مبادرات دبي للترجمة الأدبية.. منارات إبداعية تثري تواصل الثقافات

حصه عبد الله
حصه عبد الله
حوراء النداوي
حوراء النداوي
رنا إدريس
رنا إدريس
سوسن بنعرفة
سوسن بنعرفة
سمر برّاج
سمر برّاج

تعتبر دبي اليوم مركزاً ثقافياً حيوياً يعكس تنوعاً أدبياً فريداً، حيث تلعب مبادرات ترجمة الأعمال الأدبية دوراً محورياً في تعزيز هذه البيئة الإبداعية.

وتسهم مؤسسات؛ مثل مؤسسة الإمارات للآداب، ومؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، وغيرهما من الجهات الفاعلة، في تعزيز الثقافة الأدبية المحلية، من خلال ترجمة الأعمال العالمية إلى اللغة العربية، ما يسهم في إثراء المكتبة العربية ويساعد على تبادل الأفكار والثقافات، وتتجاوز هذه المبادرات مجرد ترجمة النصوص؛ فهي تسهم في بناء جسور بين الحضارات، وتعكس التزام دبي بتعزيز واستدامة اقتصاد المعرفة.

جهود دبي في دعم الأدباء المحليين ومبادراتها التي تخص ترجمة روائع الأدب العالمي، كل ذلك يسهم في خلق بيئة ثقافية نابضة، تعزز مكانة دبي كعاصمة أدبية عالمية.

وتقول سمر محفوظ برّاج، الكاتبة والمترجمة اللبنانية: تعتبر الترجمة وسيلة مهمّة للتّواصل بين الشّعوب، فهي تتيح فرصة لتبادل الأفكار والمعارف، والتعرّف على الثقافات الأخرى، والاطلاع على الأدب العالمي.

وتتابع: بلا شك تساهم مبادرات التّرجمة في دبي، من خلال مؤسّسات مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، ومؤسسة الإمارات للآداب، وغيرها من المؤسّسات، في تعزيز حركة التّرجمة ونشر الأدب المحليّ والعالمي.

وتقوم مؤسسة محمد بن راشد بتقديم ورش عمل وبرامج لدعم المترجمين العرب، أمّا مؤسسة الإمارات للآداب، فهي تنظم سنوياً مهرجاناً أدبياً، وهو «مهرجان الإمارات للآداب»، الذي يتيح فرصاً للتلاقي بين الكتّاب والمترجمين من بلدان مختلفة.

وتردف: إن مبادرات دبي تسهم في نقل الأدب العالمي إلى اللغة العربية وبالعكس، وقد قامت مؤسسة الإمارات للآداب بإطلاق دار نشر «ELF Publishing LLC» تركّز على دعم الكتّاب المحلييّن ونشر أعمالهم، بالإضافة إلى ترجمة عدد من الأعمال من اللّغة الإنجليزيّة إلى العربية.

وسيلة تواصل

ومن جانب آخر تشير الروائية والكاتبة حوراء النداوي، إلى أن الترجمة هي إحدى أهم وسائل التواصل بين عالمنا المحلي والعالم الخارجي، وتُعد دبي نقطة وصل عالمية، تحولت في وقت قياسي إلى مدينة ذات طابع كوني، خاصّة على الصعيد الثقافي.

وتؤكد النداوي أن مبادرات الترجمة الأدبية في دبي، التي تقودها مؤسسات مثل مؤسسة الإمارات للآداب ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تثري الأدب المحلي،، وتتيح الفرصة لنقل الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية والعكس.

وتضيف: هذه المبادرات تدعم الكُتّاب العرب الذين قد يواجهون صعوبات في إيصال أعمالهم إلى لغات أخرى وتسليط الضوء عليها عالمياً. كما أن ورش الكتابة والترجمة التي تدعمها تلك المؤسسات تسهم في تطوير المهارات الأدبية وتقويتها.

ومثل هذه الجهود تعزز الحوار والتبادل الثقافي على نطاق واسع، وتؤكد أهمية الترجمة كأداة لنقل المعرفة والإبداع، مما يعزز جسور التواصل بين الثقافات ويثري المشهد الأدبي العربي.

برامج وورش

وعن دور المؤسسات الثقافية في دبي في قطاع النشر والترجمة وتفعيل الجهود الرامية إلى تأصيل الهوية الثقافية العربية، تقول رنا إدريس مديرة دار الآداب للطباعة والنشر والتوزيع: تلعب المؤسسات الثقافية ودور النشر دوراً فاعلاً أساسياً في بناء الجسور بين الحضارات عبر برامجها وورشات عملها للترجمة، من خلال التدريبات مع مترجمين محترفين يتمتعون بالكفاءة والخبرة والذوق الأدبي.

وهذا ما تفعله عدة مؤسسات مثل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وخصوصاً عبر برنامج دبي الدولي للكتابة، الذي يدرّب ويؤهل المُترجم ويسهم في نشر وتوزيع الأعمال. ومن أهداف تلك البرامج الإسهام في خلق قاعدة مترجمين أكفَّاء في جميع اللغات، وما أحوجنا لمثل هذه القاعدة.

استدامة اللغة

وتضيف: كان لدار الآداب تجربة مميزة مع رواية ريم الكمالي «يوميّات روز»، مع دار نشر جديدة في دبي تهتمّ بنقل الأدب الإماراتي إلى اللغة الإنجليزية، وهي دار إلف (Elf).

قام بترجمتها المترجم المتميز تشيب روسيتي بمهنية مميزة وذوق أدبي رفيع، ومثل هذه المؤسسات التي تكون فاعلاً أساسيّاً في التبادل الثقافيّ تلعب الدور الكبير ليس فقط في نقل الأدب الغربيّ إلى العرب، ونقل الأدب العربيّ إلى الغرب.

بل كذلك في تطوير لغتنا العربية التي نحرص عليها أشد الحرص، من خلال هذا التفاعل الدولي، إذ إن اللغة، شأنها في ذلك شأن أيّ كائن أو نبتة، تحتاج إلى دعم ورعاية ووسائل تدريب وتطوير وورش عمل ومؤتمرات ومختبرات. وهذا ما تفعله العديد من المؤسَّسات الثقافيَّة في دبي.

جمهور عالمي أوسع

وتؤكد سوسن بنعرفة، كاتبة وروائية أن مبادرات ترجمة الأعمال الأدبية في دبي أسهمت بشكل عام بدور بارز في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الشعوب. وتضيف: من خلال جهود مؤسسات مثل مؤسسة الإمارات للآداب ومؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، ومعارض الكتب الدولية، وبرامج الترجمة والجوائز المخصصة للترجمة يُسلط الضوء على الأدب العربي ليصل إلى جمهور عالمي أوسع، مما يبرز الأصوات الأدبية العربية على الساحة الدولية.

وتقول الكاتبة الإماراتية حصة عبد الله: إن مبادرات ترجمة الأعمال الأدبية في دبي، مثل تلك التي تقودها «مؤسسة الإمارات للآداب» ومؤسسة محمد بن راشد للمعرفة، أسهمت بشكل كبير في إغناء المكتبة العربية وتعزيز التبادل الثقافي، فمن خلال هذه المبادرات، يتم ترجمة العديد من الأعمال الأدبية العالمية المتميزة إلى اللغة العربية، ما يتيح للقراء العرب التعرف على تجارب أدبية متنوعة من مختلف الثقافات.

هذه الترجمات تشمل مجالات الأدب الروائي والشعر والفكر والفلسفة، ما يوسع الأفق المعرفي، ويعزز القدرة على التفكير النقدي، وهذا التفاعل بين الأدب العربي والأدب العالمي يعزز فهمنا المتبادل، ويثري المحتوى الثقافي المحلي ويسهم في نشر الأدب العربي عالمياً.