تتميز دبي بتنوعها الثقافي والفني، فهي تضم العديد من المراكز والمعارض الفنية والثقافية، التي تستقطب الزوار من كافة أنحاء العالم، وعلى مدار العام، مقدمة للزوار تجارب مختلفة ومتنوعة كل حين، تخرجه من أطر الملل والتكرار لتضفي عناصر المفاجأة والبهجة في كل زاوية وفعالية.
وتمثل منطقة كورت يارد الواقعة في منطقة القوز، واحة لتناغم الثقافات العالمية وأنوار الفنون، وسط أجواء هادئة تحفز على السكينة والإبداع. وتعد هذه المنطقة رافداً نوعياً مهماً لاستراتيجيات الاقتصاد الإبداعي في دبي، إذ إنها بانورامية الطابع تضم المعارض والاستوديوهات الرائعة، ووصولاً إلى المطاعم والمقاهي والمتاجر الفريدة من نوعها.. وشتى أنواع وسياقات الإبداع.
«البيان» جالت في المكان حيث قرأت في تفاصيل تكويناته وملامحه الجمالية والثقافية والإبداعية، راصدة آراء مجموعة من زوار المكان، بجنسياتهم وثقافاتهم المتنوعة.
سمات وفرادة
يشعر الزائر لمنطقة كورت يارد أنه في مكان مختلف وفريد من نوعه مسكون بروح الجمال والإبداع، يروي قصة الإمارة نفسها وسمات مجتمعها وثقافتها الثرية المتنوعة الغناء، وذلك بلغة مجردة ورمزيات جاذبة تشكلها روح الهندسة المعمارية الملهمة المحاطة بواجهات من الفولاذ والزجاج والتي يبدو الفناء ضمنها كأنه بمثابة ملاذ من الضوضاء والصخب، وبوابة للفن والثقافة.
وتحتضن المنطقة مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية الفريدة من نوعها، كاللوحات الفنية والرسومات، والأبواب العتيقة، والتحف، والأثاث المميز بأشكاله العريقة، والثريات، ومختلف أنواع الإضاءة لزوايا المنزل سواء إضاءات داخلية أو خارجية، ومزهريات، ودفاتر، وكتب، وملابس مصنوعة يدوياً، وغيرها الكثير من المواد التي تهدف إلى ترسيخ مكانة دبي في هذا المجال على الصعيد الدولي.
ويقع فناء كورت يارد المزيّن بمجموعة من الأشجار والزهور والنوافير في قلب منطقة القوز بدبي، حيث يتضمن محلات تجارية واستوديو للتصوير الفوتوغرافي ومسرحاً لإقامة الفعاليات الخاصة، ومطاعم ومقاهي، وورشة عمل يشتغل فيها الفنانون على قطعهم الفنية الحديثة، ويُعد الفناء تحفة فنية.
وتتبدى كورت يارد، بطقوسها وبرامجها، بمثابة مركز مجتمعي متعدد التخصصات، ومقصد فني رائع يستضيف تشكيلة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية، والمعارض والفعاليات، بما فيها العروض المسرحية: «كورت يارد بلاي هاوس»، حيث تم افتتاح المسرح في 2013، فيما يعود تاريخ تأسيس كورت يارد نفسه، إلى التسعينيات من القرن الماضي، وكان المسرح في بدايته يتسع لسبعين مقعداً فقط، لكن على مر السنين تطور وأصبح مجتمعاً نابضاً بالحياة لعشاق هذا الفن العريق، متضمناً مكاناً خاصاً للتدريب على الفنون الأدائية وقاعة واستوديو يضم 40 مقعداً، إضافة إلى ورشة عمل وغرفة تدريب، علاوة على ذلك يُعد المسرح الأول والوحيد في دولة الإمارات العربية الذي يضم مركز تدريب مرخصاً من قبل هيئة المعرفة والتنمية البشرية. ويتعاون مسرح الفناء أيضاً مع المعهد الدولي للرياضات المسرحية لتقديم ورش عمل للتمثيل والارتجال لمختلف الأعمار.
لقاءات وآراء
شيخة حمد، طالبة إماراتية تدرس التصميم الغرافيكي في جامعة زايد، إنها تزور المكان برفقة صديقاتها لعمل بحث خاص عن المنطقة لجامعتها، إذ تحكي من خلاله ميزات المكان ثقافياً واجتماعياً والتنوع الأدبي والفني الذي تحظى به الإمارة في مختلف الأماكن والمواقع، مشيرة إلى أن المكان جزء من تجربة القوز الثقافية، وما تحبه وتفضله ضمنه هو كونه يميل إلى الشكل الريفي والطبيعة البسيطة بسبب تصميمه الخلاب والأشجار والزهور والنوافير المتواجدة فيه.
تأمل
جانيل نويتس من بلجيكا قالت: «زرت المكان مع أصدقائي قبل عدة سنوات، بعد أن كنا نمارس اليوغا وبحثنا عن مكان جميل نكمل فيه استرخاءنا ووجدناه، وبالفعل استمتعنا بالتواجد فيه وبات من أحد الأماكن المفضلة لدينا والتي نجتمع فيها كل حين إذا ما رغبنا في الابتعاد عن صخب المدينة والجلوس في الهواء الطلق خاصة مع بداية اعتدال الطقس».
بدورها، تهاني عبدالله من السعودية تزور المكان لأجل التسوق فيه، وهي المرة الأولى لها. وتؤكد لـ«البيان» أنها لن تكون الأخيرة، حيث رشحت لها صديقاتها المكان قبل زيارتها لدبي، وأخبروها أن هناك العديد من المحلات التجارية التي تمتلك ذوقاً فريداً ومميزاً يختلف عن المنتجات الأخرى المتواجدة في المراكز التجارية أو الأسواق العامة، خاصة ما يتعلق بالديكور والأثاث والقطع الفنية المميزة والتي احتارت في الاختيار من بينها.
أما فابيو بياني، من إيطاليا، فهو يزور المكان مع أصدقائه بشكل دائم للاستمتاع بالأجواء الطبيعية التي تشعره بأنه سافر لمكان آخر بعيداً عن ضجيج المدينة. ويضيف: «إنها وجهة مثالية للاجتماع مع الأصدقاء لشرب فنجان من القهوة أو حضور عرض مسرحي، والمميز في المكان بالفعل، تنوعه في الشكل والمضمون والمكونات، حيث يمكن أن تتسوق وتأكل وتستمتع بالأجواء الطبيعية وتسمع الموسيقى أو تشاهد عرضاً ما، أو تنضم لمجموعة من المتدربين على الأداء المسرحي، هنا يمكن تجربة العديد من الأشياء الممتعة».