تواصل الفنانة التشكيلية الإماراتية نجلا الكثيري تعميق وتنويع سياقات وقصص صلتها بالفنون التشكيلية والإبداعات الفنية عامة، وقطاعاتها عبر إبداعاتها مختلفة المسارات، بدءاً من الرسم المائي، وانتهاء بالموزاييك والحرف اليدوية التي ترسم خارطة الطريق لهويتها الفنية منذ أكثر من 15 عاماً مضت، إذ تمتاز أعمالها بكثير من الخصوصية لسطوع ألوانها ومضمونها المستمد من بيئتها ومحيطها، وهو الأمر الذي منحها، على حد تعبيرها، القدرة على التجديد والموازنة في أعمالها والنابعة من هويتها القائمة على التجريب والابتكار، إلى جانب المشاركة في الفعاليات والمعارض على مستوى الدولة وخارجها.
وبالعودة إلى البدايات ومشوارها الفني، تقول الفنانة نجلا الكثيري: بدأت علاقتي مع الفنون البصرية من الطفولة، فطالما كانت الألوان والأوراق من أفضل الهوايات إلى قلبي لرسم أفكار وسرد القصص المليئة المتعة والتجارب الجديدة في كل مرة، وتحولت من مجرد هواية صغيرة إلى موهبة وتعلق يتصاعد إيقاعه يوماً بعد يوم، وصقلتها عبر دراستي الجامعية، وكان تخصصي في مجال تقنيات التعليم، كما دعمت مهاراتي في الصدد بكثير من الدورات الفنية المتنوعة على مدار 15 عاماً الماضية، ولا زلت أواكب كل ما هو جديد في مجال الفن.
مسارات متعددة
وحول أهم السمات الأساسية التي تطبع أعمالها تقول نجلا: يغلب على أكثر أعمالي طابع التنوع والواقعية المستوحاة من البيئة والهوية الإماراتية، وكذلك التراث الذي أعشقه وأجده أكثر رحابة، حيث يمكن تحميل اللغة البصرية للون وتأثيره الوجداني أكثر من معنى ودلالة على حسب قراءة خاصة لكل مشاهد، لذا أتعامل بتلقائية وسلاسة من خلال أعمالي المتعددة المسارات في فن الخط العربي وفن الموزاييك، كما برعت في الرسم بالألوان المائية ووجدت نفسي أكثر بين الرصاص والفحم وألوان الباستيل.
روح الهوية
وتشير نجلا إلى أن أعمالها الفنية تحمل طاقاتها الإيجابية والإنسانية التي تعكس روح الهوية الإماراتية، وما يرتبط بها من قيم تاريخية ومجتمعية، وتوضح أن أعمالها تحمل مشاهد ودلالات مؤثرة من تاريخ دولة الإمارات، والتي باتت اليوم تشكل حجر الزاوية في العديد من المشاريع والممارسات الفنية للمواهب الإبداعية المحلية ضمن حراك الاقتصاد الإبداعي والمستدام العالمي، والذي هو انعكاس لمسار الفن المحلي وحالة التغيير الإيجابية التي أثرت على الفنان في أعماله الفنية ودوره في دعم المجتمع بالبعد الجمالي والفني المعبر عن بيئته ومحيطة.
تجارب واعدة
وتضيف نجلا الكثيري: أعمالي، في المجمل، تميل إلى الطابع الشخصي، وهي تعكس رؤيتي بشأن ما يدور من الأحداث والمواضيع العامة، والتي تهم المجتمع والناس من حولي. وشاركتُ بمعارض كثيرة ومنها معرض «وطن السلام» و«المرأة العربية الملهمة»، معرض «عز وفخر»، إلى جانب معارض ومشاركات متعددة في مختلف مدن دولة الإمارات. وتواصل حديثها: في حقيقة الأمر أجد أن تلك المشاركات تصقل من خبرات الفنان وتفتح الباب أمامه للتعرف إلى تجارب الفنانين وممارستهم الفنية عن قرب. وهو مهم بالنسبة كوني أحب التجريب والتطوير واكتشاف مواد وتقنيات مختلفة ممكن استخدامها لصنع أعمال فريدة وأكثر تعبيراً. كما أني حريصة على أن أكثف من قراءاتي ومطالعتي لمواكبة الأحداث والمواضيع الطارئة الهامة لتكون إلهاماً لأعمال جديدة.
هوية بصرية
وفيما يتعلق بفكرة المزج بين قطاعات مختلفة في الفنون التشكيلية برؤية حرة لا تحمل انحيازاً لفن بعينه، تقول الفنانة: إن العمل الفني والفنان هما وجهان لنجاح واحد ولا يمكن الفصل بينهما، فالفنان يقدم خلاصة مشاعره وأفكاره الفنية وتقنياته لتجسيد موضوع العمل أو للوحة التي تعتبر بمثابة بطاقة هوية لبصمته ولغته البصرية التي قد تثير فضول واهتمام الجمهور المتلقي في تقبل العمل أو الانحياز بشكل مباشر لطبيعته الإنسانية التي تحاكي في أغلب الأحيان مشاعر متضاربة أو تعبر عن حالة ذهنية وعاطفية لديهم، لذلك لا أؤمن بتخصص في نوع من الفنون دون غيره، وذلك نابع من شخصيتي التي تعشق التجريب والتعلم والبحث عن أهم التقنيات والخامات في مجال الفنون البصرية.