الإمارات ترسخ دور الترجمة في التقارب الحضاري والتبادل الثقافي

 أحمد بن مسحار
أحمد بن مسحار
 سعيد الطنيجي
سعيد الطنيجي


نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في تحقيق إنجازات نوعية على صعيد برامج الترجمة موظفة نجاحاتها في الصدد لتعزيز توجهاتها ورؤاها في ترسيخ قيم لقاء الشعوب وتعزيز الانفتاح والحوار الحضاري العالمي.. بموازاة نشر الثقافة والمعرفة. وها هي دبي ودولة الإمارات تحتفي بمناسبة اليوم الدولي للترجمة في هذا العام، والتي تصادف اليوم، 30 سبتمبر، بينما تمكنت من جعل الترجمة، بحق، جسراً حيوياً لتلاقي شعوب المعمورة، على أرضها وفي أنحاء الأرض كافة، من خلال أنشطتها وبرامجها وفعالياتها المتنوعة، المثمرة، في هذا الميدان.

وفي هذا الصدد، قال أحمد بن مسحار المهيري، أمين عام اللجنة العليا للتشريعات في دبي،
يعتبر اليوم الدولي للترجمة أحد الأيام الدولية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المُتحدة اعترافاً بأهمية الترجمة كونها ركناً أساسياً من أركان نقل المعرفة وتعزيز التنوع الثقافي، وأداةً رئيسية لتسهيل الحوار وتمكين التعاون بين الشعوب، ومواكبة تطورات العصر. وانطلاقاً من أهمية الترجمة في مد جسور الحوار والتواصل بين الثقافات، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سباقةً في إطلاق مبادرات وبرامج الترجمة الرائدة عالمياً لإثراء رصيد المكتبة العربية من إبداعات الفكر والأدب العالمي، ومن أبرزها مشروع «كلمة» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بهدف إحياء الترجمة على امتداد الوطن العربي؛ و«تحدي الترجمة» الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للارتقاء بالمحتوى المعرفي وسد الفجوات التعليمية عربياً.

وتابع المهيري: ندرك في اللجنة العليا للتشريعات أهمية دور الترجمة في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز مرونة الأطر التشريعية، وضمان مواكبة التشريعات للتطورات العالمية المتسارعة، ومشاركة الرؤى والطروح والدراسات بين القانونيين حول العالم. وبمناسبة اليوم الدولي للترجمة، نتوجه بأسمى عبارات التهنئة للمترجمين في مختلف أنحاء العالم، مثمنين إسهاماتهم في تيسير التواصل بين الشعوب.

وأكَّد جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن اليوم الدولي للترجمة يكرس أهمية التواصل الثقافي والمعرفي بين الشعوب، فالترجمة جسر يصل بين الحضارات، ويعزز التفاهم بين الثقافات، ومسار جوهري لنقل العلوم والمعارف التي تشكل أساس تقدم البشرية.

وأضاف: إن دور الترجمة في بناء مجتمع المعرفة لا يمكن الاستهانة به، فهي تمثل جزءاً أساسياً من رسالتنا في المؤسَّسة لنشر المعرفة وتوسيع آفاق الفكر الإنساني.

وتابع: نحرص في مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من خلال مشاريعنا ومبادراتنا المعرفية، التي تُسهم في الارتقاء بمستويات المعرفة في الدولة والمنطقة العربية، وتعزز بناء اقتصاد معرفي مستقبلي على دعم مجال الترجمة لإظهار الوجه الحضاري والمعرفي والعلمي للمنطقة العربية. واستطعنا أن نحقق إنجازاتٍ مهمة في هذا المجال من خلال عدة مشاريع مثل «برنامج دبي الدولي للكتابة»، حيث سجَّلت ورش الترجمة ضمن البرنامج انتساب ما يقرب من 26 متدرباً أنجزوا خلالها نحو 25 كتاباً تعد من الكتب القيمة التي تحتاج إليها المكتبة العربية. كذلك أطلقنا «نادي المترجمين العرب».. كما تكتسب مبادرة «استراحة معرفة» أهميةً خاصة ضمن هذا الإطار.. ويوفر مشروع «مركز المعرفة الرقمي» أكثر من 600 ألف عنوان و8 ملايين مادة رقمية بما يزيد على 40 لغة ولناشرين من مختلف دول العالم في معظم مجالات المعرفة.

وأوضح سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، أن تخصيص يوم دولي للاحتفال بالترجمة يعكس تقدير العالم لدور هذا التخصص في تعزيز التبادل الحضاري وتقريب المسافات بين الثقافات. وتابع: إن مركز أبوظبي للغة العربية انتبه مبكراً لأهمية إعداد وتأهيل كوادر وطنية من المترجمين في معظم اللغات الحية، ومنحهم الفرص للمشاركة والتفاعل في هذا الحقل الحيوي المهم. وختم الطنيجي: من أهم الإنجازات التي نفخر بها أننا نجحنا في ضم عشرين مترجماً من أبناء الإمارات، معظمهم من جيل الشباب والخريجين، إلى قائمة المترجمين المنتسبين لمشاريع المركز.