حافظت دبي على صدارتها عربياً وإقليمياً في  "مؤشر القوة التنافسية العالمية للمدن 2022" الصادر عن معهد الاستراتيجيات الحضرية – مؤسسة "موري ميموريال" اليابانية، والذي يصنّف أبرز المدن العالمية من حيث "جاذبيتها" أو "قدراتها التنافسية" في استقطاب الكوادر ورؤوس الأموال والشركات من حول العالم، بناءً على تقييم يعتمد ستة محاور أساسية، وهي: الاقتصاد، والأبحاث والتطوير، والتفاعل الثقافي، وقابلية العيش، والبيئة، وإمكانية الوصول.

 وحلّت دبي في المرتبة الرابعة عالمياً في "محور التفاعل الثقافي" ضمن مؤشر القوة العالمية للمدن، كما تقدمت ضمن المؤشر ذاته لتتبوأ المركز الـ 11 عالمياً بعدما ارتقت ثلاثة مراكز مقارنة بترتيبها للعام الماضي.

وفي هذه المناسبة، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن التقدم المتحقق في مؤشر القوة التنافسية العالمية للمدن للعام الجاري يعكس حجم الجهود المبذولة في سبيل تحقيق رؤية القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة دبي كأفضل مدينة للعيش والعمل والزيارة في العالم، وتأكيد تفرُّد نموذجها التنموي المستدام الذي يضع صالح الإنسان وتطوير قدراته والارتقاء بنوعية حياته في مقدمة الأولويات. 

وأضاف سموه: "شكلت الأسس التي أرساها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وما تضمنته من سياسات رشيدة وأطر تنظيمية محكمة وسياسات عمل واضحة، قاعدة راسخة لانطلاقة طموحة نحو تحقيق أهداف استراتيجية كبيرة هدفها الريادة في مختلف القطاعات، لتحويل دبي إلى نموذج يحتذى به لمدن المستقبل القادرة على تصدر المشهد العالمي بإنجازات نوعية في شتى المجالات. وتواصل دبي اليوم تأكيد مكانتها كمركز رئيس للاقتصاد والإبداع والثقافة ليس فقط على مستوى المنطقة ولكن أيضا على الصعيد العالمي مستقطبة أفضل المواهب وأنبه العقول ضمن شتى التخصصات". 

وأثنى سمو ولي عهد دبي على التقدم المستمر في مكانة دبي كمركز عالمي للثقافة والإبداع، مشيراً سموه إلى أن هذا الإنجاز يعد دليلاً على تنامي دور دبي كمنارة للإشعاع المعرفي والحضاري، وأثرها كجسر حيوي يربط بين ثقافات العالم، مع جاليات نحو 200 جنسية تعيش على أرضها. 

ودعا سموه لمواصلة مختلف القطاعات في دبي العمل لارتقاء مزيد من المراتب المتقدمة ضمن كافة مؤشرات التنافسية العالمية، بما يستدعيه ذلك من الاستمرار في تهيئة أفضل بيئات العمل الداعمة للكادر الوطني والجاذبة للكفاءات المتميزة من حول العالم، ورفع مستويات الأداء، والاهتمام بترسيخ أركان الاقتصاد المعرفي والإبداعي وفتح المجال أمام الأفكار المتطورة والطاقات الخلاقة ورصد أفضل التجارب والممارسات العالمية والاستفادة منها في دفع مسيرة التطوير الشاملة في الإمارة. 

منظومة متكاملة 
من جانبها، أعربت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي عن اعتزازها بما حققته دبي من تقدم على مؤشر "القوة التنافسية العالمية للمدن 2022"، وقالت: "نعمل وفق رؤية وتوجيهات قيادتنا الرشيدة ضمن منظومة استراتيجية متكاملة هدفها تعزيز مكانة دبي الثقافية لتكون وجهة عالمية للممارسات الثقافية والتجارب الإبداعية وحاضنة للفعاليات الدولية، مستفيدين من النجاحات التي حققتها دبي  باستضافة كبرى الفعاليات العالمية، وعلى رأسها معرض إكسبو 2020 دبي، وهو ما انعكس جلياً في أعداد الزوّار إلى دبي التي استقطبت أكثر من 11.4 مليون زائر دولي خلال العشرة أشهر الأولى من العام الجاري، وكذلك عدد الشركات أسست أعمالها انطلاقاً من الإمارة على مدار العام الماضي، وهو ما صاحبه زخم في النشاط الثقافي والإبداعي المحلي".

وأضافت سموها قائلةً: "ما حققته الإمارة من تقدم ضمن ’محور التفاعل الثقافي’ يُعد شاهداً على نجاح هذه الجهود، وإنجازاً يُضاف إلى مساعينا الرامية إلى تحقيق طموحاتنا لدبي".

وأردفت سموّها: "التقدم المتحقق والمستمر في القطاعات الثقافية والإبداعية يزيد عزمنا على بذل مزيد من الجهود للارتقاء بدبي نحو مراتب أعلى في مؤشرات التنافسية العالمية، فنجاح دبي في أن تتصدر قائمة المدن المستقبلية عالمياً يعزز من مكانتها كواحدة من أفضل المدن للعيش والعمل على مستوى العالم". 

ولفتت سموّها إلى أهمية ما تمتلكه دبي من أصول إبداعية، قائلةً: " ملتزمون بخلق وتطوير بيئة أعمال مبتكرة داعمة لقطاعات الثقافة والفنون، تسهم في تزويد المواهب بكافة الأدوات والمهارات اللازمة للمساهمة في رفد النمو الاقتصادي وتنويع المعروض الثقافي الذي تقدمه المدينة ويعزز تجاربها الإبداعية والثقافية للمقيمين والزوّار على حد سواء".

تغييرات وتأثيرات
وعلى مدار الاثني عشر شهراً الماضية، كانت هناك تغييرات في ترتيب المدن الخمس الأولى في "محور التفاعل الثقافي"، ورغم احتفاظ لندن بالترتيب الأول، إلا أن نيويورك التي احتلت المرتبة الثالثة العام الماضي، تفوقت على باريس للمرة الأولى منذ عامين لتصبح رقم 2، فيما احتلت دبي المرتبة الرابعة عالمياً لهذا العام.

وأوضحت مؤسسة "موري ميموريال" اليابانية أن نتائج المؤشر لهذا العام شهدت تغييرات كبيرة مقارنة مع العام الماضي بسبب تأثيرات جائحة "كوفيد–19"، التي غيرت من أساليب العمل وأنماط المعيشة والنشاط الاقتصادي والنشاط الثقافي في المدن. 
ففي محور التفاعل الثقافي، عزّزت مدن الشرق الأوسط موقعها في هذا المحور. وفي البيئة وقابلية العيش، جاءت غالبية المدن العشر الأولى من أوروبا. وفي محور إمكانية الوصول، كان لتقييم كل من "تنقل الأشخاص بين المدن" وكذلك "تنقل الأشخاص داخل المدن" تأثير قوي على النتائج.

ومن خلال تتبع التغييرات في ترددات الرحلات الدولية للمدن المستهدفة على المؤشر منذ عام 2019، يمكن تحليل استراتيجيات واستجابات المدن وبلدانها لـلجائحة في ذلك الوقت، حيث كانت دبي أول مدينة تستأنف الترحيب بالزوار الدوليين في يوليو 2020، كما أقيم معرض "إكسبو 2020 دبي" في أكتوبر 2021،وحتى نهاية مارس 2022، ما أسهم في ارتقاء الإمارة ثلاث مراتب لتحتل المركز الثالث عالمياً في مؤشر فرعي (الجاذبية السياحية) ضمن محور التفاعل الثقافي، كما حققت الإمارة تقدماً في المؤشرات الفرعية الأخرى، مثل "عدد الزوار الأجانب"، و"الرحلات الدولية المباشرة للمدن"، و"جاذبية خيارات التسوق"، بالإضافة إلى المؤشر الفرعي "جاذبية خيارات الطعام".