يعتبر زلزال شنشي الذي وقع في 23 يناير 1556 في مقاطعة شنشي بالصين أحد أكثر الزلازل دمارًا في التاريخ حيث بلغت قوته حوالي 8.7 درجات على مقياس ريختر، وأسفر عن وفاة حوالي 830,000 شخص، ما يجعله الزلزال الأكثر فتكًا على الإطلاق.
تسبب الزلزال في تدمير واسع النطاق، حيث انهارت العديد من المنازل والكهوف التي كان يعيش فيها الناس، وتم تدمير بعض القرى وتسويتها بالأرض، ولم يتبق سوى عدد قليل من السكان على قيد الحياة، فيما وتوفي آخرون في الأيام والأسابيع التالية، علاوة على ملايين من المصابين بجروح خطيرة.
يذكر أن عدد سكان العالم وقت الزلزال المدمر لا يتجاوز 5% من عدد سكان العالم اليوم.
ولم تتوقف الآثار الطويلة الأجل للزلزال على الخسائر البشرية المروعة فقط، بل امتدت إلى المجاعة والمرض والاضطرابات الاجتماعية، وعند مقارنة الخسائر الكارثية لزلزال شنشي بعدد سكان العالم اليوم تجعله حدثًا لا يمكن تصوره.
الزلزال أثر بشكل ملموس على أكثر من 97 من المقاطعات الصينية ومنها، شنشي وشانشي وخنان وقانسو وخبي وشاندونغ وهوبى وهونان وجيانغسو وآنهوي، في حين تجسدت قوة الهزات الأرضية في شقوق وحفر بالأرض بلغ عمقها 20 مترا، وقد امتلأت على الفور بالماء والوحل الذي حملته السيول الطينية، وغرق السكان في تربة من المستنقعات، وكان يمكن معاينة الدمار داخل دائرة نصف قطرها 850 كم من مركز الكارثة الزلزالية.
في مقاطعة شانشي، لقي أكثر من 60٪ من السكان مصرعهم، وتم إخلاء بعض المناطق بالكامل من السكان، فيما يرجع هذا العدد الهائل من الضحايا إلى أن معظمهم كان يسكن في مبان لم تكن مقاومة للهزات الأرضية، وفي كهوف ترابية محفورة بسفوح تلال من الصخور الرسوبية، التي انهارت مع الهزات الأولى، علاوة على أن الزلزال داهم السكان في الصباح الباكر.
في ذلك الوقت كان يعتقد أن البقاء داخل المنازل أثناء الزلزال خيارا آمنا، ولذلك، توفى العديد من السكان من دون أن يحاولوا الخروج من أماكنهم، في حين أن المباني التي نجت مثل معبد وايلد غوس في شيان، غاصت بأساساتها في الأرض بعمق مترين.
بعد الكارثة الزلزالية الأولى، استمرت الهزات الارتدادية ما بين 3-5 مرات في الشهر لمدة ستة أشهر، وحدثت تقلبات أرضية أخف ولمدة ثلاث سنوات، ولم تهذا المنطقة تماما إلا بعد خمس سنوات.
وبحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، فإن هذا الزلزال الأكثر تدميراً في تاريخ الصين كان يُعرف أيضاً باسم زلزال جياجينغ، الذي وقع في عهد الإمبراطور جياجينغ من أسرة مينغ.
وقد كان الزلزال المروع، الذي وقع في وقت واحد في مقاطعات شنشي وشانشي وخنان وقانسو الحالية، محسوساً حتى الساحل الجنوبي.
كانت النتيجة الأكثر فظاعة لزلزال جياجينغ هي مقتل أكثر من 830 ألف شخص، وهو ما يجعله، إذا صحت هذه الأرقام، أكثر الزلازل فتكاً في التاريخ.
الجدير بالذكر أن زلزال شانشي على الرغم من أنه تسبب في مقتل هذا العدد الهائل من البشر، وسوى بالأرض الجبال وغير مجرى الأنهار، وتسبب في فيضانات واسعة النطاق ومدمرة، إلا أنه لا يعد الزلزال الأقوى في التاريخ. هذه المرتبة من نصيب زلزال فالديفيا في تشيلي عام 1960، وبلغت قوته 9.5 درجة من مقياس ريختر، لكن سبب الخسائر البشرية الهائلة في زلزال شانشي أنه ضرب منطقة ذات كثافة سكانية عالية جدا.