بين الشك والامتنان.. الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم تقدير الموظفين

جود ويبر

حققت شركة «وورك هيومان» الإيرلندية للتكنولوجيا أرباحاً بلغت 1.2 مليار دولار، مرتكزة إلى ما يصفه رئيسها التنفيذي، إريك موسلي، بـ «الحاجة الإنسانية الأساسية للتقدير، وما يقابلها من رغبة في التعبير عن الامتنان». والمثير للاستغراب، أن الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الموظفين على تقديم ملاحظات لزملائهم في العمل.

وتلقّت منصة «التقدير الاجتماعي» من «وورك هيومان»، التي تُمكّن الزملاء من الثناء على عمل بعضهم بعضاً، وبإمكانها التوصية بمكافآت مقابل الثناء، تحديثاً بالذكاء الاصطناعي الشهر الماضي. فبالضغط على أيقونة القلم، يمكن للمستخدمين استدعاء مساعد افتراضي، وقد يستخدم نبرة آمرة في بعض الأحيان، «لمساعدتهم» على صياغة رسالة تتمتع بقدر أكبر من العمق.

والمثير للاستغراب، أن الشركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة الموظفين على تقديم ملاحظات لزملائهم في العمل.

وتلقّت منصة «التقدير الاجتماعي» من «وورك هيومان»، التي تُمكّن الزملاء من الثناء على عمل بعضهم بعضاً، وبإمكانها التوصية بمكافآت مقابل الثناء، تحديثاً بالذكاء الاصطناعي الشهر الماضي. فبالضغط على أيقونة القلم، يمكن للمستخدمين استدعاء مساعد افتراضي، وقد يستخدم نبرة آمرة في بعض الأحيان، «لمساعدتهم» على صياغة رسالة تتمتع بقدر أكبر من العمق.

والأداة التي تُدعى «هيومان إنتليجنس»، تُعد واحدة من الكثير من منصات التقدير الاجتماعي أو المكافأة التي تطوّع الذكاء الاصطناعي. وهذه الأداة جاهزة لإضفاء صفة الأناقة إلى مصطلحاتنا، والتنبيه بشأن الصياغة غير المُرتبة، وتحلل البيانات التي تولّدها الاستجابات العاطفية للزملاء. وإذا ما كان التفكير هو ما يهم، فهل يمكن للذكاء العاطفي المُعزز بواسطة التكنولوجيا، أن يجعلنا نشعر بتقدير أكبر في العمل؟.

تؤمن «وورك هيومان» بأن اللمسة الشخصية ضرورية. وقال آدم باسيليو مدير استراتيجية المنتجات لدى الشركة، أو الترويح للمنتج وتفعليه، إننا «لا نرغب في كتابة ينتجها محرك يعمل بالذكاء الاصطناعي». وتابع: «نرغب حقاً في أن تكون الرسائل طبيعية، ومن صنيع الإنسان». وعلل بأن الناس من المُفترض بهم أن يشعروا بـ «التأثّر» لدى تلقيهم إحدى الرسائل.

ويُعد العنصر البشري نقطة بيع بالنسبة لمنافسي وورك هيومان، رغم إطلاقهم برمجيات متقدمة. وشهد العام الجاري إعلان منصة «بينيفكس» للمكافآت، إمكانية تخصيص ذكاء اصطناعي للمكافآت، وتبسيط عمل الموارد البشرية. أما شركة «بونصلي»، فتوفر ميزات تهدف إلى تقدير الزملاء، وأوضحت أن المهارات التي تركز على الإنسان، مثل التعاون والتواصل، هي «ميزات تنافسية جديدة»، مع تولّي الذكاء الاصطناعي للمهام الروتينية.

ويمكن لمستخدمي منصة «وورك هيومان»، ومن بينهم الموظفون لدى «بريتيش بتروليوم»، و«سيسكو»، و«لينكد إن»، مبادلة ملاحظات التقدير بقسائم شراء، أو سلع، أو غير ذلك من الأشياء. أما عنصر الذكاء الاصطناعي الجديد، فيجعل من كافة هذه الجوانب أكثر دقة، عن طريق اقتراح مستويات المكافأة المناسبة، على أن يكون ذلك في حيز الميزانيات التي حددتها الشركات.

ويستفيد المديرون من البيانات الجماعية التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستقيها، سواء بتحديد المرشدين ذوي المهارات المناسبة، أو باكتشاف الموظفين ذوي الأداء العالي، الذين يجب على الشركات الحفاظ عليهم.

وذكرت كيري درايبيرج النائبة التنفيذية لرئيس قسم الأفراد والثقافة لدى شركة بي بي للطاقة، أن برنامج «وورك هيومان» أضفى «تغييراً جذرياً»، لأنه يوفر إمكانية «تقديم الملاحظات بصورة دورية»، وتعتزم تحديث البرنامج إلى النسخة الأحدث، التي تحتوي على أداة الذكاء الاصطناعي.

وصرح موسلي، الرئيس التنفيذي لدى «وورك هيومان»، بأن «ما يجتذب المديرين حقاً، رغم الشكوك الأولية، هو عندما يبدؤون في رؤية البيانات الصادرة». وعن طريق منصة «هيومان إنتليجنس»، يمكن للمديرين التحدث مع «أول نموذج لغوي مختص في التقدير على مستوى العالم»، عن أفضل طريقة يمكن بها استغلال الرؤى التي حصلوا عليها من الملاحظات.

وبالنسبة لبروس دايسلي مستشار ثقافة مكان العمل والمسؤول التنفيذي السابق لدى «تويتر»، فيرى أن التحديثات بواسطة الذكاء الاصطناعي، تفاقم المخاطر التي تنطوي عليها برمجيات التقدير.

وأوضح: «من المؤكد أن هناك فوائد لأدوات الامتنان هذه. دعونا نجد وسائل، بشتى الطرق، تمكننا من تقديم المزيد من اللطف والاحترام، ومزيد من التقدير».

وأسهب: «لكننا لا نرغب في نزع الصفة الإنسانية عن التصرفات الصادقة، وأعتقد أن هنا حيث يكمن الخطر».

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون فعلاً متعاطفاً بصورة غير متوقعة. وفحص الباحثون في دراسة أجرتها كلية الأعمال في جامعة هارفارد بالشهر الماضي، كيف يمكن لفرق العمل استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم على التعاون.

وتوصل الباحثون إلى أن هؤلاء الذين حصلوا على مساعدة من الذكاء الاصطناعي، وجدوا «استجابات مؤثّرة إيجابية»، تماشت أو تخطت الفرق التي لم تستعن بالذكاء الاصطناعي. وخَلصَ الباحثون إلى أن التكنولوجيا بإمكانها «أداء جزء من الدور الاجتماعي والتحفيزي التقليدي، الذي يقدمه أعضاء الفرق البشرية».

وتجدر الإشارة إلى أن «وورك هيومان»، تستخدم نموذجاً لغوياً من تصميمها، تدرّب على ملايين الرسائل من الموظفين، علاوة على نماذج لغوية كبيرة مفتوحة المصدر. ويعني هذا، وفقاً لموسلي، أن الذكاء الاصطناعي يقدّم رؤى «دقيقة إلى حد مفاجئ» للمديرين. واستطرد: «سيزداد ذكاء الذكاء الاصطناعي اتقاداً، كلما توفرت له المزيد من البيانات».

ينعقد الأمل على أن ينقذنا هذا من الحديث النمطي، الذي تصدره أقسام الموارد البشرية. فمن بين الجمل المتوفرة بالمنصة، يوجد «لقد أبليت حسناً»، أو «يا سلام! لقد صغت لحظة تقدير ستترك أثراً دائماً». لكن الابتهاج باستخدام هذه الأداة أو الجفول منها، إنما يتوقف في نهاية الأمر على من يستخدمونها.

وحسب دايسلي: «هناك مؤسسات ستكون هذه الأداة مفيدة لها بصورة هائلة، وهناك أخريات، ولسوء الحظ، ستصبح فيها مجرد جزء إضافي من البيروقراطية التمثيلية لديها».