إنّ التغذية الجيدة ضروريّة لنموٍّ وقيام الجسم بوظائفه الحيويّة المختلفة، فالغذاء مصدر لتوفير الطاقة ومقاومة المرض والعدوى، ولصيانة وترميم ما يتلف من خلايا الجسم وأنسجته المختلفة.
يزودنا الطعام بالعناصر الأساسيّة لتحقيق التغذية الصحيّة المتوازنة، وتختلف هذه الاحتياجات من فردٍ إلى آخر وفقاً للجنس والنشاط البدني الذي يقوم به الفرد، ومرحلة النموّ التي يمرّ فيها، والحالة الصحيّة له.
تبدأ الصحة الجيدة بتناول الطعام المتوازن المحتوي على جميع العناصر الغذائية المأخوذة من المجموعات الغذائية التي يحتاجها الجسم، ولا يوجد عنصر غذائي أهم من الآخر، فلكل عنصرٍ غذائي فوائد معينة يقدمها للجسم.
إنّ في عاداتنا الغذائيّة المختلفة ما يعزّز الصحّة، كما أنّ فيها ما يضرّ بالصحة، لذلك من الضروري اكتساب المعارف والخبرات اللازمة حول الغذاء الآمن، والتي يمكن أن تساعدنا في دفع عاداتنا وسلوكياتنا الغذائيّة نحو الأفضل.
مجموعة الحليب ومشتقاته
تمثل مجموعة الحليب المصدر الرئيسي الذي يمد الجسم باحتياجاته من الكالسيوم وفيتامين ب2 وب 12. كما يزودنا الحليب المدعم الجسم بكمية كبيرة من فيتامين «أ» و«د».
وعليه ينصح الباحثون بتناول من 2- 3 حصص من مجموعة الحليب التي تعادل الحصة الواحدة منها كوباً واحداً من الحليب أو الزبادي أو 1.5 أوقية من الجبن الطبيعي.
كما يوصى عادة بتناول ثلاث حصص للمرأة الحامل أو المرضع، ونفس الحصة لفئة المراهقين والشباب البالغين لمرحلة 24 عاماً.
اللحوم وبدائلها
تُصنف اللحوم على أنها مصدر غني بالبروتينات ذات القيمة الحيوية المرتفعة والتي تشمل اللحوم الحمراء بأنواعها والدواجن والأسماك والفاصوليا الجافة والبيض والمكسرات.
يوصى الخبراء بتناول من 2- 3 حصص يومياً من مجموعة اللحوم وتعادل الحصة الواحدة من 2- 3 أوقية، أو نصف كوب من الفاصوليا المطهوة، أو بيضة واحدة.
تشكل مجموعة اللحوم مصدراً غنياً بالدهون، إلا أنه يمكن خفض محتواها من الدهن باتباع الخطوات التالية: اختيار اللحم الأحمر خالي الدهن، أو الدواجن المنزوعة الجلد، أو الأسماك في إعداد الوجبات الرئيسة، يلي ذلك طهي اللحوم بعد إزالة الطبقة الدهنية المرئية منها باستخدام طريقة الطهي على البخار أو السلق بدلاً من القلي.
الحبوب
يجب أن يتناول الإنسان من 6 ـ 11 حصة يومياً من مجموعة الخبز، وتعادل الحصة شريحة واحدة من الخبز، أو أوقية واحدة من حبوب القمح الجاهز للأكل، أو نصف كوب من الأرز أو المعكرونة التي تمد الجسم بكميات كبيرة من الكربوهيدرات بالإضافة إلى غناها بالألياف والفيتامينات والمعادن.
ومن هذا المنطلق ينصح الباحثون باختيار الأغذية المصنوعة من الحبوب الكاملة لضمان الحصول على احتياجات الجسم اليومية من الألياف التي تسهل خروج الفضلات من الجسم، وتمنع حدوث الإمساك وسرطان القولون وغير ذلك من الأمراض المعوية.
الخضار والفواكه
يجب أن تتراوح الحصة المحددة يومياً بين 3- 5 حصص من مجموعة الخضراوات والتي تعادل الحصة الواحدة كوباً واحداً من الخضراوات الورقية الطازجة، أو نصف كوب من الخضراوات المطهوة، أو ثلاثة أرباع كوب من عصائر الخضراوات. وبناءً على ذلك يُنصح بتنوع الخضراوات المتناولة مما يمد الجسم بالعناصر الغذائية الأساسية، ومنها: البروكلي والجزر والسبانخ والخس والذرة والبازلاء.
كما يجب تناول الخضراوات الورقية الخضراء الداكنة والبقوليات نظراً لأن البقوليات يمكن أن تحل محل اللحوم لأنها مصدر غني بالبروتين.
كما يُفضل تناول من 2 – 4 حصص يومياً من مجموعة الفاكهة، والتي تعادل الحصة الواحدة منها حبة واحدة متوسطة من التفاح أو البرتقال أو الموز، أو نصف كوب من الفاكهة المعلبة أو المطهوة، أو ثلاثة أرباع كوب من عصير الفاكهة.
يؤكد باحثو التغذية على أهمية تلك المجموعة لأنها تمثل مصدرا غنيا بالفيتامينات والمعادن خصوصاً فيتامين «جـ» وفيتامين «أ» والبوتاسيوم، بالإضافة إلى انخفاض محتواها من الدهون والصوديوم، ويُفضل تناول ثمار الفاكهة بصورتها الكاملة وليس كعصير للحصول على أقصى استفادة من الألياف.
الماء
لا يعتبر الماء من المجموعات الغذائية، لكنه أساسي لاستمرار الحياة، حيث يشكل 60% - 80% من جسم الإنسان، ويدخل في تركيب كل خليّة من خلاياه، كما يعتبر مصدرا من أهم مصادر العناصر النادرة الضرورية للجسم كاليود والفلور. ويحتاج الإنسان البالغ إلى شرب حوالي 2 لتر من الماء يوميّا، وتختلف هذه الكميّة بحسب طبيعة الجسم وفصول السنة ونوع النشاط الذي يمارسه الإنسان، للاستفادة المثلى منه في الجسم، ومساعدته على القيام بوظائفه المختلقة، حيث يعتبر الماء الوسيط في جميع العمليات الحيوية التي تتمّ داخل الجسم، ويساعد في الحفاظ على رطوبة الأغشية المخاطيّة والجلد، وتنظيم حرارة الجسم ونقل الغذاء إلى الخلايا، والتخلص من الفضلات.
الأطعمة الدهنية
لا تعد من المجموعات الغذائية الأربعة المفيدة للجسم ولكن يُوصى بتناول كميات قليلة منها والتي تشمل الدهون والزيوت والسكريات المضافة إلى الغذاء مما يمد الجسم بالطاقة اللازمة لأداء نشاطه البدني المعتاد بنشاط وحيوية.
وقد رأى الباحثون أن قلة التوعية الغذائية واتباع العادات الغذائية الخاطئة مثل الإكثار من تناول الوجبات السريعة خارج المنزل والتي تحتوي على عدد هائل من السعرات الحرارية وكمية كبيرة من الدهون من أهم أسباب الإصابة بالسمنة.
وفي هذا الإطار ينصح خبراء التغذية بعدد من التوصيات المهمة فيما يتعلق بتطبيق طريقة المجموعات الغذائية في النظام الغذائي اليومي، والتي من أهمها: تجنب الإكثار من تناول الأطعمة الكربوهيدراتية المصنعة كالخبز المصنع من الزيت أو الزبد أو السمن الصناعي، أو تناول حبوب الإفطار المضاف إليها السكر المكرر لارتفاع محتواها من الدهون والسكريات الضارة التي يبذل فيها الجسم مجهوداً مضاعفاً لحرقها، المواظبة على تناول البطاطس المخبوزة والبطاطس المسلوقة بقشرها لاحتوائها على نسبة عالية من فيتامين «جـ» بجانب احتوائها على الألياف التي تعمل على الحد من الجوع وتحسين حركة الأمعاء، الحرص على اتباع حمية غذائية تشتمل على 10% - 20% من إجمالي سعراتها الحرارية اليومية على الدهون، و45% - 65% على الكربوهيدرات، و10% - 35% على البروتين وذلك ضمن برنامج غذائي لضبط الوزن، يجب أن يشتمل نظام الحمية المتبع على الحصص المحددة من الحليب ومشتقاته لأنه يمثل مصدرا غنيا بعنصر الكالسيوم المفيد لصحة العظام، الحفاظ على نسبة الدهون المفيدة في الجسم مع أهمية الحصول عليها من مصادر الأحماض الدهنية الغير مشبعة والأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة والمتوفرة بكثرة في المكسرات والأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 و9، إعداد الأطباق الصحية باستعمال القليل من الملح وتعويض ذلك باستهلاك الأغذية الغنية بالبوتاسيوم والمتوفرة بكثرة في أنواع الخضار الورقي والجذري مثل البروكلي والجزر.
أخصائية التغذية العلاجية هيئة الصحة بدبي