السردين هو أحد أنواع الأسماك التي تعيش في المحيط الأطلسي. كما يوجد السردين في الجزء الغربي من البحر الأبيض المتوسط ويقل وجوده في شرق البحر المتوسط. كما يوجد بقلة في البحر الأسود وبحر مرمرة. ويعتبر السردين من ثروات شمال افريقيا الطبيعية.

تنتمي أسماك السَّردين إلى فصيلة الرنجة. وتشير كلمة سردين إلى عدّة مجموعات من الأسماك إلا أنها تُستخدم في الدرجة الأولى لأنواع محدّدة مثل سردين المحيط الهادئ، وسردين جنوب إفريقيا، والسردين الأوروبي الذي يُسَمَّى البلشار.

وقد أُطْلق اسم سردين على هذا النوع من الأسماك لأنّ اصطياده تمّ لأول مرّة بالقرب من جزيرة سردينيا غربي البحر الأبيض المتوسط.

يصل عدد سمك السردين في أسرابه إلى عدة ملايين أحيانًا، وعلى الرّغم من ذلك فقد أدى الصيد الزائد عن الحد لهذا النوع إلى انخفاض كمياته في بعض أجزاء العالم. ومن المناطق التي تأثّرت بشكل بالغ مياه ساحل كاليفورنيا وجنوب إفريقيا.

والسردين غني بالعناصر الغذائية الأساسية وقليل السعرات الحرارية ويوصى به كجزء من نظام غذائي صحي ويساعد في الوقاية من مرض السكري.

وجدت دراسة جديدة أن تناول علبتين فقط من سمك السردين في الأسبوع يمكن أن يساعد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني الشائع نسبيا والذي يزعج الكثيرين حول العالم.

 في الواقع، يزعم العلماء أن تناول الأسماك الدهنية أكثر فعالية من مجرد تناول نفس العناصر الغذائية التي توفرها على شكل فيتامينات أو حبوب.

الفوائد الصحية لتناول الأسماك الدهنية معروفة جيدا. هذا لأنها تحتوي على كميات كبيرة من العناصر الغذائية مثل التورين والأوميغا 3 والكالسيوم وفيتامين د. كما أن ارتفاع مستوى الدهون غير المشبعة يساعد أيضا على موازنة مستويات الكوليسترول والوقاية من أمراض القلب.

 يقول باحثون من جامعة كاتالونيا في إسبانيا إن السردين يقدم فائدة صحية أخرى ممتازة (وغير مكلفة).

وتؤكد مؤلفة البحث ديانا ريزولو، الأستاذة والباحثة في قسم العلوم الصحية بالجامعة: "لا يعتبر السردين طعاما رخيص الثمن ويسهل العثور عليه فحسب، ولكنه آمن ومفيد في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني. إنه اكتشاف علمي ضخم".

وتابعت الدراسة، التي نُشرت في مجلة (Clinical Nutrition) 152 مريضا تم تشخيص إصابتهم بمقدمات السكري، مما يعني أن مستويات السكر في الدم تراوحت من 100 إلى 124 ملليغراما من الغلوكوز لكل ديسيلتر من الدم.

تم إخضاع جميع المشاركين لنظام غذائي يهدف إلى تقليل مخاطر الإصابة بالمرض. لكن البعض تلقى علبتين من السردين بزيت الزيتون (200 غرام) أسبوعيا. تم نصحهم بتناول الأسماك الصغيرة كاملة، دون إزالة العظام، لأنها غنية بشكل خاص بالكالسيوم وفيتامين د.

ووجد الباحثون أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر الاصابة بمرض السكري والذين لم يتناولوا السردين أسبوعيا قد انخفض من 27 في المائة إلى 22 في المائة خلال العام.

كما وجدوا أن عدد المرضى المعرضين لمخاطر عالية والذين اتبعوا النظام الغذائي الذي أضيفت إليه الأسماك، انخفض من 37 في المائة إلى 8 في المائة في نفس الفترة الزمنية.

ولتناول الأسماك الدهنية فوائد صحية أخرى، بما في ذلك زيادة مقاومة الأنسولين وزيادة الكوليسترول الجيد الذي يساعد من بين أمور أخرى في خفض ضغط الدم.

تقول ريزولو: "مع تقدمنا في السن، يمكن أن تساعد الأنظمة الغذائية أو المجموعات الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية في منع ظهور مرض السكري ومع ذلك فإن نسبة التكلفة إلى الفائدة ليست إيجابية دائما، كما وجدنا في دراسات أخرى".

وتضيف: "مع ذلك، تقودنا النتائج الحالية إلى الاعتقاد بأنه يمكننا تحقيق تأثير وقائي مهم بنفس القدر بين الشباب".

وشددت مؤلفة الدراسة على أنه في حين أن السردين قد يساعد في الحماية من مرض السكري، فإن المكملات الغذائية التي تحتوي على نفس العناصر الغذائية لن يكون لها نفس التأثير.

وأضافت: "يمكن للمغذيات أن تلعب دورا حيويا في الوقاية من العديد من الأمراض المختلفة وعلاجها، ولكن تأثيرها عادة ما يكون ناتجا عن التآزر الموجود بينها وبين الطعام الذي يتم تضمينه فيها".

وأكدت أن "السردين لديه نوع من المكونات الوقائية لأنه غني بالعناصر الغذائية المذكورة أعلاه، في حين أن العناصر الغذائية التي يتم تناولها بشكل منفصل في شكل مكملات لن تعمل بشكل جيد".