هيكتور زامورا: دبي تلهم فناني العالم

يُعرف الفنان المكسيكي هيكتور زامورا بممارسته الفنية في الأماكن العامة، وقدم خلال فعاليات آرت دبي 2025، سلسلة عروض أداء مميزة وجديدة. وهو يقدم في السركال أفينيو إبداعات فنية متنوعة تبرز بينها منحوتاته الطينية، والتي تبث حضوراً رمزياً في المعرض، من خلال الإيماءات، والمواد، والطقوس، حيث يستكشف عبرها التوترات الدائرية بين الحياة والتلاشي والجسد والأرض، والذاكرة الشخصية والأسطورة الجماعية، وذلك في إطار رحلة فنية تتناول مفاهيم المسار والتغيير بشكل عميق ومؤثر.

وفى حواره مع «البيان»، أعرب الفنان المكسيكي هيكتور زامورا عن سعادته بسلسلة العروض في إمارة دبي، حيث قال: يسرني جداً أن أكون في دبي، هذا المدينة الرائعة التي تزدهر بالإبداع والابتكار وتلهم مبدعي العالم، وممتن جداً لفرصة المشاركة ضمن موسم دبي الفني. فهذه المدينة متفردة، تجمع بين الحداثة والتقاليد بطريقة جاذبة، وتوفر بيئة مثالية للتجريب والتعبير الفني.

وتابع: أنا متحمس جداً لعرض أعمالي والتواصل مع الفنانين والمهتمين بالفن من جميع أنحاء العالم، وأتطلع إلى إلهام وتبادل الأفكار في هذه الفعاليات.

ويضيف هيكتور: هذه هي أول مرة أعرض أعمالي في دبي من خلال آرت دبي والسركال أفينيو، ما منحني فرصة إنسانية وفنية ملهمة للتعرف على هذه المدينة الرائعة، خاصة عبر التعاون مع الأفراد والمؤسسات الثقافية واستكشاف النواحي الحرفية للمدينة.

موارد الطبيعة

وفيما يتعلق بمنهجه المفاهيمي لاستكشاف التحول والتحرر للتعبير عن العلاقة بين الإنسان وعناصر الطبيعة، يقول هيكتور: كان هناك عنصران أساسيان وراء إلهامي في هذا العمل، وأولهما قراءتي لكتاب «التحولات»، للفيلسوف الإيطالي إيمانويل كوتشيا.. وانطلاقاً من معاني ومضامين الكتاب، تجد أن المواد المستخدمة في عملي، المشارك في آرت دبي 2025، مصنوعة كلها من مواد طبيعية ستعود في نهاية المطاف لتندمج بالأرض.

ويوضح هيكتور أنه، وعلى مستوى عملي أكثر، يستقي إلهامه من استكشاف، بالنسبة لإبداعاته الفخارية، من ورشة الفخار في الشارقة التي يعمل معها حالياً، والتي أتاحت له فرصة إنشاء أوعية بهذا الحجم.

وتابع: يمثل هذا المشروع بالنسبة لي خطوة جديدة في استكشافي المستمر للطقوس والرمزية المتضمنة في المفاهيم المادية على المستويين الروحي والإنساني. وقد بدأ هذا البحث الاستقصائي من خلال عرض أدائي قدمته عام 2019 والموسوم بـ«حركات تبث الوجود».

أما عن تفاعلاته كفنان ونحات في الأماكن العامة والعناصر التي يأخذها بعين الاعتبار عند تصميم أعماله، فيقول هيكتور: أجد التفكير في المساحات أمراً أساسياً في ممارستي الفنية. وفي كثير من الأحيان، يحدد السياق المكاني المسار المفاهيمي والرسمي للعمل. فعلى سبيل المثال، تتمحور العديد من أعمالي حول حوارات مباشرة مع المساحة المعمارية التي تحتضن العمل أو تحتويه. لذا، أجد أنه من المثير للاهتمام أن أكون مشاركاً بإبداعاتي في كل من آرت دبي والسركال أفينيو في موسم دبي الفني لهذا العام.

رمزية الشرنقة

وبالحديث عن الرمزية التي تحملها فنون ودلالات الأواني الفخارية في أعماله، يقول هيكتور: أتطلع قدماً لأن يتأثر الجمهور بهذا العمل الجديد وبالدلالات الروحية والفلسفية المتعددة التي يحملها. ويتضمن هذا الأداء رجلاً يقترب من الوعاء الضخم ذي الجدران التي يحفرها الرجل بيديه حتى يتمكن من فتح الوعاء، ما يسمح له بالدخول فيه. وبعد ذلك، يعيد هذا الرجل تشكيل الجدران من الداخل ليحتويه الوعاء نفسه، ذلك في رمزية تشير إلى مفهوم العودة إلى الشرنقة.

وعن دور الأداء في تعزيز تجربة المشاهدين، وكيف يساهم تفاعل المؤدين مع القطع الفخارية في ذلك، يقول هيكتور: يجسد العمل الأدائي مفهوماً آنياً فريداً وغير متكرر، باعتباره وسيطاً فنياً في لحظة محددة من الزمان. ويتألف العمل الأدائي من مساحة زمنية محددة تدفع المشاهدين إلى التركيز والتفاعل الوجودي المتكامل والمتواصل مع العمل وكافة حواسهم. وتكرر هذا التفاعل الجديد مرتين خلال معرض آرت دبي 2025، ما يعزز المفهوم المركزي للعمل والمتمثل في التجديد والتحول. كما أن هذا العمل الأدائي يبحث في سبل تعاملنا مع الرمزيات وتمثيلاتها التقليدية في الخيال الجماعي.