«المفتش فصيح».. حارس اللغة العربية الوفي في «زمن الرقمنة»

فقرات هادفة ومتنوعة يطل بها برنامج «المفتش فصيح» في دورته الرابعة على شاشة سما دبي، خلال شهر رمضان المبارك، تتمحور حول اللغة العربية الفصحى واستخداماتها في حياتنا اليومية، ليجذب بذلك البرنامج انتباه ومتابعة المشاهدين من مختلف الأعمار، من خلال ما يقدمه من تجارب وأفكار وأساليب مشوقة تُعرّف بقواعد اللغة العربية، ومنها النحو والصرف وطرق استخداماتها الصحيحة.

ويبرز «المفتش فصيح» في ظل التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر العولمة والتكنولوجيا، كأحد البرامج الرائدة التي تسعى إلى تقديم اللغة العربية بأسلوب يجمع بين الترفيه والتعليم، ما يجعلها قريبة من قلوب المشاهدين، خصوصاً النشء والشباب، ويسعى البرنامج إلى تعليم اللغة العربية وإعادة تقديم قواعدها بقالب كوميدي مشوق، بعيداً عن الجمود التقليدي الذي قد ينفر البعض من تعلمها أو استخدامها في الحياة.

«البيان» التقت مقدم البرنامج الإعلامي أيوب يوسف، الذي أكد أن «المفتش فصيح» ليس مجرد برنامج تلفزيوني عادي، بل هو مشروع ثقافي لغوي متكامل، يعزز حب اللغة العربية في النفوس، من خلال وسائل إبداعية متنوعة، إذ يعتمد على تقديم المعلومة اللغوية بأسلوب ترفيهي يدمج بين الدراما، والكوميديا، والرسوم المتحركة، ما يجعله جاذباً لكل أفراد المجتمع.

وأوضح أن البرنامج ينقسم إلى عدة فقرات، كل منها تحمل طابعاً مختلفاً، لكنها تشترك في هدف واحد يكمن في تصحيح الأخطاء اللغوية، وتقديم الفصحى بطريقة سلسة، وربط المشاهد العربي بجذور لغته من خلال أساليب مبتكرة وأفكار خلاقة.

وأكد أن برنامج «المفتش فصيح» يسعى إلى تجديد أساليب تعليم اللغة العربية، وإعادة تقديمها بطريقة حديثة تواكب العصر، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه اللغة العربية بسبب هيمنة اللغات الأجنبية، وتراجع استخدامها في الحياة اليومية، مشيراً إلى أن مثل هذه البرامج تحمل مسؤولية ثقافية وإعلامية لا تقل أهمية عن أي مشروع وطني آخر. وأضاف: «يسهم البرنامج في تعزيز حضور اللغة العربية الفصحى من خلال تقديمها بأسلوب سلس ومحبب بعيداً عن التعقيد الأكاديمي، ما يجعلها قريبة من الجيل الجديد.

ويتميز البرنامج بنكهة كوميدية وتجارب تفاعلية، ما يسهل وصول المعلومة وترسيخها في الأذهان، وتصحيح الأخطاء اللغوية المنتشرة، كما يساعد البرنامج المشاهدين على اكتساب مهارات لغوية دون الشعور بالإلزام أو الملل».

وأشار أيوب يوسف إلى أن «المفتش فصيح» حصل على جائزة محمد بن راشد للغة العربية في دورتها السابعة لعام 2023، وهو إنجاز يضع على فريق العمل مسؤولية مضاعفة الجهود للحفاظ على الجودة وتجديد المحتوى، مؤكداً أن فريق عمل البرنامج حريص على مواصلة الابتكار في الفقرات، حيث أضيفت فقرات جديدة مثل «خيمة فصيح» و«أبو العريف» لإضفاء مزيد من التنوع والمتعة والفائدة.

ولفت إلى أن التحضير للموسم الرابع مر بمراحل عدة، حيث بدأ الإعداد بفترة ورشة عمل استغرقت 3 أشهر، تلاها تجهيزات التصوير، والإضاءة، وتسجيل الأصوات، ثم مرحلة تنفيذ الحلقات والمونتاج، ليخرج البرنامج بأفضل وأبهى صورة ممكنة للجمهور، مضيفاً: «المفتش فصيح» تجربة فريدة تعكس كيف يمكن للمحتوى الترفيهي أن يكون وسيلة فعالة للحفاظ على اللغة العربية، وتعزيز الوعي الثقافي.

وأردف: «مع استمرار النجاح، يطمح فريق العمل إلى التوسع في تقديم نسخ أخرى من البرنامج، وربما إدخال تقنيات جديدة مثل الواقع المعزز، أو المحتوى التفاعلي الرقمي، لتصل رسالة «المفتش فصيح» إلى أكبر شريحة من الجمهور العربي».

فقرات

ويتضمن البرنامج فقرات عدة، هي: «العامي الفصيح»، وتهدف إلى تسليط الضوء على الكلمات المحلية ذات الجذور العربية الفصحى، ما يعزز ارتباط المشاهد بلغته، ويكشف عن ثراء اللهجات العربية، والفقرة «الدرامية» التي تدور داخل مكتب المفتش فصيح، حيث يتعامل مع أخطاء لغوية شائعة، ويعمل على تصحيحها بأسلوب تفاعلي مع نخبة من فناني العالم العربي، إضافة إلى فقرة «حيصوفة وفصيح» وهي كرتونية ممتعة، حيث تحاول شخصية «حيصوفة» تغيير الكلمات وإرباك «فصيح»، ما يؤدي إلى مواقف كوميدية تُبرز أهمية الدقة اللغوية، وفقرة «أبو العريف»، وهي تدور حول شخصية معلم رياضيات يدّعي أنه يعلم كل شيء، لكنه يجد نفسه في صراع لغوي مستمر مع فصيح، ما يخلق مواقف طريفة تحمل في طياتها رسائل تعليمية، وفقرة «أبو أسماء للأسماء».

حيث يتوجه الناس إلى هذا المكتب المتخصص لفهم معاني أسمائهم والحصول على أسماء لتسمية أطفالهم الجدد بعد أن يتعرفوا إلى معناها، ويجسد دور «أبو أسماء» الفنان القدير خليل الرميثي، وبمشاركة النجمة المصرية نشوى مصطفى، حيث يقدمان معلومات مفيدة في إطار درامي جذاب، كما يتضمن البرنامج فقرة «خيمة فصيح»، وهي عبارة عن تجمع فني لعدد من الفنانين في حديث فكاهي حول أصول بعض الأمثال العربية، مما يثري معرفة المشاهد حول الأمثال وفهمهم لها، وفقرة «قل ولا تقل»، وهي فقرة موجهة للنشء، تُعرّفهم إلى الكلمات الصحيحة في اللغة، إضافة إلى تقديم معلومات حول مسميات الحيوانات والتفرقة بين المذكر والمؤنث.

فريق العمل

ويعمل على إخراج البرنامج الإماراتي جمعة السهلي، المعروف بقدرته على المزج بين الكوميديا والمحتوى الثقافي، بينما يشارك في التمثيل مجموعة من نجوم الإمارات والعالم العربي، من بينهم عبدالله صالح، وإبراهيم سالم، وعيسى كايد، وعادل سبيت، وإبراهيم القحومي، وعبد الله الجفالي، وعبد الله مسعود، وهيفاء العلي، وجمعة علي، وإبراهيم استادي، وطلال محمود، وعبير الجسمي، إضافة إلى مشاركة عربية من نشوى مصطفى من مصر، وخليل الرميثي من البحرين، وحمد نجم من الأردن.