نظام المدفوعات الصيني البديل لـ«سويفت» يمضي قدماً

كاي ويغينز
أصبح بنك «إتش إس بي سي» في هونغ كونغ مشاركاً مباشراً في نظام المدفوعات الدولي الصيني «سيبس» (نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود)، ما يمنح أكبر مؤسسة في تمويل التجارة العالمية دوراً بارزاً في مساعي بكين، لتعزيز استخدام العملة الصينية «اليوان».

وفي مؤتمر عقده في بكين، صرح ديفيد لياو، الرئيس التنفيذي المشارك لأعمال البنك في الأراضي الصينية، بأن فرع البنك «ينضم رسمياً إلى شبكة الدفع بين البنوك عبر الحدود (سيبس)»، مشيراً إلى أن هيمنة الدولار الأمريكي «آخذة في التراجع»، ومن شأن هذه الخطوة أن تسهل على الشركات الأجنبية التداول والاستثمار باستخدام اليوان، من خلال تسريع وتيرة المدفوعات، وتقليل تكلفتها.

ويؤكد ذلك الدور، الذي تلعبه أعمال «إتش إس بي سي» في هونغ كونغ في تحقيق أهداف الصين، في وقت يخطط فيه البنك، الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، لإجراء إعادة هيكلة شاملة، تعيد رسم عملياته على أسس شرق - غرب، وتقسيم وحداته في المملكة المتحدة، وهونغ كونغ إلى قسمين منفصلين.

وقال لياو إن فرع «إتش إس بي سي» في هونغ كونغ انضم إلى نظام «سيبس»(استجابة لاحتياجات عملائنا)، مشيراً إلى أن رأيه الشخصي هو أن هناك «فرصاً كبيرة لاستخدام اليوان في الأسواق الخارجية بشكل موسع».
وأضاف أن الأسس الاقتصادية التي أدت إلى هيمنة الدولار الأمريكي في المدفوعات العالمية تشهد تغييراً واضحاً.

ويسعى نظام «سيبس» الصيني لأن يكون بديلاً لنظام «سويفت» العالمي، خاصة في حال تعرض الصين لعقوبات أو عزلة من قبل الولايات المتحدة في ظل التوترات المتعلقة بتايوان ومشاكل التجارة، وفقاً لمحللين.

وأشار وانغ وين، عميد معهد تشونغ يانغ للدراسات المالية بجامعة الشعب الصينية، إلى أن «الولايات المتحدة سعت خلال العامين الماضيين إلى استخدام التمويل كسلاح، وإساءة استخدام نظام الدفع بالدولار الأمريكي لاستهداف دول أخرى ومعاقبتها».

وأشار وانغ إلى أن العديد من البنوك الدولية الكبرى تتبنى استراتيجيات مزدوجة تجاه أنظمة المدفوعات المتنافسة، وأن «سيبس» يوفر ترتيبات متنوعة لتحسين النظام عبر الحدود، مما قد يسهم في تسريع عملية تدويل اليوان مستقبلاً.

تعد «سويفت»، الجمعية التي تتخذ من بروكسل مقراً لها، والتي يمتلكها أعضاؤها، وتخضع لإشراف البنوك المركزية لدول مجموعة العشرة، نظام مراسلة يعد بالغ الأهمية لحركة الأموال في جميع أنحاء العالم، مما يسهل تجارة بقيمة تريليونات الدولارات كل يوم.

أطلقت الصين نظام «سيبس» في عام 2015، لكنه حظي باهتمام أكبر بعد قطع الاتصال عن مجموعة من البنوك الروسية من نظام «سويفت» رداً على اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 2022. وبلغ استخدام الصين لليوان في المعاملات عبر الحدود مستويات قياسية هذا العام، إذ عززت العلاقات الوثيقة مع روسيا جهود بكين لتدويل عملتها.

يعتبر «سيبس» شريكاً لنظام «سويفت» ويعتمد على خدمة المراسلة الخاصة به لتسهيل المدفوعات الدولية، لكنه يمتلك أيضاً نظام رسائل خاص به، تم استخدامه حتى سبتمبر في 135 دولة ضمن مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، ومع ذلك لا يزال «سيبس» بعيداً عن أن يكون بديلاً من حيث الحجم، إذ يربط «سويفت» المؤسسات المالية في أكثر من 200 دولة.

وأعلن لياو عن انضمام «إتش إس بي سي» في مؤتمر «سيبوس»، المؤتمر العالمي السنوي الذي تنظمه «سويفت» والذي انعقد للمرة الأولى في البر الرئيسي للصين، ويعتبر «إتش إس بي سي» لاعباً رئيسياً في سوق المدفوعات عبر الحدود، وأكبر بنك في العالم لتمويل التجارة.

وكانت وحدة البنك في هونغ كونغ تشارك بالفعل بشكل غير مباشر في «سيبس»، في حين أن وحدة البنك في الصين عضو في النظام منذ عام 2015، كما أن وحدة بنك «ستاندرد تشارترد» المنافس في هونغ كونغ تعد مشاركاً مباشراً في «سيبس»، ويتيح التحول إلى المشاركة المباشرة لوحدة البنك في هونغ كونغ تسوية المدفوعات باليوان مباشرة لأول مرة.

وقال ليو: «كان بنك الشعب الصيني واضحاً - لا توجد أهداف سياسية لاستخدام اليوان ليحل محل أو يتحدى موقع الدولار، «لكن رأيي الشخصي هو أن هناك مجالاً كبيراً لتوسيع استخدام اليوان في الأسواق الخارجية، وخاصة في هونغ كونغ».

وأضاف أن الاستخدام الدولي للعملة الصينية «لا يتناسب بأي حال مع قوة الصين الاقتصادية»، ولكن الأسس تتغير، خاصة في آسيا: «فمع ازدياد ثراء الاقتصادات الآسيوية واعتمادها الرقمي، تتزايد التجارة والاستثمارات المتبادلة بينها».
وفي المؤتمر نفسه قال لو لي، نائب محافظ بنك الشعب الصيني، إن البنك المركزي يدعم استخدام المؤسسات المالية الصينية لنظام سويفت، لكننا نأمل أيضاً أن يلتزم «سويفت» بقيم الانفتاح والعدالة والنزاهة.