الحراك الثقافي في دبي يقود مسارات الإبداع العالمي

 فعاليات ثقافية وفنية متنوعة ومتواصلة في دبي
فعاليات ثقافية وفنية متنوعة ومتواصلة في دبي
علي الهاملي
علي الهاملي

مواقع فريدة وفعاليات متنوعة وبنية تحتية قوية تتميز بها دبي، ما يؤهلها لتتصدر عالمياً في العديد من المجالات والمؤشرات، ومنها، مؤشر «قوة المدن العالمي»، الذي أصدره معهد الاستراتيجيات الحضرية التابع لمؤسسة «موري ميموريال» اليابانية، مطلع يناير الماضي، وفيه احتلت دبي، للمرة الثانية على التوالي، مواقع متقدمة، ضمن العشرة الكبار، في رصد للقوة في عام 2024.

وفي هذا المؤشر العالمي المرموق، احتلت دبي المركز الأول إقليمياً، والثامن عالمياً، على أساس تقييم أداء يتوزع على 6 معايير في مجالات: الاقتصاد، والبحث، والتطوير، والتفاعل الثقافي، وإمكانية العيش، والبيئة، وسهولة الوصول.

كما احتلت دبي المركز الخامس عالمياً في معيار التفاعل الثقافي.

ومن اللافت أن معيار التفاعل الثقافي يتضمن مواقع التراث العالمي، والفعاليات الثقافية، وهما المجالان اللذان استثمرت فيهما دبي خلال السنوات الماضية، جهوداً قيمة، وبرامج مستدامة، أثمرت حراكاً ملحوظاً في الحقل الثقافي والإبداعي عموماً، حيث تمتلك دبي أكثر من 17 موقعاً أثرياً مهماً تعكس جوهرها الغني وتاريخها العريق وتراثها الأصيل.

وتمثل مواقع دبي الأثرية مصدراً مهماً للمعرفة للباحثين والجمهور، وشهادة حية على تنوع نسيج المنطقة الثقافي، وأهمية دبي التاريخية وعمقها الثقافي، ما يسهم في ترسيخ مكانة الإمارة على خريطة التراث العالمي.

تضاف إلى ذلك المواقع ذات الطابع التراثي، المتعلق بتاريخ دبي الحديث، ومنها حي الشندغة التاريخي.

كما تستضيف دبي مجموعةً من الفعاليات الثقافية والفنية على مدار العام، حيث يُعتبر «آرت دبي» أحد أكبر المعارض الفنية والتجارية الرائدة، ويشكّل منصة للفنانين من كل أنحاء المنطقة والعالم.

كما تزخر دبي بالعديد من الفعاليات الثقافية والفنية، ومنها «فنون العالم دبي»، و«موسم دبي الفني» ومهرجان «سكة للفنون والتصميم».

ويقام في دبي مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء» الذي يقدم برنامجاً ثرياً بالفعاليات النوعية الرامية إلى تعزيز استدامة صناعة السينما في المنطقة، أما مهرجان طيران الإمارات للآداب، فيستقطب كل عام نخبة من الكتّاب والمبدعين والمفكرين من حول العالم.

وفي جانب آخر، تضم دبي العديد من الصروح الثقافية المميزة ومنها مكتبة محمد بن راشد، إضافة إلى المعارض والاستوديوهات الفنية، مثل «مركز جميل للفنون»، الذي يعرض أفضل الأعمال الفنية المعاصرة من الشرق الأوسط ومن جميع أنحاء العالم.

هذا بالإضافة إلى مركز دبي المالي العالمي وحي دبي للتصميم، حيث العديد من المعارض والمتاجر المميزة التي تعرض الأعمال الفنية.

إن محفظة دبي من المواقع الأثرية ورصيدها من الفعاليات الثقافية والفنية، تجعل من احتلالها مركزاً متقدماً في مؤشر «قوة المدن العالمي»، نتيجة طبيعية، لا سيما بمعيار التفاعل الثقافي.

وفي هذا السياق، أكد الكاتب علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أن كل مدينة تستمد قوتها من عوامل عدة، منها العامل التاريخي ونشاطها الثقافي، فكلما كان امتداد المدينة التاريخي عميقاً وفعالياتها الثقافية نشطة ارتفعت مكانتها وتصدرت قائمة المدن.

وأضاف: لم يكن غريباً أن تحتل دبي مواقع متقدمة في مؤشر قوة المدن العالمي لعام 2024، وأن تأخذ مكانها بين العشر الكبار في المؤشر، فتحرز مراكز متقدمة في معايير مختلفة، من ضمنها معيار التفاعل الثقافي الذي يشكل واحداً من معايير القوة الكبرى التي ترفع من قيمة المدن وتضعها في مراتب متقدمة على قوائم المدن العالمية.

وأضاف: «هذا المعيار الذي يقيس أداء المدن وفقاً لشروط معينة تحققت لدبي بفضل جهودها المستمرة لتعزيز الثقافة والفنون، حيث تشمل هذه الجهود تنظيم فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، ودعم الفنانين المحليين والدوليين، وتطوير مراكز ثقافية ومتاحف ومعارض تعكس تنوع الثقافات والتراث الذي تمتلك دبي الكثير منه، والذي يتمثل في المواقع الأثرية التي تم اكتشافها في دبي، والتي برهنت على الجذور الحضارية لدبي وعمقها التاريخي».

وأردف: « لعبت الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تقام في دبي طوال العام دوراً في وضعها على خارطة المدن العالمية المهتمة بالشأن الثقافي.

كما لعب تعدد جنسيات المقيمين على أرض دبي واختلاف ثقافاتهم دوراً في تنوع هذه الفعاليات على النحو الذي أحدث تفاعلاً بينها، وأرسى قواعد التسامح والتفاهم والتعايش بين مواطنيها والمقيمين على أرضها، حتى غدت دبي واحة أمن وأمان، يلجأ إليها المبدعون من مختلف الثقافات، كما تستقبل دبي سنوياً ما يقرب من 20 مليون سائح سنوياً، الأمر يجعلها واحدة من أكبر وجهات السياحة في العالم.

واختتم: هذه العوامل وغيرها أهلت دبي لتتبوأ مواقع متقدمة في مؤشر «قوة المدن العالمي» الذي أعلنه معهد الاستراتيجيات الحضرية التابع لمؤسسة «موري ميموريال» اليابانية مطلع هذا العام، وستواصل دبي تعزيز مراكزها المتقدمة في كل المؤشرات بإذن الله تعالى، بفضل قيادتها الحكيمة، وبجهود شعبها، والمقيمين على أرضها.