دبي ترسم «خريطة الفن 29» وتفتح نوافذ التفرد الإبداعي

أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، عن إطلاق النسخة الـ 29 من «خريطة الفن» التي تم إعدادها بالتعاون مع استوديو «ذا جام جار»، وتتضمن عرضاً شاملاً لكافة صالات العرض الفنية وأبرز المهرجانات والفعاليات والأحداث الثقافية والفنية التي تشهدها دبي والإمارات.

ويعكس إصدار «خريطة الفن» التزامات الهيئة ومسؤولياتها الهادفة إلى تهيئة بيئة قادرة على دعم وتمكين المثقفين والمفكرين ورواد الأعمال، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، حاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

ويعكس الإصدار الجديد من «خريطة الفن» ما حققه القطاع الفني المحلي في دبي من قفزات نوعية وتقدم ملحوظ خلال السنوات الست الأخيرة، وذلك بفضل رؤى الإمارة وتطلعاتها المستقبلية الهادفة إلى تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً للاقتصاد الإبداعي.

حيث تحتضن الإمارة أكثر من 40 صالة عرض فنية، ومجموعة مهمة من المتاحف، من أبرزها متحف الشندغة، أكبر متحف تراثي في الإمارات، ومتحف الاتحاد، إلى جانب ما تستضيفه من مهرجانات وأنشطة وفعاليات فنية وثقافية مبتكرة، لا سيما تلك التي تندرج تحت مظلة «موسم دبي الفني».

ومن بينها «مهرجان المرموم: فيلم في الصحراء» الهادف إلى الارتقاء بصناعة السينما المحلية، و«مهرجان سكة للفنون والتصميم»، الذي يحتفي سنوياً بأصحاب المواهب الفنية الناشئة والرائدة، و«مهرجان طيران الإمارات للآداب» ويُعد من أبرز الأحداث الأدبية محلياً وعالمياً.

وكذلك «مهرجان القوز للفنون» وما يتضمنه من عروض فنية ملهمة، ومعرض «آرت دبي» الذي شهد إضافة قسم «آرت دبي ديجيتال» المتخصص في الفن الرقمي، لمواكبة انتعاش سوق الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT) عالمياً، وكذلك «معرض فنون العالم دبي»، وغيرها. ويبرز الإصدار أهمية «استراتيجية فن الأماكن العامة في دبي» ودورها في تحويل الإمارة إلى متحف فني مفتوح ومتاح للجميع.

وتشمل نسخة الإصدار الجديدة الكثير من المعلومات حول مواعيد المعارض الفنية المقبلة، وأبرز الجوائز والمنح المخصصة لدعم وتمكين الفنانين في الإمارات، كما تبرز أهمية «منطقة القوز الإبداعية» التي تحتضن العديد من الاستوديوهات والمراكز الفنية والتدريبية، وتوفر مساحات واسعة لأصحاب المواهب بهدف مد جسور التواصل فيما بينهم لتبادل الخبرات والتعاون لإنتاج أعمال إبداعية مميزة.

وتستعرض مجموعة من المبادرات الثقافية التي تقدمها «دبي للثقافة» عبر مكتبات دبي العامة، كمشروع «مدارس الحياة» ومبادرة «صندوق القراءة» و«حديث المكتبات»، فيما يضيء الإصدار على دور متحف الاتحاد في تعزيز الهوية الوطنية في نفوس أبناء المجتمع، من خلال ما يتضمنه موسمه الثقافي من محاضرات وجلسات نقاشية وحوارية تثري تجارب الجمهور.

وتقدم «خريطة الفن» نظرة شاملة على المشهد الثقافي في أبوظبي التي تستضيف مجموعة متنوعة من الفعاليات الفنية، ومن بينها «فن أبوظبي»، ومعرض التركيبات الفنية الضوئية «منار أبوظبي»، و«بينالي أبوظبي للفن العام»، وما توفره الإمارة من مساحات ومناطق إبداعية، مثل «حي ميزا» الواقع بالقرب من ميناء زايد، ويرصد الإصدار استعدادات أبوظبي لاستقبال عدد من المؤسسات الثقافية والمتاحف، مثل:

متحف جوجنهايم أبوظبي، ومتحف زايد الوطني، وغيرهما، في حين يسلط الإصدار الضوء على ما تتضمنه الشارقة من مراكز ثقافية، وما تشهده من أحداث ومعارض فنية تنظمها مؤسسة الشارقة للفنون، وعلى رأسها «بينالي الشارقة 16» الذي سينطلق خلال فبراير المقبل تحت شعار «رحالنا».

وتخصص نسخة الإصدار الجديدة مساحة واسعة لأهم الفنانين والقيمين في الإمارات والمنطقة، ومن بينهم الفنان عمار البنا، والقيمة الفنية ناتاشا جينوالا التي تتولى بالتعاون مع علياء سواستيكا، وأمل خلف، وميغان تاماتي كوينيل.

وزينب أوز الإشراف على «بينالي الشارقة 16»، والفنانة لطيفة سعيد، والفنانة سارا الخيال، والفنانة سمرين ميهرا اجاروالا، وغيرهم، كما يتضمن الإصدار تعريفاً بالفنان الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، الذي زُيّنت أعماله الفنية غلاف «خريطة الفن».

وما يتميز به من أسلوب فني متفرد يجمع فيه بين تقنيات التحنيط ومواد الطبيعة والرموز الثقافية. في المقابل، يحتفي الإصدار بسلسلة الإنجازات التي حققتها مجموعة من المؤسسات والمراكز الفنية المؤثرة في المشهد الفني المحلي، ومن بينها «ذا جام جار»، و«ذا ثيرد لاين»، و«كربون 12»، ويستكشف أسباب نمو الفن الإفريقي في الدولة وأبرز المؤسسات التي تهتم به.

وأشار الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في «دبي للثقافة» إلى أن الإصدار الجديد من «خريطة الفن» يبرز تطور القطاع الثقافي والفني المحلي، وما تشهده دبي والإمارات من حراك فني لافت وفعاليات مبتكرة تعزز الاستثمار في القطاع وتدعم استدامته.

وقال: تعكس «خريطة الفن» تفرد المنظومة الثقافية في دبي وما تمتاز به الإمارة من تنوع وبيئة جاذبة قادرة على استقطاب المبدعين من حول العالم، حيث يجدون فيها مناخات مُلهمة ومساحة واسعة تفتح الآفاق أمامهم وتحفز لديهم روح الابتكار، وتشجعهم على تطوير مهاراتهم وتنمية خبراتهم وتمكنهم من المساهمة في دعم قوة الصناعات الثقافية والإبداعية.

لافتاً إلى حرص «دبي للثقافة» عبر مشاريعها ومبادراتها المتنوعة على دعم مكونات القطاع، ومد جسور التواصل بين أعضاء المجتمع الإبداعي في دبي والإمارات، والاحتفاء بتجاربهم وإنتاجاتهم في مختلف المجالات الإبداعية، وهو ما يشكل جزءاً أساسياً من الخارطة الاستراتيجية لـ «دبي للثقافة»، وأولوياتها القطاعية.

وقالت هيتال باواني، مدير استوديو «ذا جام جار»: تحتفل مؤسسة «ذا جام جار» بعامها الـ 20، وهي فرصة مميزة لإعادة إحياء مشروع «خريطة الفن» الذي بدأنا به في 2007، حيث يعد المشروع احتفالاً بالمشهد الفني المتنامي في الدولة.

كما يسلط الضوء على الفنانين الشباب والناشئة والكتاب، وغيرهم من المبدعين الذين يقدمون رؤى جديدة في مجال الفن في الدولة، ويقدم الإصدار في نسخته الجديدة طرقاً مختلفة لتجربة الفنون والثقافة من خلال سبع فئات مختلفة، ما يسهل العثور على ما هو مطلوب ويشجع على استكشاف المزيد«، مؤكدةً في الوقت نفسه أن دعم «دبي للثقافة» شكل مصدراً مهماً لنجاح الإصدار، الذي يعتبر أداة مهمة لمواطني الدولة والمقيمين والسياح، لتعريفهم بأهم المبادرات والمشاريع الثقافية والفنية في دبي والإمارات.