يحلق إكسبو 2020 دبي باللغة العربية إلى فضاء العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد المتكلمين بلغة الضاد في ازدياد مستمر على مستوى العالم، كما أن عدد الناطقين بالعربية سيصل إلى 647 مليوناً في عام 2050.

أعلن ذلك أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال كلمته في "قمة اللغة العربية" التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب بالشراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية في إكسبو 2020 دبي، تحت شعار "حوار المجتمعات، وتواصل الحضارات".

وقال أبو الغيط: "اطلعت على تقرير حالة اللغة العربية الذي اعدته وزارة الثقافة والشباب الإماراتية ورصد التقرير حالة اللغة العربية، وشخص واقعها من زوايا مختلفة، ويقوم على رؤية علمية لا تُفرط في التشاؤم أو تتغافل عن الواقع، حيث يشير مثلاً إلى الانطباع السائد لدى الكثيرين بأن اللغة العربية في تراجع، وهذا انطباع أقرب إلى الوجدانيات البكائية ولا يقوم على معطيات ملموسة أو أدلة أو أرقام ويحذر من أثر هذه التراكمات النفسية لأنها تدعو إلى الانهزام وترسخه في ذهن المواطن العربي".

 ولفت إلى أن "القارئ لهذا التقرير سوف يدهش لكثرة وتنوع المبادرات العربية، الحكومية والأهلية، التي أُطلقت من أجل صيانة اللغة وحمايتها وتطويرها وتعزيز حضورها في المستقبل".
وأعلن أبو الغيط عن احتضان حفل إطلاق النسخة القادمة منه في المقر التاريخي لبيت العرب "جامعة الدول العربية" لما سيكون لذلك من قيمة كبيرة.

وتحدث أبو الغيط، مجالات اهتمام الجامعة العربية، موضحاً أن اهتمامات الجامعة لا تقتصر على الجانب السياسي، إنما تشمل مجالات أخرى مثل الشباب والمرأة والطفل.

وغنى قيصر الغناء العربي كاظم الساهر خلال فعاليات القمة، قصيدة اللغة الخالدة من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

شخصية ‏الدورة

واختارت قمة اللغة العربية معهد العالم العربي في باريس شخصية ‏الدورة الافتتاحية العمر 2021 لأهميته الكبيرة وجهوده المتميزة في نشر اللغة العربية على المستوى العالمي الذي يسعى لتطوير دراسة العالم العربي في فرنسا وتعميق فهم ثقافته وحضارته ولغته، وفهم جهوده الرامية إلى التطوّر، وتشجيع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، ولا سيما في ميادين العلم والتقنيات، والإسهام في إنجاح العلاقات بين وفرنسا والعالم العربي عبر تعزيز العلاقات بين العرب والأوروبيين، وهو مؤسسة قائمة على القانون الفرنسي، وأُنشِئت لتكون، أداة للتعريف بالثقافة العربية ونشرها، حيث اتفقت على إقامته  18 دولة عربية مع فرنسا عام 1980، ليكون مؤسسة تهدف إلى تطوير معرفة العالم الغربي، وبعث حركة أبحاث معمقة حول لغته وقيمه الثقافية والروحية.
كما تهدف الخطوة إلى تشجيع المبادلات والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، خاصة في ميادين العلوم والتقنيات، مساهمة بذلك في تنمية العلاقات بين العالم العربي وأوروبا، ويعتبر معهد العالم العربي في باريس مركزاً ثقافياً جاء ثمرة تعاون بين فرنسا وبين اثنين وعشرين بلداً عربياً.

شراكات استراتيجية

وتؤسس قمة اللغة العربية لعلاقات و شراكات استراتيجية وثيقة بين ‏المؤسسات العربية والدولية والجهات الحكومية والهيئات الرسمية وشبه الرسمية والخاصة المجتمعية والتعليمية بما يخدم النهوض بواقع اللغة العربية مكانة وإمكانيات وتمكينها الوطن للعلم والعمل والحياة لا تنطقون بها وفي عوالم جديدة من فتحة على تعلمها والتواصل بها والاتصال بأهلها، حيث وقعت مذكرة التفاهم الاولي بين مؤسسة الفكر العربي وجامعة زايد ، ‏وتنص المذكرة على إشراك الاستراتيجية بين ‏المؤسسة والجامعة ‏لتنسيق الجهود الثقافية التعليمية و المجتمعية في إطار رؤية وزارة الثقافة والشباب، وتنفيذ مشاريع بحثية لتطوير اللغة، كما عقدت مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والشباب ومركز ‏أبوظبي للغة العربية، ‏لتأسيس شراكة استراتيجية طويلة المدى تعمل على تعزيز وتنسيق الجهود للحفاظ على اللغة العربية في الدولة وإرساء دعائم التعاون المشترك بما يضمن تحقيق التكامل بين عمل الجهتين، و جاءت المذكرة الثالثة بين جامعة زايد ومركز أبوظبي للغة العربية، والمذكرة الرابعة جاءت بين مؤسسة مجرة و بين مركز أبوظبي للغة العربية بهدف تعزيز مبادرة النشر ضمن مبادرة جسور ‏لأهمية الكتب غير الروائية في مجالات عديدة منها الإدارية والتقنية والعلمية وغيرها التشارك من أجل تعزيز المحتوى، و ‏وإطلاق مبادرات مشتركة في تكنولوجيا اللغة العربية ومعالجة اللغة الطبيعية وذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.

يشار إلى أن إكسبو 2020 دبي، نظم أمس (السبت) برنامجاً للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية بمدرج تيرّا في جناح الاستدامة.

وقال أبو الغيط في كلمته: "نحتفل اليوم باللغة العربية تحت عنوان اللغة العربية جسر للتواصل الحضاري، وهو شعار ينسجم مع شعار إكسبو2020 تواصل العقول وصنع المستقبل. فالتواصل هو غاية اللغة ووظيفتها، ويرتبط مستوى التواصل الحضاري والفكري بمدى قدرة اللغة على تحقيقه، كما أن اللغة العربية كانت أداة رئيسية لصنع واحدة من أهم شبكات التواصل التي عرفها التاريخ البشري".

وتعرض الدكتور علي عبدالله بن موسى، لإهمال أبناء اللغة العربية للغتهم حيث قال: "اللغة العربية تتعرض لعدم الاهتمام والتراجع في بيوت كل مستخدميها، وتعاني من الضعف في مراحل التعليم".
               
وحذر من إقفال أقسام اللغة العربية في الجامعات بحجة متطلبات سوق العمل. كما أكد أن مستقبل اللغة العربية يزدهر بارتفاع نسب وجودة الترجمة التي تعد نافذة اللغة العربية على العالم من حولها.
 
في حين ألقت معالي نورة الكعبي الظلال على الحلول فقالت: "الحلول دائما متاحة حينما تتضافر الجهود. ودولة الإمارات من جانبها تولي اهتماما كبيرا للحفاظ والارتقاء باللغة العربية، مثل جائزة محمد بن راشد وتحدي القراءة العربية وغيرها الكثير من المبادرات التي تشجع على القراءة والتعلم، ونحن نؤمن أن لغتنا أصيلة ونريد أن نجعلها لغة متجددة ومرنة تعكس هويتنا وثقافتنا وحاضنة للإبداع من كل مكان".

كما ناقشت الجلسات التالية أهمية اللغة العربية كواجهة للهوية العربية، وكذلك أهمية تعليم اللغة العربية في المدارس كلغة عربية أولى وليست كإضافة على المناهج التعليمية. واستضافت الجلسات فنانين من شأنهم أن يعكسوا هوية اللغة العربية الي العالم حيث يعتبر الخط العربي فناً أصيلاً أكثر منه لغة مكتوبة. كما استضافت الجلسات أصحاب منصات للكتب العربية كمنصة أبجد وقنوات تعليم الأطفال اللغة العربية.