بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، وفخامة قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، وقَّعت مجموعة موانئ أبوظبي (ADX: ADPORTS)، المحرّك الرائد للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية، اتفاقية شراكة استراتيجية مع الشركة الكازاخستانية الوطنية للنفط "كاز موناي غاز"، واتفاقية مبدئية مع وزارة الصناعة وتطوير البنية التحتية في كازاخستان للتعاون على بناء أسطول بحري، وتطوير البنية التحتية البحرية في بحر قزوين والبحر الأسود.
ويأتي هذا التعاون عقب اتفاقية الشراكة التي أُعلِن عنها أخيراً مع "كي إم تي إف" (كازمورترانسفلوت)، شركة الخدمات البحرية واللوجستية التابعة للشركة الكازاخستانية الوطنية للنفط، والتي تنصُّ على إطلاق مشروع حصري مشترك يهدف إلى تقديم الخدمات البحرية والشحن لشركات الطاقة العاملة في منطقة بحر قزوين.
وتعكس الاتفاقية الجديدة التوسُّع اللافت في أعمال مجموعة موانئ أبوظبي في منطقة آسيا الوسطى وكازاخستان، التي تعدُّ سوقاً رئيسيةً لقطاعات الطاقة والنقل والخدمات اللوجستية، وتتمتَّع بأهمية استراتيجية كونها ممراً تجارياً رئيسياً بين قارتي أوروبا وآسيا.
وسيستطلع الجانبان، بموجب اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الموقَّعة، فرص التعاون في مجموعة واسعة من المشاريع في المنطقة؛ بما يشمل بناء أسطول بحري جديد من سفن المياه الضحلة، لدعم عمليات قطاع النفط والغاز البحرية في بحر قزوين، وتطوير أسطول من ناقلات النفط لدعم جهود تصدير النفط الكازاخستاني.
كما يتضمَّن التعاون إمكانية تأسيس مشروع مشترك للمساهمة في عمليات نقل البضائع السائبة، واستكشاف الفرص المتاحة لبناء سفن شحن البضائع السائبة أو شرائها لدعم المشروع المشترك. كما تتطلَّع مجموعة موانئ أبوظبي إلى توفير برامج تدريب وتطوير متميزة لفرق العمل الكازاخستانية، من خلال أكاديمية أبوظبي البحرية التابعة للمجموعة.
وتنصُّ الاتفاقية المبدئية الموقَّعة مع وزارة الصناعة وتطوير البنية التحتية في كازاخستان على تعاون الجانبين في تطوير عمليات التجارة الدولية، وتأسيس ممرات النقل التجاري عبر جمهورية كازاخستان، مع إمكانية تطوير مرافق الموانئ والخدمات اللوجستية، إضافة إلى تعزيز الأسطول البحري الوطني الكازاخستاني.
وتعدُّ مشاريع الشراكة الاستراتيجية في منطقة آسيا الوسطى أولوية استراتيجية مهمة بالنسبة إلى مجموعة موانئ أبوظبي؛ كونها تشكِّل رافداً رئيسياً للنمو العالمي، وتدعم أعمال عدد من الشركاء الرئيسيين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وإضافة إلى ذلك، توفِّر مثل هذه الاتفاقيات قواعد راسخة لتنمية الاقتصاد الكازاخستاني، وتحفيز توليد المزيد من فرص العمل والوظائف فيها.
من جانبه، قال معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي: "يشرِّفنا حضور سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة (حفظه الله)، وفخامة قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، لهذا الحدث البارز".
وأضاف: "تتسم اتفاقية الشراكة بنطاقها الواسع ورؤيتها المستقبلية، وتعدُّ الأولى من نوعها بين شركة إماراتية و(كاز موناي غاز)، كما تتسق مع الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتضع أسساً متينة لتحقيق النمو في كازاخستان والمنطقة. ويسرُّنا العمل مع شركائنا في وزارة الصناعة وتطوير البنية التحتية في كازاخستان، بهدف تطوير ممرات حيوية لحركة التجارة والنقل الدولية".
وأعرب معالي مارات كاراباييف، وزير الصناعة وتطوير البنية التحتية في كازاخستان، عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقيات، مشيراً إلى أنها تمثِّل خطوة مهمة تسهم في توثيق الشراكة الاقتصادية والعلاقات الأخوية بين جمهورية كازاخستان ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال: "يوفِّر لنا تطوير مرافق الموانئ والخدمات اللوجستية في كازاخستان إمكانات كبيرة تسهم في ترسيخ مكانة الدولة بوصفها ممراً تجارياً حيوياً، وتفتح آفاقاً جديدة للشركات المحلية لزيادة صادراتها. ويسرُّنا العمل مع مجموعة موانئ أبوظبي على هذه المشاريع الواعدة؛ نظراً لخبراتهم الكبيرة في تطوير الموانئ المتكاملة والمراكز التجارية واللوجستية الحيوية في العديد من المناطق الاستراتيجية".
من جانبه قال ميرزاغالييف ماغزوم، رئيس مجلس إدارة "كاز موناي غاز": "نحن مسرورون لتمتين شراكتنا الاستراتيجية مع مجموعة موانئ أبوظبي، التي تتمتَّع بقدرات هائلة في مجال الخدمات اللوجستية والبحرية والرقمية وخدمات الموانئ، وتركِّز بشكل خاص على قطاع الطاقة. لا شكَّ في أنَّ الجمع بين إمكانات شركتينا يتيح لنا المجال لتخطي بعض التحديات التي واجهناها لفترة طويلة، والاستفادة من فرص تحسين إدارة أحجام الصادرات في بحر قزوين والبحر الأسود، ويزيد من قدرتنا على توفير موارد خاصة بالموانئ وأساطيل السفن لخدمة قطاعات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما".
وأضاف: "إننا نرى مستقبلاً مشرقاً أمام المشروع المشترك الجديد الذي يقدِّم إضافة قيّمة للتنمية الاقتصادية وتطوير البنى التحتية في كازاخستان".
بدوره أشار الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، إلى الفرص الكبيرة المتاحة أمام المجموعة، للمساهمة في تطوير ممرات تجارية حيوية على امتداد منطقة آسيا الوسطى، مبيناً أنَّ هذا التعاون التاريخي مع شركة "كاز موناي غاز" يوفِّر المنصة المتينة والمثالية للنمو في إحدى أهم الأسواق.
وقال: "نودُّ بهذه المناسبة أن نتقدَّم بالشكر الجزيل إلى القيادة الرشيدة للدولة على دعمها المتواصل، الذي أثمر عن إطلاق هذا التعاون الاستراتيجي، ونتطلَّع إلى تقديم حلول شاملة تدعم قطاع الطاقة والقطاع البحري في كازاخستان".
وتجدر الإشارة إلى أنه، وبفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي والاحتياطات الضخمة المُثبتة من النفط الخام والغاز الطبيعي، فقد تنامت أهمية منطقة آسيا الوسطى، بصفتها مصدراً رئيسياً للطاقة، وممراً لوجستياً رئيسياً على المحور الذي يمرُّ عبر بحر قزوين والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، إلى جانب كونها لاعباً رئيسياً في ضمان أمن الطاقة العالمي.