يقبل العديد من الأطفال على المسابح خاصة المغلقة، وتلك الموجودة في أماكن سكناهم، لا سيما مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، كوسيلة للترفية وحرق الدهون، إلا أن ذلك يكون محفوفاً بمخاطر صحية إن لم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، إذ إن استخدام المسابح المغلقة أو المسابح التي لا تتعرض للتهوية بشكل جيد قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجلدية وأمراض الربو، كما يسهل نقل أمراض العيون الميكروبية، وكذلك تتيح هذه المسابح انتقال الأمراض الجلدية لوجود فطريات لدى بعض المصابين.
من جهتهم شدد أطباء في هيئة الصحة بدبي في مختلف تخصصاتهم الطبية على ضرورة الحفاظ على النظافة العامة ومراقبة الأبناء وخاصة الأطفال من الغرق في حال عدم وجود مراقبين ومشرفين على المسابح.
وأكدوا أن استخدام المسابح المغلقة أو المسابح التي لا تتعرض للتهوية بشكل جيد قد تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجلدية وأمراض الربو والجهاز التنفسي لدى بعض الأشخاص المصابين بحساسية الصدر (الربو)، لافتين إلى أن مادة (الكلور) التي يتم استخدامها لتعقيم مياه المسابح دون مراعاة المعايير المطلوبة تؤدي إلى تهيج القصبات، وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الحساسية وأمراض الجهاز التنفسي.
وقال الدكتور بسام محبوب استشاري أمراض الربو في هيئة الصحة بدبي: إن الرذاذ المتطاير من المسابح ورائحة الكلور النفاثة تؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية خاصة للأشخاص المصابين بمرض الربو، وبالتالي ينصح هؤلاء الأشخاص بأخذ الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية قبل الدخول إلى المسبح، أو بعد السباحة في حال شعر الشخص بضيق في التنفس.
وأشار إلى أن إضافة الكلور لمياه المسابح يعمل على تعقيمها، ولكن يجب أن يكون ضمن النسب المتعارف عليها من قبل المشرفين على المسابح، كما يجب تغيير مياه المسابح بين فترة وأخرى للتخلص من البكتيريا والفيروسات التي قد تستقر في المياه من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض.
وأشار إلى دراسة حديثة نشرت في مجلة متخصصة في طب الأطفال (pediatrics) بينت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في المسابح الداخلية أكثر عرضة للربو لديهم عندما يكبرون مقارنة بالأشخاص الذين لا يسبحون بشكل مستمر، حيث لوحظ أن السباحة في المسابح التي تحتوي على الكلور يتصاعد منها غازات تتجمع في المسبح، وتؤدي لمشاكل في التنفس.
وهذه الغازات التي تؤدي لحدوث المشاكل الصحية والخطيرة على الصدر والتنفس هي التركلورامين والنتروجين كلوريد، وهذه المركبات تنتج عندما يتفاعل الكلور الموجود في المسبح والذي يضاف لغرض التطهير مع الأمونيا التي تتواجد في العرق.
كما أوضح أنه يجب الحرص على تدريب العاملين والقائمين على تنظيف المسابح لضمان مراعاتهم نسبة الكلور التي يستخدمونها وأن تكون ضمن الحدود المقننة، وألا يعتقدوا أنه عند الزيادة من الكلور فإن النتيجة تكون أفضل بل العكس فإن زيادة الكلور في الماء وزيادة تلوث الماء إما عن طريق الجلد وإما التبول أو غيرها سيزيد من إنتاج هذه المواد الخطيرة التي ستكون متواجدة في الجو المحيط بالمسبح ويستنشقها الإنسان خاصة إذا كان المسبح مغلقاً.
تهيج القصبات الهوائية
وقال الدكتور محبوب: أفضل طريقة للحد من المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها الأطفال والذين يكثر لديهم استخدام المسبح بشكل كثير وخاصة في هذه الأيام (أيام الصيف) الحرص على استخدام مسبح جيد التهوية وليس في مكان مقفل أو مغلق لأن عملية السباحة في مكان مغلق تزيد من تعرض الإنسان للهواء غير النقي، لذلك يفضل السباحة في مسابح مفتوحة غير مغلقة، ويجب توعية الأطفال وتعليمهم عدم التبول في المسبح وأخذ حمام سريع قبل وبعد السباحة لأن النظافة قبل السباحة تحد من تلوث المسبح بالعرق، الذي يعتبر مادة يمكن أن تتفاعل مع الكلور وتنتج المواد الخطيرة التي تؤثر على الجهاز التنفسي خاصة عند الأطفال ويقلل من إنتاج المواد التي تسبب الحساسية، كما يجب توفير الفلاتر الجيدة في المسبح للتخلص من أي ملوثات داخل المسبح.
أمراض العيون
وقال الدكتور هاني سكلا استشاري أمراض العيون في مستشفى دبي: إن برك السباحة تعتبر وسيلة ممتازة لنقل أمراض العيون الميكروبية خصوصاً التهابات العين الفيروسية التي تقفز بسرعة من الأشخاص المصابين بها إلى الأصحاء، ومن الصعب جداً محاصرة هذا النوع من الالتهابات لأنها سريعة العدوى والانتشار. وفي المقابل فإن الجراثيم التي تصل إلى العين من مياه المسابح يمكن تطويقها والوقاية منها باستعمال بعض القطرات العينية الخاصة بها التي يصفها الطبيب المختص.
كما أوضح أن برك السباحة الجماعية تسبب بعض المتاعب للعين مثل التخريش والاحمرار والغشاوة في الرؤية، إلا أن هذه الأعراض عابرة وسرعان ما تزول من تلقاء ذاتها، وفي الإمكان تحاشيها باستعمال النظارات التي تمنع انزلاق الماء نحو العينين.
أمراض جلدية
بدوره قال الدكتور أنور الحمادي استشاري ورئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية: إن المسابح التي يمضي فيها أطفالنا معظم الوقت من إحدى وسائل نقل مجموعة من الأمراض الجلدية خاصة في المسابح العامة التي يرتادها عدد كبير من الناس، لذلك يجب أن توضع شروط لرواد هذه المسابح، كما هو معمول به في بعض الأندية مثل إحضار كشف طبي يؤكد سلامة الشخص من أي مرض يمكن أن ينتقل عن طريق الماء والاستحمام قبل النزول إلى حمام السباحة وغيرها إضافة إلى وجوب تواجد جهاز تنقية مياه المسبح (الفلتر) ووضع المواد المطهرة والمعقمة باستمرار وأخذ عينات من المياه وفحصها، لافتاً إلى أن انتقال الأمراض الجلدية في المسابح يرجع لوجود فطريات لدى بعض المصابين يكون منشؤها بكتيريا أو فيروسات تنتقل من الأشخاص المصابين بالأمراض.
جفاف الجلد
وقال: السباحة تسبب جفافاً للجلد، كما أن مادة الكلور التي يتم إضافتها لمياه المسابح تعمل على تهيج الجلد خاصة لدى المصابين بالحساسية وجفاف الشعر وإفساد مظهره العام، ليس هذا فحسب، بل إنها شديدة الخطورة على الشعر المصبوغ كذلك الشعر الأبيض، الذي قد تفسد لونه، بل وتضفي عليه ألواناً أخرى.
وشدد على ضرورة الاستحمام قبل السباحة وبعدها، إضافة إلى استخدام المطهرات وتنشيف الجسم والقدمين بشكل جيد بغية الوقاية من الأمراض وبخاصة الجلدية منها إذ إن المسابح تعتبر مصدراً خصباً لانتقال الأمراض الجلدية بما فيها الفطريات التي تسبب كثيراً من الأمراض، لافتاً إلى أن العدوى بالالتهابات في المسابح العامة تحدث بشكل أسرع إذا لم يستحم السابح فيها بعد عملية السباحة مباشرة.
احتياطات
وأشار إلى أن تأثير مياه البحر المالحة ليس أقل ضرراً من الكلور، لذلك ينصح دائماً قبل نزول البحر أو حمام السباحة بشطف الشعر بقليل من المياه، حيث إن الشعر المبلل يكون أقل امتصاصاً للمواد الكيميائية والملح، كما ينبغي قبل نزول حمام السباحة أو البحر دهن الشعر بقليل من المرطبات الفعالة، والتأكد من اختيار كريم له خاصية الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها، وتكرار الدهن للجسم كل ساعة أثناء السباحة، مع ضرورة تغطية الجسم بالكريمات الواقية من أشعة الشمس أثناء السباحة تجنبا للإصابة بالحروق والتهاب بصيلات الشعر وارتداء غطاء الرأس المطاطي، وذلك لضمان حماية إضافية للشعر من أي مياه قد تتسرب إليه، ويفضل بعد الخروج من المسبح أو البحر تنظيف الجسم من آثار الكلور والملح العالق باستخدام الشامبوهات المخصصة لإزالة الشوائب والمواد الكيماوية من الشعر.
تحذير من ابتلاع مياه أحواض السباحة
حذرت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من خطورة ابتلاع مياه حوض السباحة لا سيما إذا كان أحد السباحين مصاباً بالإسهال. وجاء في التحذير: «لا تبتلع مياه حوض السباحة! مجرد جرعة فموية واحدة من الماء مع الجراثيم الضارة يمكن أن يسبب الإسهال لمدة تصل إلى 3 أسابيع».
وقالت المراكز على موقعها الإلكتروني: إن السباحين المصابين بالإسهال يعرضون مياه الحوض لخطر التلوث بالجراثيم، لذا من المهم للغاية عدم السباحة في الحوض إذا كنت مريضاً بالإسهال، والاستحمام قبل السباحة وتجنب ابتلاع ماء المسبح.
وما يثير القلق، أن العديد من مرافق أحواض السباحة تستخدم نظام فلترة واحد، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض. ووفق موقع روسيا اليوم، فقد كشف CDC أن حالة إسهال منفردة يمكن أن تلوث المياه عبر نظام كبير للحديقة المائية، لذا يحث الأشخاص على أن يكونوا أكثر يقظة بشأن عاداتهم في السباحة. دبي- البيان الصحي
10
تعد المسابح غير النظيفة موئلاًً للعديد من الأمراض، فمريض واحد قد ينقل العدوى لـ10 أصحاء، لذا ينصح الأطباء الأهالي بعدم إرسال أبنائهم للمسابح حال إصابتهم بأي عارض
02
ينصح بتغطيس القدمين في بركة صغيرة معقمة قبل ملامسة ماء المسبح، كما يجب التخلص من الزيوت والكريمات حال وجودها على الجلد، لأنها تسبب تلوثاً شديداً للمياه
01
لا ينبغي المشي حفاة الأقدام في دهاليز المسابح لدرء العدوى الفطرية، كما يجب اختيار المسابح الصحية التي تراعي أولاً قواعد التعقيم والنظافة
03
تسبب برك السباحة الجماعية بعض المتاعب للعين مثل التخريش والاحمرار والغشاوة في الرؤية، إلا أن هذه الأعراض الثلاثة سرعان ما تزول من تلقاء ذاتها.