القراءة والمعرفة في مجتمع دبي.. عادة متأصلة

 مكتبة محمد بن راشد.. منارة ثقافية تحفز الأفراد على القراءة
مكتبة محمد بن راشد.. منارة ثقافية تحفز الأفراد على القراءة
 مبادرات ثقافية متنوعة في دبي تثري معارف الأجيال
مبادرات ثقافية متنوعة في دبي تثري معارف الأجيال

نجحت دبي في تحويل القراءة من شعار يتردد على الأسماع إلى واقع حقيقي ملموس، عبر مبادرات فعَّالة استطاعت أن ترسِّخ القراءة عادةً يومية في المجتمع، وأكدت بصورة عملية أنَّ تشكُّل الوعي لدى الأجيال الشابة هو المؤشر الصحيح إلى تلك المنجزات الثقافية، بعيداً عن التقارير السطحية الخالية من الإحصاءات التي تصرُّ دوماً على وصف المجتمعات العربية بأنها أقل الأمم حظاً في القراءة.


سعيد بن خرباش
سعيد بن خرباش

استراتيجية متميزة

وأكد الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والتصميم والآداب في هيئة الثقافة والفنون بدبي، لـ«البيان»، أنه تم اتباع استراتيجية متميزة في مجال القراءة بدبي تراعي تنوُّع ميول القرَّاء المختلفة، مشيراً إلى أن أفراد فِرَق المكتبات في دبي يحرصون دائماً على استعلام جمهور المكتبات عن نوع الكتب التي يحبون الاطلاع عليها.

وأوضح بن خرباش أنه منذ سنتين بدأ الاهتمام في مكتبات دبي العامة، ولا سيما مكتبة الصفا، بتوفير الكتب التي تُعنى بالفنون والتصميم، كما جرى التركيز على المراجع التي يحتاج إليها طلاب الجامعات، لافتاً إلى أن جمهور بعض المكتبات في دبي ينتمي إلى جاليات غير عربية ممن يودون تعلُّم لغة الضاد؛ ولذا تم توفير الكتب اللازمة لهم أيضاً.


أسماء المطوّع
أسماء المطوّع

منجزات واضحة

من جانبها، أكدت أسماء المطوّع، رئيسة ومؤسِّسة صالون «الملتقى الأدبي»، أن المبادرات الثقافية في الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً، استطاعت أن تحوِّل القراءة إلى عادة يومية لدى المجتمع، معربةً عن رفضها التام للتقارير التي تصف العرب دوماً بأنهم أقل الأمم قراءةً في العصر الراهن.

وقالت: «لا يوجد إحصاءات دقيقة تُثبت صحة ما تدعيه تلك التقارير، ومن ثم لا يمكن الحكم على مجتمع بكامله بلا أدلة ملموسة، أو الركون إلى النظرات التشاؤمية»، لافتةً إلى أن ظهور منجزات الكثير من الكتَّاب المبدعين في معارض الكتب والجوائز المختلفة في الإمارات هو دليل أكيد على أن المجتمع الإماراتي يحرص على القراءة بصورة واضحة.

شيخة المطيري
شيخة المطيري

تشكُّل الوعي

من جهتها، أوضحت الشاعرة شيخة المطيري، أمين السر العام لاتحاد كتَّاب وأدباء الإمارات، أن القراءة اليوم اختلفت عن صورتها النمطية القديمة، فلم تعد تعني أن نرى شخصاً جالساً يمسك كتاباً، وإنما اكتسبت معنى أعمق، مشيرةً إلى أن الفيصل في هذه القضية هو مدى تشكُّل الوعي.

وأكدت أن الطفل في الإمارات، بفضل مبادرات القراءة التي تسهم دبي في دعمها بشكل واضح، يدرك الكثير عن قضايا العالم من حوله، في حين قد لا يعلم غيره في بلاد أخرى أكثر مما في الموقع الذي يعيش فيه، موضحةً أنه لا بد من النزول إلى الميدان وملامسة الواقع من قرب؛ لأن هذا هو المؤشر الحقيقي إلى ممارسة المجتمع الإماراتي للقراءة.