«أماكن للذاكرة» في جناح الإمارات ببينالي البندقية تنبض بالمعاني الفلسفية

فلسفة معرض «عبدالله السعدي أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» لاقت استحسان الزوار
فلسفة معرض «عبدالله السعدي أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» لاقت استحسان الزوار

احتفى الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية باليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف الخميس الثالث من شهر نوفمبر من كل عام عبر استعراض جوانب الفلسفة في المعرض الفني «عبدالله السعدي أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان».

وأكدت ليلى بن بريك، مديرة الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة الذي يصادف الخميس الثالث من شهر نوفمبر من كل عام، أن فلسفة المعرض الفني «عبدالله السعدي أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» لاقت استحسان الزوار خلال الأشهر الماضية من عمر بينالي البندقية للفنون.

وتابعت: «تصف اليونسكو الفلسفة بأنها اختصاص مشوق، كما أنها ممارسة يوميّة من شأنها أن تحدث تحوّلاً في المجتمعات. وتحث الفلسفة على إقامة حوار الثقافات إذ تجعلنا نكتشف تنوع التيارات الفكرية في العالم وهذا ما جسده الفنان عبدالله السعدي في معرضه الفردي «أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان» في بينالي البندقية.

حيث تتشابك أعماله مع سلالة من الشعراء القدامى الذين ألهمتهم رحلاتهم في الصحراء لكتابة قصائد خالدة، وهذا ما يجسد دعوة اليونسكو إلى ممارسة التساؤلات النابعة من الاندهاش بالعالم وبالبيئة المحيطة».

وأضافت: تساعد الفلسفة من وجهة نظر اليونسكو على بناء مجتمعات قائمة على مزيد من التسامح والاحترام عبر التفكير ومناقشة الآراء، وتعدّ الفلسفة كذلك وسيلةً لتحرير القدرات الإبداعية الكامنة لدى البشرية عبر إطلاق الأفكار الجديدة. وتُنشئ الفلسفة الظروف الفكرية المؤاتية لتحقيق التغيير والتنمية المستدامة وإحلال السلام.

بدوره، قال طارق أبو الفتوح القيم الفني للمعرض: «بنيت فلسفة عبدالله السعدي في معرض أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان على التأمّل والحوار الإنساني الممتد على مدى عقود، حيث قدم السعدي رؤاه المفاهيمية المرتبطة أساساً بالمرجعيات القديمة والبيئة والذاكرة المكانية والبيئية، يقدّم أعمالاً فنية تشهد على تاريخ قريب متعدّد الطبقات للفن الإماراتي المعاصر.

ويحمل في الوقت نفسه أصولاً موغلة في القدم وارتباطاً تاريخياً بالغ الوضوح مع مراحل إبداع الشعراء القدامى من شبه الجزيرة العربية من حيث الارتباط بالطبيعة والمكان الجغرافي وحالات التأمل والإلهام الفني».

وأضاف أبو الفتوح: «إن تعبير «أماكن الذاكرة» طرح لأول مرة من قبل المؤرخ الفرنسي بيير نورا كمقابل حسي لماهية الذاكرة الجمعية للأمة الفرنسية، ثم ظهرت مشروعات تنظيرية مماثلة على المستوى الأوروبي، وتلاها العالم الناطق بالإنجليزية، ثم غيرهم من الأمم، حتى بدأ العمل مؤخراً على أماكن للذاكرة العالمية.

يُعرف بيير نورا أماكن الذاكرة على أنها ليست أماكن جغرافية أو ذات أبعاد ملموسة فحسب، بل هي أيضاً تشمل كتباً أو أغاني أو أعمالاً فنية وأياماً تذكارية ونصوصاً فلسفية وعلمية وأنشطة رمزية وغيرها، تشكل جميعها مكونات لتلك الذاكرة الجمعية التي تمثل تواريخ موازية وغير رسمية تتخطى الروايات المعروفة، والموثقة، والسياقات الملموسة، والمحسوسة».

افتتح المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية 20 أبريل الماضي أبوابه للزوار بمشاركة دولية واسعة تضم الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة و87 مشاركة وطنية من دول العالم، ويهدف إلى تسليط الضوء على القصص غير المروية حول الفنون والعمارة في دولة الإمارات العربية، وتسعى إلى تقديم تجارب معاصرة توسع نطاق التواصل والنقاش العالمي.