يمثل مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي ستقام دورته الـ 17 خلال الفترة من 29 يناير حتى 3 فبراير المقبلين في فندق انتركونتيننتال دبي فيستيفال سيتي، إحدى أهم الفعاليات الثقافية العالمية التي تستقطب نخبة من المفكرين والكتاب والفنانين للمشاركة في جلسات المهرجان ومنصاته الفنية والتفاعلية التي تثري الحراك الثقافي والمعرفي المحلي، وتناقش التطورات الأدبية العالمية وتبرز المواهب العربية الإبداعية في المنطقة. ويتضمن المهرجان أكثر من 150 فعالية. وأكد مبدعون لـ «البيان» أن المهرجان يعزز دور الإبداع والثقافة في لقاء الشعوب وتطور الإنسانية.
وقالت الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية والوثائق بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث: «إن ما يقدمه المهرجان هو امتداد لصوت التاريخ الثقافي والأدبي الذي انطلق بفطرة إبداعية مع نشأة المعرفة ومنذ مجيء الشعر الذي سكن البيوت وأضاء الطرقات وتشكلت الحياة الثقافية وحوارات المثقفين وتشعبت حكايات الكتب والمكتبات. ثم تشكلت المؤسسات ليصبح صوت الأدب والمعرفة واضحاً. ليطل التلفاز والمذياع ويتحرك وهج الإعلام.
بين ممرات دبي تسكن المنازل الدافئة التي تحتضنها الأحلام بين متعلم وكاتب ومدرس. كل هذا التاريخ كان عليه أن يبقى ويستمر. كان عليه أن يصل بسلام للأجيال، وهذا هو دور المؤسسات الثقافية والتعليمية. وهكذا فهم مهرجان طيران الإمارات للآداب المسؤولية المعرفية التي يقوم بها. ليجعل من أيامه التي تحتفي بالأدب وثيقة إنسانية تجتمع فيها أصوات العالم وتضيء من دبي أنوار المعرفة والتسامح».
وأشارت المطيري إلى أن المهرجان يسلط الضوء على أهمية النشر وقطاع الآداب من خلال جلسة تديرها يوم 31 يناير المقبل تحت عنوان «ناشرون إماراتيون على طاولة الحوار»، لمناقشة أبرز التحديات والفرص الفريدة التي تميز هذا المجال.
وحول أهمية مهرجان طيران الإمارات للآداب في إثراء الحراك الإبداعي وتعزيز حوار الحضارات، أكد الشاعر السعودي عبد اللطيف يوسف، أن استدامة مهرجان الإمارات للآداب ووصوله إلى نسخته السابعة عشرة تشكل نموذجاً ريادياً في الفعاليات الثقافية، حيث يخلق هذا المهرجان حراكاً مهماً وملهماً للحوار العالمي وفهماً أكبر للإنسان المعاصر وهمومه وأسئلته المتعلقة بالهوية والثقافة، ويأتي هذا المهرجان في مدينة استطاعت أن تكتسب هوية عالمية منفتحة على التعددية وعابرة للثقافات، وهذا ما يجعل من المهرجان مساحة ملهمة للأجيال القادمة في العالم.
وأضاف: « أشارك في المهرجان بجلسة حوارية 1 فبراير المقبل، اجتمع خلالها مع الكاتبين صالحة عبيد، ومحمد اليحيائي».
وقالت الشاعرة والمصورة الإماراتية سارة النعيمي: «يلعب مهرجان طيران الإمارات للآداب دوراً كبيراً في إثراء المجال الثقافي والإبداعي، كما يوفر منصة للشعراء والكتاب من الإمارات للتفاعل مع أصوات من جميع أنحاء العالم.
كما عمل المهرجان خلال السنوات الماضية على ربط الكتاب المحليين بشخصيات أدبية عالمية ما يبرز التنوع والشمولية التي تشكل جوهر برامجه. وأردفت: يعزز المهرجان الحركة الإبداعية في الإمارات من خلال تسليط الضوء على الأصوات المحلية والعالمية، مما يلهم الكتاب والشعراء.
كما يتيح الفرصة لرؤية كتاب إماراتيين مثل نجوم الغانم، ميثاء الخياط، وشما البستكي يتفاعلون مع كتاب عالميين مثل تاياري جونز وجوليا كوين. كشاعرة إماراتية سأكون جزءاً من أمسية «هواء نقي، كلمات منعشة» التي ينظمها المهرجان.
شخصيات ثقافية
وأوضحت الشاعرة والمترجمة الفلسطينية أمل إسماعيل والتي صدر لها 17 إصداراً أدبياً، أن الهدف الأسمى للأدب هو جمع أطياف مختلفة من البشر تحت مظلة الإنسانية. وأضافت: « حرص المهرجان على تنوع برامجه وشمولها شخصيات ثقافية وأدبية من كل أنحاء العالم يعد إنجازاً ثقافياً يضاف لإنجازات دبي ودولة الإمارات».
وتابعت: « كما تركز دبي على حضورها قبلة للسياحة والاقتصاد، فهي قبلة للمبدعين والأدباء، مما يعني مزيداً من الأعمال الأدبية والدراسات الثقافية التي ستضيء على هذه المنطقة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى إنتاج أعمال ثرية في أبعادها الاجتماعية والإنسانية مستقبلاً، وسيساهم في إيصال أصوات جديدة إلى قراء جدد من مختلف أنحاء العالم». وأشارت إلى أنها ستشارك في المهرجان ضمن برنامج «ملتقى الأفكار»، حيث ستروي تجربتها يوم 2 فبراير المقبل».
الأقلام الصاعدة
من جهته، قال حمدان بن ﺷﻔﻴﺎن العامري الكاتب والمدرب الإماراتي الحاصل على درجة الماجستير تقدير امتياز مع مرتبة الشرف في تخصص الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة من جامعة ESCP: «تكمن أهمية مهرجان طيران الإمارات للآداب في خلق فرص للكتاب المحليين لإبراز أسمائهم في الأوساط الأدبية، كما يتيح الفرصة لهم لمد جسور التعارف مع مختلف الكتاب العالميين مما يعزز من حضور الأدب والأديب الإماراتي دولياً». وأضاف: «كما في كل عام، يحتفي المهرجان بالأصوات الأدبية الجديدة، موفراً لها منصة فريدة للاحتفال بأحدث الإصدارات.
كما تثري النقاشات بين الأدباء والكتاب الحصيلة المعرفية والثقافية لدى الجميع، ويضفي جمالية لتجارب المشاركين في المهرجان ليحملوا مخزون تلك النقاشات لتزيين نسيج أعمالهم بأفكار متجددة وثقافات متفردة». واستطرد: «من خلال جلسات المهرجان يتم تبادل الخبرات والحديث عن أبرز التحديات التي يواجهها الكتاب».
التواصل الإنساني
وعن دور مهرجان طيران الإمارات في دعم جسور التواصل الحضاري والإنساني بين الشعوب، قال القاص والروائي المصري أحمد الصادق: «مهرجان طيران الإمارات للآداب ليس مجرد حدث ثقافي، بل احتفاء بالإنسانية في أبهى صورها، فغني عن الحديث أن الثقافة والأدب هما نبض الحياة وشريانها، يعيدان صياغة العالم من خلال الحرف والكلمة، فللفن سطوة جليلة، لا يستشعرها سوى أحرار الفكر ورفيعي الذوق، وفي الأدب متعة عقلية، وتهذيب للنفس والروح، وفيه ثقافة عظيمة».
وأضاف: «يعد مهرجان طيران الإمارات للآداب حدثاً ثقافياً متنوعاً يشمل كل الأطياف والألوان الأدبية، ويضم كوكبة من الكتاب والمفكرين والفنانين والأدباء من مختلف بلاد العالم، كما يستقطب أكثر من 40 ألف مثقف ومحب للقراءة، مما يفتح نوافذ لا نهائية للحوار بين مختلف الثقافات والتجارب الإنسانية، ويثري الحراك الثقافي».