تحتضن دبي معرضاً للفنان البريطاني ماغنوس غوين تحت عنوان «مستقبل الماضي»، خلال الفترة من 26 سبتمبر الجاري حتى 16 أكتوبر المقبل في مستاريا غاليري في السركال أفنيو.
ويأخذ المعرض الزوار في رحلة لاستكشاف التوازن الدقيق بين التاريخ والحداثة، ويمزج الفنان في أعماله بالمعرض بين القطع الكلاسيكية الخالدة والجماليات المستقبلية لخلق حوار بين العصور المختلفة، حيث يجيد الفنان قراءة الحاضر بلغة الماضي.
وأكد ماغنوس غوين لـ«البيان» أن دبي عبر برامجها وفعالياتها تدعم مسار تطور الفنون الإبداعية العالمية، وأن لوحاته النابضة بإيقاع كلاسيكي تتطرق إلى تأثيرات فن الشارع وثقافة البوب.
وتصور الرموز والمواضيع من فترتي عصر النهضة والباروك، برؤية تتحدى التقاليد وتثق بروعة التوازن الدقيق بين التاريخ والحداثة. وعن تواجده للمرة الأولى في دبي قال:
إن التعاون مع مستاريا غاليري من خلال المعرض كان بمثابة تأشيرة دخول ذهبية لدبي. وأضاف: أتمنى أن يكون معرضي ضمن الفعاليات الإبداعية في دبي التي أصبحت مركزاً عالمياً للفنون والإبداع.
حيث يتجمع الفنانون من جميع أنحاء العالم في هذه المدينة. وتابع: تدعم برامج دبي ومبادراتها مسار الفنون الإبداعية العالمية، وهو أمر مثير للاهتمام لأنه يظهر الإمكانيات، ويسهم في تبادل الأفكار، داخل مدينة متعددة الثقافات.
وتستقطب دبي الفنانين من جميع أنحاء العالم، ليبدعوا على أرضها. وحول تأثيرات نشأته بين المملكة المتحدة والنرويج وسويسرا والدنمارك وإيطاليا، ودراسته لمجال الفنون الجميلة ومن قبلها تصميم الأزياء على بصمته المعتقة بنفحات تاريخية ذات إيقاع معاصر لثقافة البوب آرت وشعبية فنون الشارع قال غوين:
لقد أسهمت نشأتي في دول مختلفة في إثراء وجهة نظري حول الفن والثقافة، فمنذ صغري كان والداي جامعَيْن للفنون المعاصرة، مما غرس في داخلي شعوراً بقيمة الفن، كما درست تصميم الأزياء في لندن وميلانو.
إضافة إلى أن تجربتي في عالم الأزياء سمحت لي برؤية الفن بطريقة مختلفة، خاصة من حيث التوازن بين الجمالية والرسالة، ففي عالم الأزياء، تفكر دائماً في كيفية تأثير الشكل البصري على المشاهد، وقد حملت هذه الفكرة معي إلى ممارستي في الفنون الجميلة. وفيما يتعلق بتفرد بصمته في دمج الأنماط الكلاسيكية للرسم المستوحى من العصور التاريخية للفنون بتأثيرات معاصرة لفنون الشارع والبوب آرت، قال:
ربما ينبع ذلك حقاً من رغبتي في تحدي المفاهيم التقليدية للفن، هذا المزيج يخلق توتراً يدعو المشاهدين إلى إعادة التفكير في علاقتهم بما يرونه. ومن ناحية أخرى أنا مفتون بالتباين بين الماضي والحاضر وأعتقد أن لمستي المميزة هي الجمع بين القديم والحديث.
مفاهيم
وأوضح غوين: عندما أعيد سياق الصور التاريخية أو التقنيات التقليدية بشكل معاصر، فإن ذلك يسمح للمشاهد بتجربة هذه المفاهيم المألوفة في ضوء جديد. وأعتقد أن الفن يدور حول إعادة التفسير، كل جيل يجلب عدسته الخاصة إلى كيفية رؤيتنا للتاريخ.
ومن خلال وضع القضايا المعاصرة أو الجماليات الحديثة فوق المراجع التاريخية، أعتقد أنه يتعين على الجيل التالي أن يتكيف مع عملي ويعيد تخيله لظروفه الحالية، حيث يعرف الناس أعمالي بسبب التباين بين الزخارف والتقنيات التقليدية مع عناصر معاصرة وأحياناً استفزازية.
ويعتقد غوين أن الأثر الذي يمكن أن يتركه الفن، سواء كان ذلك بتحدي وجهة نظر شخص ما أو ببساطة جعله يشعر بشيء ما هو أكثر ما يحبه في نفسه كونه فناناً معاصراً يجيد قراءة الحاضر بلغة الماضي وترجمة الماضي بتقنيات الحاضر، متحدياً فكرة ما كان، وما هو كائن، وما يمكن أن يكون.
وأضاف: هذا التلاعب البارع بالزمن يجلب المستقبل إلى الماضي، مما يجعل هذا المعرض من أبرز الأحداث التي أفتخر بعرضها ضمن مشهد الفن النابض بالحياة في دبي.
أما عن انتقاله من عوالم الأزياء والموضة إلى مجال الفنون التشكيلة، قال غوين: الفن كان دائماً جزءاً من حياتي، بدأت في الأصل في عالم الأزياء بعد حصولي على ماجستير من معهد مارنجوني في ميلانو، لكن الفن الجميل كان دائماً يناديني أيضاً.
صحيح أن الأزياء أعطتني طريقة للتفكير في الجمالية والتصميم بشكل عملي، لكن الفن سمح لي باستكشاف أفكار أعمق وأكثر مفهوماً. وعبر الانتقال إلى مضمون المعرض «مستقبل الماضي» أشار غوين إلى أن اللوحات التي أنجزها تدخل وتغوص في آلة الزمن.
وتتعلق كثيراً باستكشاف خلود بعض الموضوعات والأفكار. وتابع: من خلال استخدام تقنيات تقليدية أو صور كلاسيكية ووضعها في سياق معاصر، أطرح تساؤلات حول مفهوم التقدم وأسأل كم تقدمنا حقاً. إن فكرة المعرض تدور حول تأثير الماضي على الحاضر، وكيف أن الثقافة المعاصرة غالباً ما تكرر الأنماط التاريخية.
وإن كان ذلك في أشكال مختلفة، ومنها على سبيل المثال لوحة «أنا وأنت الأرض» المستوحاة من فكرة توسع القلب خارج حدوده، والتي ترمز إلى النمو والعمق العاطفي، ولوحة «صباح ما بعد الليلة الماضية»، والتي تقوم بتحديث مشاهد قديمة من خلال دمج عناصر معاصرة، مما يخلق تباينات غير متوقعة بين السكون والحياة.