يشكل الإفراط في استخدام المنظفات المنزلية العديدة خطراً على صحة الأفراد داخل البيوت، لاحتوائها على مواد كيميائية تؤثر على الجهاز التنفسي وتسبب الالتهابات الجلدية وغيرها، ما يتطلب بعض إجراءات الوقاية والتي تتمثل باستبدالها بمنظفات أقل سمية لا سيما أنه يوجد الآن منظفات صديقة للبيئة ذات تأثير أقل على اليدين، ولبس ربة البيت قفازات للحماية، بالإضافة إلى عدم الإفراط في استخدام هذه المنظفات.

وتعاني نسبة كبيرة من ربات البيوت من حساسية وتشققات الجلد بسبب استخدامهن المفرط للمنظفات المنزلية التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة قد تتحول مع الوقت إلى أكزيما مزمنة.

وقالت الدكتورة آمنة الفلاسي استشارية الأمراض الجلدية في مركز دبي للأمراض الجلدية إن تقريباً 20% من ربات البيوت يعانين من حساسية اليد والتي تسمى «بحساسية رباب البيوت» وهي بالعادة تندرج تحت الحساسية التلامسية وتنقسم إلى نوعين: الأول التهاب الجلد المهيج، والثاني التهاب الجلد التلامسي، وفي كلا النوعين تكون الحالة إما حادة أو مزمنة، في حالة الحالة الحادة تكون الأعراض في الغالب عبارة عن حكة شديدة على ظهر اليد والأصابع وباطن اليد مع وجود التهاب أو بثرات صغيرة تكون مملوءة بمادة سائلة شفافة أو قيح، أما في حالة الأكزيما المزمنة فهي عبارة عن جفاف شديد وتشقق الجلد وتغير في شكل الأظافر وهذه الصفة السائدة.

أسباب

وأضافت الدكتورة آمنة الفلاسي: ترجع أسباب اكزيما ربات البيوت المستمدة اسمها من تعرض اليد المستمر لاستعمال الماء والمنظفات الكيميائية في المطبخ والتنظيف، مشيرة إلى أن المنظفات الكيميائية هي من أحد الأسباب الرئيسة في اكزيما اليد، وعلاجها يتمثل بالابتعاد عن المنظفات واستبدالها بمنظفات أقل سمية ويوجد الآن منظفات صديقة للبيئة ذات تأثير أقل على اليدين، ولكن يفضل تقليل استعمال الماء مثلاً أو استعمال غسالة الأواني واستخدام قفازات لا تحتوي على مادة اللاتيكس ووضع كريمات تحمي الجلد ومراجعة الطبيب المختص لتقييم الحالة

وأوضحت أن هناك مواد من البيئة خالية من المواد السمية وتعتبر بديلاً ممتازاً لمواد التنظيف المستخدمة حاليا التي تحتوي على مواد سامة وخطيرة على صحة الإنسان.

كحول

بدوره، قال الدكتور بسام محبوب استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى راشد: تحتوي جميع أنواع المنظفات على مواد كيميائية مقاربة لمادة الكحول وكلها تسبب تهيج الجلد عن طريق الجفاف وقد يؤدي التعرض المستمر للمنظفات «مبيضات الغسيل» إلى حساسية الاكزيما المزمنة في الجلد وتكون الأعراض جفاف الجلد وحكة شديدة وقد يتعدى ذلك إلى أعراض أخرى مثل العطاس واحمرار العين.

وأضاف: هناك حاليا في الأسواق منظفات تعتبر أقل حساسية من المنظفات العادية كما يمكن استخدام مواد طبيعية مثل قشر الليمون في التنظيف.

‏وأشار إلى أن دولة الإمارات تعتبر من الدول المتوسطة في انتشار نسبة الحساسية وتتساوى تقريباً مع بقية دول العالم وتقارب حدود 20% من سكان البلد ومما لا شك فيه أن المنظفات المنزلية تعتبر عدواً أكبر لمرضى الحساسية والربو، حيث تهيج وتسبب نوبات الربو والحساسية لدى ربات المنازل ومن يتعامل مع هذه المواد بشكل يومي.

مرطب

من جانبه، قال الدكتور أنور الحمادي رئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية الإفراط في استخدام المنظفات يسبب دون أدنى شك الاكزيما أو ما يطلق عليه أكزيما ربات البيوت والتي يجوز أن نطلق عليها الآن أكزيما الخدم لأنها بحكم وجود الخادمات تقريبا في كل المنازل، هناك أمهات بالطبع ما زلن يقمن بهذه المهمة ولكن باتت منتشرة اكثر لدى الخادمات، وهذه مع كثرة الاستعمال تتحول إلى اكزيما تلامسية، لذلك نحن ننصح الأمهات بضرورة اختيار النوعيات التي لا تتسبب في جفاف الجلد، وهناك نقطة جدا مهمة وهي ضرورة استخدام المرطب بعد غسل الأواني أو تنظيف الحمامات.

وقال الحمادي: ننصح كذلك ربات البيوت أو الخادمات الأكثر عرضة للاكزيما لبس القفازات المبطنة من الداخل بالقطن وهذه تساعد على تخفيف الأكزيما، إضافة إلى التقليل من استخدام المنظفات إلا في الحالات الضرورية ويمكن لغسالات الصحون أن تخفف أيضا من هذه الأعراض.

تدخين

إلى ذلك، حذرت دراسة حديثة من استخدام المنظفات الصناعية، وذلك بسبب تأثيرها الضار على الجهاز التنفسي ومرضى الربو، واعتبرتها الدراسة بمثابة تدخين علبة كاملة من السجائر.

وأجريت الدراسة على أكثر من 6 آلاف شخص خلال الـ 20 عاما الماضية، والتي أثبتت تضرر النساء صحياً منها على وجه التحديد ، وفقاً لصحيفة «ذا إندبندنت» البريطانية.

وخلص العلماء في دراستهم، إلى أن المواد الكيميائية في منتجات التنظيف الصناعية، تتسبب في ليس فقط في حساسية اليدين وأنها تؤدي أيضا إلى تهيّج الأغشية المخاطية الهشة في بطانة الرئتين، والتي مع مرور الوقت تؤدي إلى أضرار دائمة في الشعب الهوائية.

Ⅶ أمراض الجهاز التنفسي و«الجلدية» أبرز المخاطر الصحيّة

Ⅶ ينصح باستخدام منظفات صديقة للبيئة أقل سمية

20 %

تعاني نحو 20% من ربات البيوت من حساسية اليد والتي تسمى «بحساسية ربات البيوت»

01

تنقسم الحساسية التلامسية إلى نوعين: الأول التهاب الجلد المهيج والثاني التهاب الجلد التلامسي

02

تسبب المواد الكيميائية بمنتجات التنظيف الصناعية تهيّج الأغشية المخاطية الهشة في بطانة الرئتين

06

أثبتت دراسة أجريت على أكثر من 6 آلاف شخص خلال الـ 20 عاما الماضية، تضرر النساء صحياً منها على وجه التحديد

12 %

تعد مواد التنظيف سبباً لنحو 12% من الحوادث المنزلية المتعلقة بالتسمم عالمياً

03

تحتوي الكيماويات المستخدمة في المنازل على نحو3 آلاف مركب

ما بين شديدة السمية وما يتسبب بمشكلات صحية خطيرة