كشف الدكتور طارق القرق الرئيس التنفيذي لـ"مؤسسة دبي العطاء" في تصريح خاص لـ"لبيان"، عن أن قمة "ريوايرد" للتعليم ستخرج بتوصيات تطرح في قمة الأمم المتحدة العام المقبل من أجل ابتكار أول أجندة عالمية للتعليم تبدأ من منصة إكسبو 2020 دبي.

وأكد القرق أنه "سيتم ابتكار واستحداث أساليب لتطوير التعليم بحيث يصل لكل فرد في المجتمع ويتجاوز التحديات الصحية والعالمية".

وقال: إن "قمة "ريوايرد" تجمع مجتمع التعليم العالمي لمناقشة سبل تطوير القطاع بطريقة لم نشهدها من قبل، حيث تجتمع الجهات المعنية العالمية التي تملك الفرصة لتسريع هذا التغيير من خلال توحيد جهود الشركاء الحاليين والجدد والمنافسين".

وأضاف: إن "العالم يعيش حالياً مرحلةً دقيقة تتطلب، أكثر من أي وقت مضى، بذل المزيد من الجهود لإعادة رسم ملامح قطاع التعليم بما يتيح لنا البدء بالتغيير الإيجابي الذي نرغب بتطبيقه في القطاع، وهو ما يعتمد عليه أطفالنا والأجيال الشابة".
ونركز اهتمامنا طيلة ثلاثة أيام، من القمة التي تنعقد من 12-14 ديسمبر الجاري، على مناقشة ثلاثة مجالات رئيسية ملحة في قطاع التعليم على مستوى العالم: الشباب والمهارات ومستقبل العمل؛ والابتكار في التعليم؛ وتمويل التعليم، كما نتطلع إلى تشكيل منصة لقاء بين الجهات المعنية بالتعليم، تجمع مختصي التربية والمعلمين وصنّاع السياسات والشباب والقطاع الخاص، إلى جانب المنظمات والمؤسسات الدولية والعديد غيرهم للمشاركة في نقاشات وندوات حوار وورش عمل عملية وإطلاق مجموعةٍ من المبادرات المميزة.

شراكات عالمية

وعن الشراكات العالمية لدبي العطاء لتسريع تحول النظام التعليمي، قال القرق: إن "دبي العطاء تتعاون مع العديد من الجهات المعنية للمساعدة على إحداث التغييرات الملحة وتسريع عملية تحول النظام التعليمي حول العالم، وبدورها، تجمع قمة "ريوايرد" العديد من الهيئات المختلفة للمرة الأولى في مؤتمر مباشر خلال أسبوع المعرفة والتعلّم في إكسبو 2020 دبي للمشاركة في نقاشات هادفة وقيّمة ومعالجة التحديات الملحة، ونحن فخورون باستضافة شركائنا الاستراتيجيين لدعمنا في تحقيق طموحاتنا الجماعية، بمن فيهم منظمة اليونسكو، والشراكة العالمية للتعليم، ومنظمة اليونيسيف، والبنك الدولي، وبرنامج الغذاء العالمي، ومبادرة التعليم لا يمكن أن ينتظر، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم العالمي.

وحول الابتكار والتكنولوجيا لتعزيز التحول الرقمي للتعليم أوضح القرق: أن "التكنولوجيا تلعب دوراً هاماً للغاية في عملية تحول النظام التعليمي، وشهدنا هذه الأهمية خلال الأزمة الصحية العالمية مع تسريع اعتماد التعلم عبر الإنترنت، فلا يمكن الحديث عن الابتكار في التعليم دون مناقشة الدور الذي ستلعبه التكنولوجيا في هذا السياق، حيث تعمل التكنولوجيا على تطوير العديد من مجالات حياتنا، لكن النظم القائمة في قطاع التعليم لا تزال قديمة، والتطور في هذا المجال يتسم بالبطء. ويشكّل الابتكار ركناً أساسياً في عملية إصلاح النظام التعليمي، وستتناول ندوات النقاش طوال ثلاثة أيام جوانب التحول الرقمي المرتبطة بمستقبل أطفالنا".

وأكد القرق أنه "يتعيّن علينا العمل معاً لإنجاز التحول في النظم التعليمية وتجديدها من أجل تحقيق مستقبل مستدام ومزدهر، وإطلاق هذه العملية بسرعة. ويتوجّب على الجهات المعنية وقادة العالم وصنّاع السياسات والمجتمع التعليمي والقطاع الخاص والشباب بذل المزيد من الجهود التعاونية لإحداث التغيير الهادف والذي يمثل حاجةً ماسّة، وتشكّل المناقشات الهادفة الدافع الرئيسي لعقد قمة "ريوايرد" على هامش فعاليات إكسبو 2020 دبي، وعلينا التحرّك سريعاً وتفعيل التغيير منذ اليوم، وذلك بهدف تزويد الأطفال واليافعين في العالم بالمهارات التي يحتاجونها لمواجهة تحديات المستقبل".

 

وأضاف: إن "الأزمة الصحية العالمية ألقت بظلالها على الإمارات والعالم أجمع، وأصبح اختيار النظام التعليمي الصحيح أمراً بالغ الأهمية أكثر من أي وقت مضى. إلا أن الحديث في هذا الإطار لا يتعلق بدولةٍ محددة، بل ينبغي أن تكون النظم التعليمية على مستوى العالم أكثر صلةً وحداثة بالنسبة للأطفال واليافعين بما يساهم في تعريفهم بأهمية مواصلة رحلتهم التعليمية، وطوال ثلاثة أيام، ستمكننا قمة "ريوايرد" من توحيد أفكارنا والالتزام بأهداف القمة الهامة، إلى جانب العمل على بناء مستقبل أفضل لشبابنا ورسم ملامح مرحلةٍ تعليمي جديدة".

تحديات عالمية

وقال القرق: إن "الأزمة الصحية العالمية فرضت آثارها السلبية على النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم، حيث قُدرت أعداد الطلاب الذين حُرموا من التعليم في ذروة الأزمة بحوالي 1.6 مليار طالب، فيما لم يسجل عشرات الملايين من الأطفال عودتهم للمدارس حتى الآن. ويشكّل متحور أوميكرون حالياً تهديداً كبيراً للنظم التعليمية في المناطق التي لا تستطيع تحمل أعبائه، ولقد تغيرت أنماط حياتنا وعملنا بالكامل، وخاصةً الطريقة التي نعلّم بها الأطفال واليافعين، وأجبرتنا الأزمة على اعتماد التكنولوجيا وأساليب التعلّم عن بعد للتواصل مع الطلاب، وللمضي قدماً، يتعيّن علينا تطوير النظم التعليمية للتغلّب على التحديات التي يواجهها عالمنا المتغير باستمرار، ويعدّ اعتماد التحول الرقمي في التعليم أمراً بالغ الأهمية لضمان دمج النظم وابتكار نماذج تعليمية أكثر حداثة تقدم المزيد من الفوائد والمزايا".