أثارت "البيان" ارتباك النجمين جورج كلوني ومات ديمون في المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر السبت في قصر "مهرجان برلين السينمائي الدولي". وبعد وصولهما متأخرين إلى صالة المؤتمر، بسبب "أزمة قلبية" تعرض لها أحد الصحافيين خلال العرض الخاص لفيلم "منونيمنتس مان"، انهمرت الأسئلة على النجمين، من أكثر من مئتي صحافي احتشدوا للتحدث إلى "أوسم رجال الشاشة".
وذكرت "البيان" أولاً كلوني بتصريح له أدلى به قبل سنوات للمذيع الشهير لاري كينغ خلال حوار على "سي أن أن"، حيث سأله كينغ عن مواقفه السياسية، فرد كلوني آنذاك:" إنني ليبرالي، لكنني أشعر بضياع حين تغدو كلمة ليبرالي مرادفا لمعنى سيء.
حين يقف الليبراليون إلى جانب قضايا مريعة على المستوى الأخلاقي". وكان سؤال "البيان":" سيد كلوني، بعد سنوات من هكذا تصريح، هل لا تزال تائها، أم أنك توقفت ببساطة عن أن تكون ليبراليا".
وما كان من صاحب "سيريانا" إلا أن ابتسم، وآثر، كما هي عادته في التهرب من الأسئلة الشائكة باللجوء إلى الضحك والنكتة، برد السؤال إلينا قائلا:" من أنت، هل أنت السيد غوغل؟"، في إشارة إلى مجابهته بمعلومة موثقة على موقع محرك البحث الشهير.
ناشط سياسي
في المحصلة، لم يشأ كلوني الإجابة عن السؤال، وقال:" لا أتذكر الآن السياق الذي صرحت به بهكذا أمر خطير (يضحك) لكنني أخشى من الإجابة الآن"!
ومن المعروف عن كلوني أنه يحب أن يظهر بصورة الناشط السياسي المدافع عن قضايا حقوق الانسان، لكنه يختار أن يتحدث في موضوعات، كجنوب السودان وأوكرانيا، ويتجنب التحدث في موضوعات أخرى، كفلسطين (بالطبع) أو قضايا الشعوب المحقة في الشرق الأوسط.
أما النجم مات دامون، بطل الفيلم الذي أخرجه كلوني ويتحدث عن تهريب مقتينات فنية راقية كان يملكها يهود في عهد السطوة النازية الهتلرية، ويضم كوكبة من النجوم إلى جانبه مثل بيل موري وجون غودمان، فقد كانت "البيان" قد سألته العام الماضي عن دوره في محاولة الوقوف في وجه موجات الأفلام الهوليودية التي لها تأثير سلبي في خلق الصور النمطية عن شعوب العالم وتعيق الفجوة بين الثقافات وتدعيم "الكليشيهات" التي تصنعها "الميديا" الموجهة.
آنذاك، كان رد دامون شجاعا وصادقا:" يقلقني هذا الأمر كثيرا، كنت البارحة للتو أتناقش على العشاء مع زملائي في هذا الأمر الذي تسألني عنه، هل سوف نتمكن من صناعة أفلام شجاعة تغرد خارج السرب أم لا.. فعلا أنا لا أعرف".
وقال أيضا: " لا أعرف سينظر الناس إلينا، نحن المشتغلين في هوليود، بعد عشر سنوات من اليوم.. كل ما يتحكم بهذه الصناعة هو المال، نحتاج إلى ممولين لكي نتمكن من صناعة أفلام مختلفة".
من المؤتمر:
موقف نبيل
وآثرت "البيان" تذكير دامون هذا العام بموقفه النبيل، وما أن أعادت طرح مواقفه السابقة عليه، حتى التفت إليه كلوني وجميع طاقم الفيلم من النجوم، وقال له كلوني:" مات، هل قلت ذلك فعلا؟"، فردد دامان:" هل قلت ذلك فعلا؟".
في الوقت الذي كان فيه منتج الفيلم يقوم بحركات تهريجية، فيضرب على رأسه، ويخفي وجهه، قائلا:" يا الهي، يا الهي!" في إشارة إلى تحرجه من موقف بطل فيلمه المناوئ لحركة رأس المال التي يجسدها المنتج في هوليود.
وبعد برهة من الوقت تميزت بالمزاح والضحك الذي طال كل من في الصالة، حسم دامون الأمر بالقول:"نعم، لا أزال عند رأيي، هوليود صناعة مال ولا شيء غير ذلك".
ومن المعروف عن دامون أنه يدعم الكثير من الأفلام المستقلة التي تروج لرسائل اجتماعية خارج إطار الرسائل الموجهة لهوليود، ومن بينها وثائقي أنتج عن الأزمة الاقتصادية انتقد فساد عالم البنوك والشركات الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية.
مفارقات كثيرة
لم يخل المؤتمر الصحافي من مفارقات كثيرة ومواقف مضحكة أخرى، إذ بدا النجمان بكامل خفة ظلهما بالرد على سؤال لصحافية توجهت إليهما بارتباك:" هل تعرفان أنكما أكثر الرجال إثارة بالنسبة إلى النساء؟"، فرد كلوني على الفور:" أين السؤال؟".
كما طالبت صحافية من اليونان كلوني بمساعدة بلادها على استرداد آثار ومقتنيات مسروقة في لندن، على غرار دوره في الفيلم الذي يعيد فيه مقتنيات هربت من المانيا في عهد النازية تعود بمجملها إلى ملكيات يهودية في برلين وميونيخ، وقال:" اليونان حقها أن تستعيد آثارها"، فأكملت الصحافية:" هل لديك بروبوزيل (بالانجليزية تعني مقترح أو عرض زواج)، فغمز من قناتها:" تطمحين بعرض زواج؟" .
وقام كلوني ودامون والفريق بالصفير مقلدين إيقاع أغنية رداً على سؤال إحدى الصحافيات، وأعرب كلوني عن انزعاجه من توجيه كافة الأسئلة إليه وإلى دامون وعدم التوجه بأي سؤال إلى نجوم الفيلم الآخرين.