برامج «الشارقة ضيف شرف معرض الرباط» تسرد جماليات الثقافة الإماراتية

تواصلت فعاليات وبرامج «الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب»، متضمنة باقة من الأنشطة الثقافية النوعية التي تشمل الندوات والأمسيات والزيارات المهمة.

وفي هذا الإطار، زار الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، رواق منتدى أبوظبي للسلم بشراكة مع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة المغربية، والأرشيف والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات، المقام ضمن فعاليات «الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب»، كما نظمت جلسات حوارية ملهمة ثرية بالمعارف والثقافة لنخبة من المبدعين الإماراتيين والمغربيين.

وكان في استقبال الشيخ راشد بن حميد النعيمي، الشيخ المحفوظ بن بيه، الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم، والدكتورة آمنة سعيد الشحي، مديرة مكتب المنتدى بالرباط، حيث قدما شروحاً حول البرامج الثقافية والأنشطة المصاحبة، مؤكدين رمزية الحضور الإماراتي في هذه التظاهرة الدولية، ومتانة العلاقات الأخوية بين المغرب والإمارات، والتي تتجلى في مختلف مجالات التعاون الثقافي والديني.

وقدّم حمد بن هويدن الكتبي، الممثل عن الأرشيف الوطني والمكتبة الوطنية لدولة الإمارات شروحاً حول المعروضات الوثائقية التي تبرز محطات مهمة في تاريخ الدولة، والجهود المبذولة في حفظ الذاكرة الوطنية ورقمنتها، كما تم التطرق إلى مشاريع التعاون الثقافي مع المملكة المغربية، في سياق الانفتاح المؤسسي على المحيط العربي وتعزيز جسور التوثيق المشترك.

وتسلّم الشيخ راشد بن حميد النعيمي نسخة من كتاب «زايد – رحلة في صور»، الذي يوثق سيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال مجموعة نادرة من الصور التاريخية، معبّراً عن تقديره لجهود الأرشيف الوطني في حفظ ذاكرة الوطن وتخليد إرث القائد المؤسس.

كما تسلم الشيخ راشد بن حميد النعيمي من الشيخ المحفوظ بن بيه، درع منتدى أبوظبي للسلم، إضافة إلى مجموعة من إصدارات المنتدى، التي تهدف إلى نشر ثقافة السلم والتسامح، لتجلية الحقيقة الداعية للتعارف والتفاهم وتبديد التصورات الخاطئة.

واطّلع الشيخ راشد بن حميد النعيمي خلال جولته على أبرز الإصدارات والمبادرات المعروضة، والتي تمثل خلاصة جهد علمي وروحي متكامل يسعى إلى تعميق الفهم المتبادل بين الشعوب، وإبراز مساهمات دولة الإمارات في صناعة خطاب حضاري جامع، يقوم على الحكمة والقيم الإنسانية العليا. كما عبّر الشيخ راشد بن حميد النعيمي عن إعجابه بمضامين الإصدارات التي تعكس الرؤية الحضارية لدولة الإمارات في تعزيز الحوار والتعايش والقيم المشتركة.

وأشاد الشيخ راشد بن حميد النعيمي بالدور الذي يضطلع به منتدى أبوظبي للسلم في نشر ثقافة السلام، مثمناً جهود الأرشيف الوطني في توثيق الذاكرة الإماراتية، ومعبّراً عن فخره بما تقدمه الدولة من إسهامات فكرية وإنسانية في المحافل الدولية.

«جماليات العمارة التراثية»

وعلى صعيد متصل، أكد باحثون ومختصون أن العمارة التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية لا تقتصر على الجانب الجمالي، بل تجسد الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب، وتعكس خصوصيات البيئات المحلية وتاريخ التحولات المجتمعية عبر العصور.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان «جماليات العمارة التراثية الإماراتية والمغربية»، نظمتها هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف الدورة الثلاثين لمعرض الرباط الدولي للنشر والكتاب، بمشاركة الدكتور حمد بن صراي من دولة الإمارات، والدكتورة زهور كرام من المملكة المغربية، وأدارتها الكاتبة شيخة المطيري.

واستعرض الدكتور حمد بن صراي ملامح العمارة التراثية في دولة الإمارات، موضحاً أن فهم مواطن الجمال للعمارة يتطلب المقارنة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وأشار إلى أن العمارة الإماراتية ارتبطت بالبحر في كثير من عناصرها، حيث وظف الإنسان الإماراتي التراث العمراني للتعبير عن هويته واحتياجاته البيئية.

وأوضح بن صراي أن أماكن استيطان الإنسان الإماراتي توزعت بين المناطق الصحراوية والجبلية والساحلية، فكانت العمارة تتكيف مع الظروف المناخية ومتطلبات الحياة اليومية. وتناول أنظمة التهوية التقليدية، كالأسطح المستوية المناسبة لقلة الأمطار، والبراجيل المستخدمة لتهوية المنازل، والنوافذ التي روعيت فيها اعتبارات الخصوصية الاجتماعية.

واستعرض الباحث الإماراتي المواد التقليدية المستخدمة، مثل الجبص، والنخيل، وأخشاب المانغروف المستوردة من الساحل الشرقي لإفريقيا، إلى جانب الأحجار والمرجان والطين والقصب (البامبو)، مشيراً إلى الزخارف الدقيقة التي تزين الأبواب والأقواس والأسقف. كما توقف عند العناصر الجمالية كالشمسيات المعمارية والأقواس المدببة التي تظهر في بعض المساجد التاريخية مثل مسجد البدية.

من جانبها، أوضحت الدكتورة زهور كرام أن العمارة التراثية المغربية تتسم بتوافق عميق بين الشكل والجوهر، حيث امتد تأثيرها إلى العمارة المعاصرة، معبرة عن روح الشخصية المغربية واستمرارية تقاليدها الاجتماعية والثقافية. وأشارت كرام إلى وجود تشابهات بارزة بين العمارة المغربية والإماراتية، أبرزها انتماؤهما إلى روح العمارة الإسلامية التي تقوم على الزخارف الهندسية والأشكال الرمزية، بعيداً عن تصوير الكائنات الحية.

وأكدت أن العمارتين تعكسان الهوية المجتمعية لكل من المغرب والإمارات، وتعبران عن الخصوصيات البيئية لكل مجتمع، حيث تظهر العمارة كاستجابة مباشرة لظروف المناخ والبيئة المحلية.

واستعرضت كرام خصوصية الزليج المغربي (البلاط المزخرف)، باعتباره نموذجاً على دقة الحرفة الفنية في المغرب، موضحة أن الاستعمار الفرنسي سعى إلى إضعاف هذه الحرف لما تحمله من رمزية وطنية وثقافية عميقة.

«أصداء»

من جهة أخرى، نظمت هيئة الشارقة للكتاب أمسية شعرية بعنوان «أصداء»، جمعت بين الشاعر الإماراتي خالد البدور، والشاعرتين أمل السهلاوي من الإمارات، وإكرام عبدي من المغرب، وأدارتها الشاعرة شيخة المطيري، بحضور لافت من جمهور المعرض وعشاق الكلمة.