مصورو النجوم والمجرات في الإمارات.. روائع وقصص ملهمة

تفاصيل وملامح جمالية بانورامية في صور التميمي
تفاصيل وملامح جمالية بانورامية في صور التميمي
تميم التميمي
تميم التميمي
سامي العلبي
سامي العلبي
من صور سامي العلبي
من صور سامي العلبي
إحدى صور تميم التميمي
إحدى صور تميم التميمي

لا يخفى على أحد ولع بعض المصورين بالسماء والنجوم والمجرات، وهي مواضيع قد تبدو جديدة على الساحة العربية وربما سبقنا إليها الأجانب، أو توقفت عند حدود تعلم الفلك والحسابات والاستدلال بالنجوم، إلا أن الحديث عن الفضاء بكثرة، ووصول الإمارات إليه، وتوفر المواد اللازمة لذلك النوع من التصوير دفع العديدين للاتجاه نحو هذا الفن.

المصور السوري والفلكي سامي العُلبي يعد واحداً من أبرز مصوري الفلك والنجوم والطبيعة في الشرق الأوسط، فاز أخيراً بجائزة الشيخ حمدان بن محمد بن راشد للتصوير الضوئي عن فئة مصور العام، وقد اشتهر بمشاريعه لتصوير النجوم من الزوايا المظلمة في شبه الجزيرة العربية، حيث نشرت أعماله في أكثر من 80 صحيفة وموقعاً ومجلة محلية وعالمية مثل ناشيونال جيوغرافيك والتليغراف وبي بي سي وبيتا بيكسل وغيرها، وله أسلوبه الخاص، حيث يهوى المزج بين التجريد والمنمنمات والتصوير الفلكي عبر عمليات معقدة تقنياً وطويلة من التراص البؤري وتكديس التعريض بالإضافة إلى تكديس النجوم، مما ينتج عنه صور فائقة الجمال.

أوضح العلبي لـ «البيان» أنه بدأ منذ 4 سنوات بالعمل على مشروع طويل سيستغرق 4 سنوات أخرى لأجل تصوير كامل للسماء من أرض الجزيرة العربية ليكون إرثاً فنياً وثقافياً للأجيال القادمة وللباحثين، مشيراً إلى أن اهتمامه بتصوير الفلك بدأ في 2013 بعد سنوات عدة من حبه للتصوير بشكل عام وشغفه به، مدفوعاً بالتأمل وحب المغامرة.

وذكر أنه يعيش في الإمارات منذ 21 سنة، ومن أفضل الأماكن للتصوير الفلكي التي يتجه إليها باستمرار هي الجبال الحجرية في منطقتي حتا وشوكة، وفي الصحراء في أبوظبي بالقرب من الحدود السعودية، موضحاً أنه اختار تلك الأماكن لبعدها عن إضاءة المدن، ويمكنه فيها رؤية الأجرام السماوية بوضوح أكبر.

وقال: «التصوير في هذا المجال عمل شاق بكل تأكيد ويتطلب الكثير من الصبر والجلوس لوقت طويل في تلك الأماكن البعيدة، وبالطبع القيادة للوصول لها تستغرق وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى أن تجهيز المكان للتصوير وتحديد الزاوية الخاصة بالتقاط الجرم أو النجم المطلوب كلها لها حيثيات كثيرة، فكل صورة التقطها هي نتيجة ليالٍ عدة وليست ليلة واحدة فقط، حيث تتطلب بعض الأجرام إعادة التصوير على ليالٍ عدة، واستخدام تقنيات معينة لأخذ صورة واحدة، فمن الممكن أن تمتد كل ليلة تصوير ما يصل إلى أربع أو خمس ساعات متواصلة».

وأشار العلبي إلى أن هناك العديد من التحديات الأخرى أبرزها حالة الطقس فقد يكون غير مناسب للتصوير من ناحية وضوح تلك الأجرام لأسباب تتعلق ربما بالرطوبة أو الغيوم أو غيرها، فيضطر لإعادة التصوير من جديد في أيام أخرى ويكرر كل ما قام به، مؤكداً أنه يتعين على المصور أن تكون لديه القدرة على الصبر سواء على تكرار المحاولات نفسها لمرات عدة أو على تغيرات الطقس للوصول إلى الوضوح المطلوب.

2010

المصور الإماراتي تميم سالم التميمي بدأ التصوير منذ 2010، وهو مصور متخصص فلكياً منذ 2018، إذ بدأ في المجال رغم صعوبته، وكان يحب تصوير القمر مكتملاً وتدرج بأنواع الكاميرات إلى أن وصل لكاميرا بوضوح عالٍ ومن ثم التلسكوب، أوضح لـ «البيان» أن الصورة الواحدة تستغرق منه وقتاً طويلاً وأحياناً صورة واحدة تتطلب شهراً أو شهرين، وعادة ما يخرج مع أصدقائه الذين تعرف إليهم خلال رحلات التصوير، وكانوا يتواجدون في تلك الأماكن الخاصة لأجل تصوير النجوم والفلك أيضاً فأصبحوا بمثابة فريق من محبي تصوير الفضاء.

والتميمي حاصل على الدبلوم المهني بامتياز مع مرتبة الشرف في التكنولوجيا وعلوم الفضاء والفلك من جامعة الشارقة، شارك في إعداد المادة الخاصة بالبروج والدرور للتقويم الهجري 1444 و1445 هجري الصادر من جامع الشيخ زايد الكبير، وهو أيضاً خطاط عربي يدرس في مركز الشارقة لفن الخط العربي والزخرفة منذ 2015 ومصور فلكي معتمد من جمعية الإمارات للفلك.

أكد أن الظاهرة المتعلقة بالفلك لها علاقة واضحة جداً بوصول الإمارات إلى الفضاء، رغم حبه لهذا النوع من التصوير قبل ذلك، وكان لديه تلسكوب منذ 2018 ودرس علم الفلك وأضاف: «الناس بدأوا يحبون هذا المجال منذ أن صعد الإماراتيون إلى الفضاء حتى أسعار التلسكوبات زادت، وأواجه أنا ومحبو هذا الفن العديد من الصعوبات، من أبرزها التلوث الضوئي، وشح الموارد في الدولة، فمعظم الأدوات الفلكية يتم شراؤها من خارج الدولة وغير متوفرة محلياً مما يجعل الحصول عليها صعباً بعض الشيء».

هوى وشغف

من جهته، أوضح المصور الإماراتي يوسف القاسمي أنه بدأ التصوير في 2018 ويهوى تصوير الطبيعة الليلية بشكل عام كونه مجالاً نادراً في الإمارات وبين المصورين المحليين، مشيراً إلى أنه تأثر بوصول الإمارات إلى الفضاء، وأنه كان شغوفاً بالفلك قبل ذلك نظراً لطبيعة المنطقة التي يسكنها والتي تتمتع بنوع من السماء الصافية في «الشويب».

وقال: «التصوير الفلكي ليس طريقاً وردياً سهلاً، فكم من مرة أعدت تصوير صورة واحدة مرات عدة وليالٍ متفرقة وكل منها استغرقت ساعات طوالاً، لكن هذا لا يثنيني عن هوايتي، والتعب الذي ينتج عن كل ليلة تصوير اعتبره متعة، خصوصاً عندما أجد النتيجة المرجوة».

ويعتبر القاسمي مقياس النجاح لديه عندما يتطور بالصور وتصبح لقطاته أكثر وضوحاً ودقة وتنوعاً، ولا يعتبر أن ردود أفعال الآخرين أو الإعجابات التي ينالها على صوره هي المقياس الحقيقي على الإطلاق بل مقدار التعب والوقت والمعلومات في كيفية المعالجة والتنقيح.