«ميتا ميت» مسعى جديد لمنافسة عمالقة الذكاء الاصطناعي

كريستينا كريدل - هانا مورفي

تواصل «ميتا» مساعيها الحثيثة لتطوير حلول الذكاء الاصطناعي المخصصة للشركات، مع طرحها أداة جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز الإنتاجية. وتعرف هذه الأداة باسم «ميتا ميت»، وهو مسمى مستوحى من اللقب الذي يطلق على موظفي الشركة داخلياً.

وتعتمد هذه الأداة على نموذج «لاما» اللغوي الكبير الذي طورته «ميتا»، ويستخدم في مجالات البرمجة، وإجراء البحوث، وصياغة بيانات التواصل الداخلية والخارجية. وقال براشانت راتانشانداني، نائب رئيس «ميتا» للهندسة الذي يقود دفة تطوير «ميتا ميت»، بأنه لا توجد خطط لإصدار البرمجية للاستخدام الخارجي، ونوه بأن المشروع يتيح رؤى قيمة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في فضاء المؤسسات. وأخبر راتانشانداني، صحيفة «فاينانشال تايمز»، بأن «ميتا» ترغب في تطوير «أفضل مساعد للمؤسسات على مستوى العالم».

وتأتي الخطوة في ظل سباق محتدم بين شركات التكنولوجيا، بما في ذلك «أوبن إيه آي» و«غوغل»، من أجل إصدار برمجيات مساعدة يشغلها الذكاء الاصطناعي للمستهلكين والشركات، مع تطلعهم إلى توليد إيرادات من التكنولوجيا سريعة التطوير.

ومن المتوقع نمو سوق ما يطلق عليهم «وكلاء الذكاء الاصطناعي»، الذين يمكنهم التفكير وإتمام مهام معقدة نيابة عن الأفراد من البشر، من 5.1 مليارات دولار إلى 47 مليار دولار بحلول عام 2030، بحسب البيانات الصادرة عن شركة بحوث السوق «ماركتس آند ماركتس».

وتعمل «ميتا» على سبر أغوار طرق لتوليد الأرباح من الذكاء الاصطناعي عن طريق إتاحة منتجات موجهة للشركات. وفي الشهر الماضي، عينت الشركة كلارا شيه، الرئيسة التنفيذية السابقة لأعمال الذكاء الاصطناعي لدى «سيلز فورسز»، لقيادة مجموعة جديدة تدعى «بيزنس إيه آي». وقالت شيه إن دورها الجديد يتمحور حول «إتاحة الذكاء الاصطناعي المتطور لكل الشركات».

ورحب محللون بهذه الخطوة من جانب «ميتا» باعتبارها فرصة للشركة لتحقيق الأرباح من «لاما»، على سبيل المثال، وذلك عن طريق تطوير تطبيقات جاهزة تستخدم النماذج مفتوحة المصدر.

وأوضح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لـ«ميتا»، أنه يرغب في أن يكون عنصراً مهيمنا في عالم الذكاء الاصطناعي، عن طريق دمج ميزات الذكاء الاصطناعي سريعاً في «إنستغرام» و«واتس آب» و«فيسبوك»، وإتاحة وكلاء الذكاء الاصطناعي للمستخدمين وصانعي المحتوى والشركات التي يستخدمون منصاتها.

ومع ذلك، فإن «ميتا ميت» ليس متطوراً مثل منتجات مشابهة تقدمها شركات منافسة مثل «مايكروسوفت» و«غوغل»، ويستخدمها موظفو هذه الشركات داخلياً وتباع أيضاً للشركات. وخلافاً لغالبية روبوتات الدردشة الموجهة للمستهلكين، يعتمد «ميتا ميت» بصورة أساسية على النصوص، ولا يدعم مقاطع الفيديو أو الصور في الوقت الراهن. كما يفتقر «ميتا ميت» إلى الميزات الأكثر استقلالية التي تجعله شبيهاً بالوكلاء، مثل الانضمام إلى الاجتماعات وتلخيصها، أو جدولة مهام في التقويمات، أو اتخاذ إجراءات نيابة عن المستخدم. لكن موظفين لدى «ميتا»، وكذلك مسؤولين تنفيذيين، أكدوا أنهم استخدموا هذه الأداة بانتظام لإنجاز مختلف المهام، بما في ذلك البرمجة، وإيجاد معلومات داخلية من الشبكة الداخلية للشركة، وإعداد مكالمات مع العملاء، ومتابعات. ودأبت الشركة أيضاً على استخدام نماذج أخرى داخلياً، بما في ذلك نموذج «تشات جي بي تي» الخاص بشركة «أوبن إيه آي».

وأوضح راتانشانداني، أن «ميتا» تنظر في طرق لتحسين المنتج، بما في ذلك جعله أكثر شبهاً بالمساعد الذي يشغله الذكاء الاصطناعي. ولفت إلى أن الوقت مبكر للغاية لقياس تأثيره على الإنتاجية.

لكن تبني هذه التكنولوجيا يعد محدوداً بالنسبة للسوق الأوسع نطاقاً. وأشار تقرير صدر أخيراً عن «غولدمان ساكس» إلى استبعاده أن يشيع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أو تنعكس المكاسب على الإنتاجية بفضلها حتى عام 2027 على الأقل. وقال أورين إتزيوني، أستاذ علوم الحاسوب لدى جامعة واشنطن: «من الشائع للغاية تطوير شيء ما داخلياً واستخدام الموظفين له لتجربته، لكن لا يعني عمله بصورة رائعة داخل ميتا أنه من السهل على الشركة، وهي شبكة تواصل اجتماعي تركز للغاية على الإعلانات، أن تبيعه للشركات. وعموماً، لن تكون الشركة على قمة قائمتي لهؤلاء الذين سيكونون من بين الرابحين في هذا المجال».