تعتبر إمارة دبي واحدة من أبرز الوجهات العالمية في مجال الاقتصاد الإبداعي، حيث تسعى إلى تعزيز مكانتها كمركز رائد يجمع بين الابتكار والفنون والتكنولوجيا، في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، وترتكز استراتيجياتها على تحفيز الشباب وتنمية مهاراتهم، ما يسهم في إعداد جيل قادر على الإسهام النوعي في مسارات الاقتصاد الإبداعي.
وعلى هامش النسخة الثانية من «منتدى القوز للريادة الإبداعية»، الهادف إلى إبراز أهمية قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دبي، وما يشتمل عليه من فرص استثمارية وتنموية فريدة، والاحتفاء برواد الأعمال وتمكينهم من تحويل رؤاهم وأفكارهم إلى مشاريع ناجحة، استطلعت الـ«البيان» آراء عدد من المشاركين بما في ذلك الشباب المبدعون، والممارسون في مجال الاقتصاد الإبداعي، بهدف تسليط الضوء على تأثير هذه الاستراتيجيات في تعزيز الإبداع والابتكار، وكيف يمكن أن تساهم في بناء مستقبل مستدام ومزدهر للمواهب الإبداعية انطلاقاً من إمارة دبي.
الصناعات التقليدية
وحول أهمية المبادرات الإبداعية، التي تدعم دمج الصناعات لتقليدية المحلية وكذلك العربية ضمن منظومة الفنون المعاصرة، التي تطرحها إمارة دبي، ومن بينها منتدى القوز للريادة الإبداعية، أكد المهندس ومصمم المنتجات، الفنان عبد الله الملا أن ربط الصناعات التقليدية برؤى معاصرة تدعم استمراريتها وقوتها، كونها أحد أنماط التراث الثقافي غير المادي، المرتبط بقطاع الصناعة التقليدية المتعدد الروافد، فهو يشمل التقاليد وأشكال التعبير الحية الموروثة عن أسلافنا التي تداولتها الأجيال وصولاً إلينا، وكذلك المعارف والمهارات الغنية التي تنتقل عبر الأجيال، إضافة إلى القيمة الاجتماعية والاقتصادية التي ينطوي عليها مع تعاقب العصورـ فالتنمية المستدامة اليوم ليست فقط هي المحافظة على المناخ والبيئة، بل تتجلى أيضاً في المحافظة على المعمار والحرف.
مواكبة السوق
وأكدت المصممة والفنانة مريم العطار أن استراتيجيات دبي في الاقتصاد الإبداعي تخدم بشكل مباشر الممارسات التقليدية للتصاميم، وتعزز قدرتها على مواكبة السوق بين عاملي العرض والطلب، وتسهم في تسليط الضوء على قصص ملهمة مرتبطة بالبيئة والمجتمع المحلي؛ لذا تعمد هذه الممارسات إلى استخدام المواد المحلية والخامات لأغراض متعددة. وباتت هذه القيم اليوم محوراً للتصاميم المستدامة المعاصرة، التي نسعى إلى تعزيزها والارتقاء بها تمثيلاً لمفاهيم إعادة الاستخدام وإعادة التوظيف وإعادة التدوير والحدّ من النفايات.
تفكير إبداعي
وعن دور استراتيجيات دبي في دعم المواهب الناشئة في قطاع التصميم والفنون، قالت الفنانة رانيا جيشي، مُؤَسِسَةُ منصة نقد والمؤسس الشريك لمدرسة فرصة: في عالم الفنون والتصميم، تلعب الصناعات الإبداعية، تحت مظلة الاقتصاد الإبداعي والاستراتيجية الوطنية للثقافة والفنون، دوراً حيوياً في دعم وتطوير المواهب الناشئة، التي تعتبر مشروعاتها جسراً يربط بين الشباب المبدع والعالم الفني المتنوع. وكذلك تعد إحدى قنوات العمل الاحترافي ضمن محيط الفنانين الناشئين، ما يعزز قدرتهم على التفكير الابتكاري والتجديد في أعمالهم.
فرص استثمارية
وقال الفنان والقيم الفني عبيد السويدى: تهدف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي إلى تحويل إمارة دبي إلى وجهة مفضلة للمبدعين من كل أنحاء العالم، وعاصمة للاقتصاد الإبداعي بحلول العام المقبل، وكذلك مضاعفة مساهمة القطاع الإبداعي في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي، وزيادة عدد الشركات الإبداعية في مجالات المحتوى والتصميم والثقافة، وذلك عبر توفير مناخ مناسب ومحفز للمبدعين لتوليد قيمة اقتصادية مضافة من خلال دمج الإبداع مع فرص الاستثمار الرأسمالي ذات العوائد المتميزة. وستساهم دبي كذلك في تنويع وتسريع الاقتصاد القائم على المعرفة والابتكار والإبداع، وبوجود الساحات المتعددة له، من الفنون إلى الهندسة والأزياء.