أحدث اكتشاف أثري حديث تحت الأهرامات المصرية تغييرًا جذريًا في فهمنا لتاريخ مصر القديمة، فقد كشف علماء الآثار عن معلومات جديدة تُدحض افتراضات تاريخية طويلة الأمد حول الغرض من بناء الأهرامات وطبيعة الأشخاص الذين دُفنوا فيها.
ما الذي اكتشفه العلماء في أهرامات تومبوس؟
خلال أعمال التنقيب في موقع "تومبوس" الأثري جنوب مصر، توصل علماء الآثار إلى اكتشاف مذهل يتحدى الفكرة السائدة بأن الأهرامات كانت مخصصة حصريًا للنخبة والأثرياء. فقد وجد الباحثون أدلة تشير إلى أن العمال من الطبقة الدنيا كانوا يُدفنون أيضًا في هذه المقابر الهرمية.
وقد قادت عالمة الآثار سارة شريدر من جامعة ليدن في هولندا فريقًا عمل على الموقع على مدى العقد الماضي. ومن خلال تحليل بقايا الهياكل العظمية، اكتشف الفريق أن المقابر الهرمية كانت تضم مجموعة متنوعة من الأشخاص، بعضهم لم يمارس أعمالًا شاقة، بينما أظهر آخرون علامات تدل على حياة مليئة بالعمل الشاق.
ما الذي تخبرنا به البقايا؟
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "علم الآثار الأنثروبولوجي"، تشير النتائج إلى أن مقابر الأهرامات، التي كان يُعتقد في السابق أنها مخصصة للنخبة فقط، ربما كانت تضم أيضًا أفرادًا من الطبقات الدنيا ممن كانوا يعملون في وظائف تتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا.
وعلقت شريدر على الاكتشاف قائلة: "في البداية، لم نكن ندرك تمامًا ما تعنيه البيانات. لقد افترضنا لفترة طويلة جدًا أن الأهرامات كانت حكرًا على الأثرياء فقط".
وأضافت أن بعض النظريات اقترحت أن البقايا التي أظهرت علامات نشاط بدني عالٍ قد تكون تعود إلى نبلاء حافظوا على لياقتهم، لكن الأدلة الأثرية من مختلف أنحاء مصر القديمة تشير إلى أن أنماط نشاط النخبة كانت مختلفة تمامًا عن غيرهم.
تغيير في تقاليد الدفن الملكي
بحلول الوقت الذي سيطرت فيه مصر القديمة على تومبوس، كانت الحضارة المصرية في ذروتها. ومع ذلك، خلال هذه الفترة، بدأ أفراد العائلة المالكة في الابتعاد عن استخدام الأهرامات كمقابر مفضلة لهم بعد الموت، واتجهوا بدلًا من ذلك إلى المقابر المنحوتة في الصخر، مثل تلك الموجودة في وادي الملوك.
هذا الاكتشاف لا يغير فقط فهمنا لطبيعة الدفن في الأهرامات، بل يفتح أيضًا نافذة جديدة على حياة المجتمع المصري القديم وتنوعه الاجتماعي.