«فرقة الإمارات».. أنغام حافلة بالروائع التراثية والمعاصرة

نجاحات نوعية تحققها الفرقة
نجاحات نوعية تحققها الفرقة

تحفل صنوف الفنون الإماراتية بمضامين الجمال والمحبة والخير والانفتاح، بجانب ثرائها بمفردات التراث وقصص المكان، وهي تحضر في وقتنا المعاصر بسياقات وأشكال متنوعة شائقة، من خلال مبادرات لافتة ملهمة وكذا مغنين مهمين وفرق مهمة مؤثرة تبرز من بينها فرقة الإمارات الموسيقية، التي تأسست في 2008 بإشراف الفنان الإماراتي عيد الفرج.

حيث إنها تتبع لوزارة الثقافة، وتضم ما يقارب 25 عازفاً وعازفة غالبيتهم «ما يقارب 70 %» هم من الإمارات، ذلك بالإضافة إلى عدد من الموسيقيين العرب من ذوي التخصص العالي في مجال الموسيقى ودعم التعليم، وتهدف الفرقة إلى نشر الثقافة الإماراتية وقصص تميز الفن الإماراتي بشكل خاص والخليجي بشكل عام.

«البيان» تضيء على أهمية فرقة الإمارات الموسيقية، ودورها في تعزيز جهود ترسيخ حضور الفن الإماراتي وصون هويته، إذ إنها تسعى لتقديم التراث الفني الموسيقي الإماراتي بصورة تواكب ما وصلت إليه الدولة من تطور وازدهار في مجالات الحياة كافة، مع حفاظها على الهوية الإماراتية الأصيلة.

وتهدف أيضاً إلى رفد المكتبة الوطنية بالإبداعات الفنية المميزة، وتمثيل الإمارات في المحافل الدولية والمناسبات الوطنية وغيرها، ومنح الشباب الإماراتي المبدع والموهوب فرصة للانتساب لها وتطوير مهاراته الفنية بالتعلم المستمر على أسس راسخة.

حكاية

مايسترو الفرقة، أحمد طه، أوضح في مستهل حديثه أنه بدأ مع الفرقة منذ مراحل تحضيرها الأولى، مشيراً إلى أن مجموعة من الشباب كانوا يتدربون في مركز الموسيقى في الشارقة .

وكان يعمل في التدريس هناك، إلى أن تم تأسيس هذه الفرقة التي تتضمن عازفين ومطربين مبدعين من الإمارات، إذ بدأوا العمل على إنشائها بإشراف الفنان الإماراتي عيد الفرج في عام 2008، ثم أتموا مراحل التدريب وتعلموا الأسس الموسيقية.


وتابع: «بعض أفراد الفرقة كانوا يجيدون العزف على الآلات الموسيقية المختلفة، لكنهم لا يعرفون قراءة النوتة الموسيقية، فتم تطويع الموهبة الموجودة لدى هؤلاء ونقلها إلى مرحلة الاحتراف، ليصبحوا عازفين محترفين.

وتجري حالياً التدريبات لعمل جولة في كافة أنحاء الإمارات بدأت في رأس الخيمة وستستمر إلى بقية الإمارات بدعم من وزارة الثقافة، بواقع حفلة في كل إمارة يتم التركيز فيها على الفن الإماراتي والأغاني الإماراتية الأصيلة، بهدف الحفاظ على الفن الإماراتي والعمل في الأساس على إحياء الأغاني التراثية المحلية بالإضافة إلى أغان من بعض الدول المجاورة مثل مقطوعة «رحلة نغم»، وهي بمثابة جولة حول دول الخليج تحوي أبرز المقطوعات والأغاني من كل دولة».
دور

المطرب الإماراتي أحمد الرضوان، انضم للفرقة سنة 2017، بيّن في حديثه بأن فرقة الإمارات تقدم الفن الإماراتي بشكل خاص والشرقي بشكل عام، أي إنها تقدم أصناف الفن الأصيل الذي يمثل الوطن العربي والإمارات، موضحاً أنه بدأ الغناء منذ الصغر، مذ كان في مراحل الدراسة الأولى، وكان له عدد من الأعمال الغنائية. واستطرد: إن الفنان عيد الفرج هو رأس الهرم في الفرقة ويعتبر الأب الروحي والموجّه لي في الفن والحياة بشكل عام.

وأوضح أن الفرقة تواجه العديد من التحديات أبرزها أنها تقدم نوعاً من الفن والموسيقى هو صعب الرواج في الوقت الحالي، نوعاً ما، ولم يعد هناك الكثيرون ممن يقدمونه، والتحدي يكمن في كيفية تقديمهم لهذا الفن الكلاسيكي للجمهور المتنوع من الشباب والكبار والصغار بطريقة يتقبلونها.

تبلغ العازفة خولة سعيد، من العمر 22 عاماً، وهي تعزف على آلة الكمان، وهي الفتاة الوحيدة بين الفنانين في الفرقة، وقد انضمت للفرقة منذ بدايتها، وتعلمت الموسيقى الشرقية والخليجية، وبدأت العزف حين كان عمرها 7 سنوات.

وأكملت الآن 15 عاماً من العزف المحترف ودراسة الموسيقى الكلاسيكية، كانت دراستها كلها عن طريق معاهد متخصصة في الموسيقى انضمت لها بشكل فردي منذ طفولتها وطورتها مع مرور الوقت وصقلتها من خلال انضمامها للفرقة.

وتقول لـ«البيان»: «اخترت آلة الكمان لأني أحببت صوتها كثيراً، فعندما كنت طفلة شاهدت عازفة من كوريا تعزف على آلة الكمان بين أعضاء فرقتها.

وعند انتهاء الحفل تحدثت مع المايسترو وسألته عن كيفية التعلم، فأخبرني أن لديه معهداً لتعليم الموسيقى في دبي، ووضع وقتها أمامي كافة الآلات الموسيقية المتنوعة من النفخ والبيانو والتشيللو لكنني اخترت الكمان على الفور».

سيف أحمد العلي، مطرب في الفرقة منذ بداياتها، بدأ الغناء منذ الصغر فوالده كان يغني وهو كان يسمعه كثيراً ويستمع لإرشاداته حول اللون الشرقي والخليجي وغيرها، كرس نفسه للعمل بالفن وخلق بيئة فنية مع الشباب، والآن يستطيع أن يقول إنه تمكن من تقديم رسالته الفنية عبر هذه الفرقة.

وأوضح أن الفرقة لا تحتاج إلى الدعم المادي بل تحتاج لأن تبرز، خصوصاً أنها فرقة تحمل اسم الإمارات وأغلب المتواجدين فيها من أبناء الدولة، فلا بد أن تكون في كل مهرجان رسمي أو فعالية وطنية، معتبراً الفرقة بمثابة «المفتاح»، الذي يفتح للآخرين أبواب التعرف على الموسيقى الإماراتية وفنها وتراثها وتحافظ عليه.

وأضاف: «زرت العديد من الدول وأرى الممارسات التي تدعم الفرق الموسيقية المحلية، وعندما أرى أننا لا نقدم هذه الممارسات بالشكل المطلوب في الدولة أشعر بالحزن.

بالإضافة إلى التحديات الأخرى التي نواجهها مثل أن الكثيرين لا يعرفون عن الفرقة ولم يسمعوا عنها بسبب قلة حفلاتنا، ولكننا على الرغم من كل شيء نستمر في التمارين لنكون جاهزين دائماً»

حميد سعيد الرايحي، عازف التشيللو منذ 13 عاماً، تعلم في معاهد خاصة، اختار هذه الآلة الصعبة لكنه يحبها كثيراً ويرى أن لكل آلة صعوباتها الخاصة، ويتمنى أن تكون فرقته الأولى على الدولة، وأن يستثمر ساعات التمرين التي يؤديها وحده ومع الفرقة، فيما يمكنه أن ينشر جمال العزف الإماراتي ومواهب أبناء بلده.