوديو ألعاب يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لينافس «إكس بوكس» من مايكروسوفت، وإعادة صياغة قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي في قطاعات عدة، حسب قوله.
سفن الفضاء
وُلد ماسك في سنة 1971 في بريتوريا بجنوب أفريقيا، كانت أمه تعمل اختصاصية تغذية، وكان أبوه مهندس كهروميكانيكا، وبعد انفصالهما في سنة 1980، عاش مع والده في ضواحي بريتوريا، حيث واجه مشاكل كثيرة، وعانى أيضاً من تنمر ومضايقات من رفاقه، بل تم نقله ذات مرة إلى المستشفى، بعد أن اعتدى عليه مجموعة منهم، وألقوا به من فوق الدرج، ثم لحقوا به وضربوه حتى فقد وعيه.
في السابعة عشرة من العمر التحق بجامعة كوينز الكندية، وعاش مع أمه ، ثم انتقل إلى جامعة بنسيلفانيا، وحصل على بكالوريوس في الفيزياء، ثم بكالوريوس في علوم الاقتصاد، ثم انتقل ماسك إلى كاليفورنيا، حيث حصل على الجنسية الأمريكية، وقرر التفرغ لتنفيذ أفكاره في تطوير الإنترنت وتوفير الطاقة المتجددة اللازمة لسفن الفضاء.
وكان قد أسس مع أخيه شركة «زيب 2» لبرمجة مواقع الإنترنت، التي اشترتها منه شركة «كومباك» مقابل 307 ملايين دولار نقداً، و34 مليون دولار في صورة أسهم، وكان نصيب ماسك من بيع الشركة 22 مليون دولار.
شركات ماسك
عشق ماسك تطوير المحركات، وطور نظام نقل يعرف بالدورة السريعة أو الهايبرلوب، وقدمها لتعمل في الطائرات السريعة التي تستخدم مروحة كهربية، وأصبحت تعرف باسم «طائرة ماسك الكهربائية». ويمتد تاريخه مع الاختراعات وتأسيس الشركات إلى ما لا يسمح المجال لذكره؛ فقد أسس شركة «سبيس إكس» وتولى منصب الرئيس التنفيذي، والمصمم الأول فيها.
وهو المؤسس المساعد لمصانع تسلا موتورز ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها. كما شارك في تأسيس شركة «باي بال» المشهورة في التداول النقدي، وشركة «سولار سيتي». في سنة 2016، اختارته مجلة «فوربس» في المرتبة 21 ضمن قائمة «أكثر الرجال نفوذاً في العالم»، وبعد 5 سنوات حقق لقباً جديداً، هو لقب «أغنى رجل في العالم وأول شخص تتخطى ثروته 300 مليار دولار في التاريخ»، حيث قُدر صافي ثروته بـ 320,9 مليار دولار.
وفي أبريل 2022، وافق مجلس إدارة تطبيق «تويتر» على عرضه بالاستحواذ على المنصة في صفقة قدرت بـ44 مليار دولار، لتنضم إلى شركاته مثل «سولار سيتي» و«تسلا موتورز» و«سبيس إكس»، التي وصفها جميعاً بقوله إنها تخدم رؤيته في تغيير العالم والبشرية، وتحقق تقليل الاحتباس الحراري.