«العين للكتاب 2024» يحتفي بالسدو هوية بصرية

تحتفي الدورة الـ15 من مهرجان العين للكتاب 2024، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، بالسدو هوية بصرية، مستفيدة مما يمثله من رمزية في الثقافة الإماراتية الزاخرة بالحرف والمشغولات الفريدة.

وإلى جانب دوره الرائد في نشر ثقافة القراءة من خلال عرض أحدث وأهم إصدارات الكتب في العالم والمنطقة العربية، يسلط المهرجان، الذي يختتم فعالياته في الـ23 من نوفمبر الجاري، الضوء على التراث الإماراتي العريق عبر حرفة «السدو» التقليدية، التي مارستها نساء الإمارات قديماً لبناء «بيوت الشعر»، حيث كان الناس يعيشون فيها قبل ظهور وبناء البيوت الحديثة.

واستوحى مهرجان العين للكتاب الثيمة الرئيسة لدورته الحالية، من مقاربة بين سرد الحكايات وحياكة السدو؛ فكما تنسج أنامل الحرفيين أنماط السدو الزاهية، ينظم المهرجان فعاليات وأنشطة تروي للزائرين حكايات ثقافية وفنية تصل إلى وجدانهم، وتخلد إرث الأجداد في أذهانهم.

وتحمل كل زخرفة سدو مستخدمة رمزية عميقة، تعكس بيئة الأجداد التي عاشوا فيها، وتقف شاهداً على تاريخ دولة الإمارات، جيلاً بعد جيل. وأبرز تلك الرموز أمواج الماء، وثنائية الأرض والمطر، والنجمة، ورمز العين كتعويذة، وقد عكست المعالجة الفنية لهذه الرموز المنقوشة على قطع السدو التقليدية، الهوية البصرية للمهرجان.

ويستقبل المهرجان زواره عبر بوابته الرئيسة بثلاثة مجسمات تشكل هويته البصرية، ويعكس كل منها مرحلة من مراحل غزل السدو، وتظهر فيها أداة النول، والخيوط الملونة، وعملية الحياكة، وصولاً إلى المشغولات التي تشكل روح المهرجان كونها تدمج أصالة السدو بفن الحكاية، وتجسد كل منحوتة منها بعداً من أبعاد التراث، والحكايات الشعبية المحلية؛ فتبرز كيف تتشابك القصص في نسيج حياة الفرد، وتغني تراثه، فضلاً عن كونها تحتفي بقدرة المهرجان على حفظ الإرث ونقله للأجيال القادمة.

ويأتي اختيار أبوظبي للغة العربية ثيمة «السدو» لهذه الدورة من مهرجان العين للكتاب، في إطار الاحتفاء بعناصر التراث المختلفة التي تشكل عصب الهوية الوطنية الإماراتية، وباعتبارها حرفة مهمة سجلتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في قائمة التراث الثقافي غير المادي، كما أنه اختيار يعرف زوار المهرجان بهذه الحرفة التقليدية القديمة، التي أسهمت في صنع الموروث الإماراتي.

وتعد صناعة «السدو»، إحدى أشهر الحرف التقليدية التي تميز بها أهل البادية في المناطق الشحيحة بالموارد الطبيعية في شبه الجزيرة العربية، وقد استخدم في حياكة هذا النسيج التقليدي وبر الإبل وشعر الماعز وصوف الأغنام، وكانت تصنع منه الخيام والسجاد والأغطية والوسائد وزينة الإبل.