مؤسسات الثقافة في دبي.. جسور تواصل ترسّخ التلاحم المجتمعي

حرص على بناء المهارات الثقافية والإبداعية والحياتية للنشء والكبار وأصحاب الهمم في دبي
حرص على بناء المهارات الثقافية والإبداعية والحياتية للنشء والكبار وأصحاب الهمم في دبي
علي الهاملي
علي الهاملي
شيماء السويدي
شيماء السويدي
دانية دروبي
دانية دروبي

بناء مجتمع متماسك ومزدهر.. تلك هي الغاية المثلى التي آمنت بها القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، واتخذتها هدفاً سامياً سخَّرت في سبيله كل الإمكانات المتاحة، مولية اهتمامها الأول بالأسرة التي تشكِّل لبنة المجتمع وأساسه المتين.

وانسجاماً مع المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات تحت شعار «يداً بيد»، كثَّفت شتى الجهات الوطنية جهودها، متطلعة إلى تحويل الشعار إلى واقع معيش.

وكان لدبي في هذا السياق حضورها البهي المتميز، فاتجهت مؤسساتها الثقافية إلى توسيع قنوات التواصل مع أفراد المجتمع، ما صنع مشهداً بديعاً تتلاقح خلاله الرؤى والأفكار، وتتَّحد فيه الجهود نحو تحقيق تنمية شاملة تنسج فصولاً جديدة في قصة بناء الوطن.

روابط وطيدة

وأكدت شيماء راشد السويدي، مدير إدارة الاتصال المؤسسي والتسويق في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، لـ«البيان»، حرص الهيئة على الاحتفاء بالتنوع الاجتماعي والثقافي الذي تمتاز به دبي والإمارات، وتحقيق أهداف «عام المجتمع»، الذي يجسد رؤية القيادة الرشيدة واهتمامها ببناء مجتمع مترابط ومزدهر.

وقالت: «تمثل الأسرة جزءاً مهماً من أولويات الهيئة التي تسعى إلى تنظيم برامج متنوعة تسهم في توطيد الروابط داخل المجتمع، ومدّ جسور التواصل بين الأجيال، وتحفيزها على تبادل الخبرات، والمحافظة على منظومة القيم الأصيلة، وترسيخ التلاحم المجتمعي، وصون التراث الثقافي، ما يعزز الهوية الوطنية في نفوس أفراد المجتمع، ويدفعهم إلى توظيف إمكاناتهم في خدمة المجتمع ودفع عجلة التنمية».

لافتة إلى أن رعاية ودعم أصحاب المواهب في مختلف مجالات الصناعات الثقافية والإبداعية، وتشجيعهم على تطوير إمكاناتهم وتنمية مهاراتهم وصقل قدراتهم، من أبرز ركائز استراتيجية الهيئة الهادفة إلى جعل الثقافة في متناول الجميع.

وأضافت السويدي: «نعمل من خلال مشاريعنا المتنوعة، ومن بينها مشروع «مدارس الحياة» و«صندوق القراءة» و«مركز الجليلة لثقافة الطفل»، وكذلك برامج متحف الشندغة ومتحف الاتحاد، على الإسهام في بناء المهارات الثقافية والإبداعية والحياتية للنشء والكبار وأصحاب الهمم في دبي من المواطنين والمقيمين.

وذلك عبر تبني الحلول النوعية وتهيئة بيئة تعليمية مبتكرة وفق معايير عالمية، قادرة على تشجيع أفراد المجتمع على الاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم في مختلف مجالات الفنون والثقافة».

أدوار متجددة

من جانبه، أكد علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، أنه في وطن اختار قائده ورئيس دولته، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، أن يكون شعار عامه هذا «عام المجتمع»، تتجدد أدوار المؤسسات الثقافية.

ويصبح الحراك الثقافي أكثر التصاقاً بروح المجتمع وتطلعاته، مشيراً إلى أن ندوة الثقافة والعلوم بدبي لم تكن يوماً مجرد منصة للفعاليات والندوات، بل كانت وما زالت بيتاً للعقول، وحاضنة للأفكار، وجسراً يعبر عليه الإبداع نحو المستقبل.

وقال الهاملي: «اليوم، ومع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن عام المجتمع 2025 تحت شعار «يداً بيد»، فإن ندوة الثقافة والعلوم تضع يدها بيد الوطن، وتسير في ركب هذا التوجه، حاملة على عاتقها مسؤولية تعزيز الروابط المجتمعية، وترسيخ القيم.

ورعاية المواهب، وتشجيع الإبداع»، لافتاً إلى أن للمجتمعات نبضاً لا يُحسَن فهمه إلا حين تتداخل الأجيال في حديث يعبر الماضي إلى المستقبل، وهنا تأتي الفعاليات المشتركة التي تجمع المخضرمين والشباب، في فضاءات حوارية تُعيد تعريف العلاقة بين الأجيال، فلا قطيعة بين الأمس واليوم، بل امتدادٌ يُغني التجربة الإماراتية.

وأضاف: «ليس التراث مجرَّد مشاهد تُعرض في المهرجانات، بل هو روحٌ تسري في وعي الأجيال. وفي ندوة الثقافة والعلوم، تتجدد هذه الروح، حيث يُعاد إحياء الموروث الثقافي الإماراتي في قالب معاصر، يجعل الأجيال الجديدة تدرك أن التحديث لا يعني القطع مع الجذور، بل يعني أن نحمل هويتنا بثقة إلى المستقبل»، موضحاً أن الثقافة ليست حكراً على نخبة أو فئة معينة من المجتمع.

ولا يجب أن تبقى النظم المعرفية في قاعات مغلقة، بل يجب أن تتدفق إلى المجتمع كماء يروي التربة؛ لهذا تفتح الندوة أبوابها أمام الجميع، مواطنين ومقيمين، عبر المسابقات، والجوائز، والملتقيات الفكرية، حيث لا يكون الإبداع حكراً على فئة، بل هو حقٌّ لكل من يمتلك فكرة تستحق أن تُسمع.

وتابع: «في كل جيلٍ، تولد مواهب تحتاج إلى من يُضيء لها الطريق، وها هي الندوة، عبر جوائزها، وفعالياتها، ومبادراتها، تلقي الضوء على الطاقات الجديدة، وتُمهّد لها مسارات التميز، لأن المستقبل ليس بانتظار أحد، بل هو لمن يجرؤ على الإبداع والتفكير خارج الحدود»، مؤكداً أنه «في رحلة الوطن خلال عام المجتمع 2025، لا بد أن يكون للحراك الثقافي دوره في صياغة ملامح المرحلة المقبلة.

وندوة الثقافة والعلوم بدبي، بعمقها الثقافي، وثرائها الفكري، حاضرة كما كانت دائماً، تكتب مع المجتمع فصلاً جديداً من الوعي والتفاعل والبناء. يداً بيد، تصنع الثقافة الفرق، ويُزهر الوطن بمعرفة تُبنى وتَبني للمستقبل».

حوار هادف

من جهتها، قالت دانية دروبي، الرئيسة التنفيذية للعمليات، في مؤسسة الإمارات للآداب: «نؤمن بقوة الأدب والقصص والفنون في بناء الروابط وتعزيز المجتمعات.

مبادراتنا على مدار العام، مثل نوادي الكتب الشهرية والأمسيات المجتمعية، تجمع بين القرَّاء والكُتَّاب والشعراء والفنانين من جميع الخلفيات والأعمار، ما يعزز حواراً ثقافياً هادفاً»، مؤكدة أن هذه التجمعات ليست مجرد فعاليات، بل مساحات يتم فيها تبادل الأفكار، وصقل المواهب، وتكوين علاقات تدوم مدى الحياة بين أفراد المجتمع.

وأوضحت أن «دعم المبدعين الشباب يقع في صميم مهمتنا، وتعزز مبادراتنا التعليمية المهارات الإبداعية لدى الأطفال مثل التواصل والعمل الجماعي والفهم الأدبي، مع توفير منصات لرواة القصص الناشئين، سواء من خلال الكتابة أو الأداء أو صناعة الأفلام أو فنون الوسائط المرئية المتعددة»، مشيرة إلى أنه «من خلال الاحتفاء بمواهبهم وإنجازاتهم، نمنحهم الثقة لمتابعة شغفهم، والإسهام في المشهد الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة».

وأضافت: «إضافة إلى رعاية المواهب المستقبلية، نحن ملتزمون بالحفاظ على التراث الأدبي الغني لدولة الإمارات، ومن خلال تعاوننا مع مجموعة مستخدمي ويكيميديا الإمارات، نقوم بإثراء المحتوى العربي الرقمي بلغات أخرى وتوسيع الموارد عبر الإنترنت حول المؤلفين العرب والشخصيات الثقافية والفنية»،.

لافتة إلى أن ورش العمل التي تقدمها المجموعة تهدف إلى تنمية مجتمعات مستدامة من منشئي المحتوى والباحثين في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع التركيز على أهمية دور المتطوعين في نقل معارفهم لتثقيف الآخرين بأهمية هذا العمل.