«مقتنيات دبي» تثري «آرت دبي» بـ«أرضية مشتركة»

«مقتنيات دبي».. كنز حضاري
«مقتنيات دبي».. كنز حضاري

تشارك «مقتنيات دبي»، أول مجموعة فنية مؤسسية في المدينة تركز على الفن الحديث والمعاصر، في معرض «آرت دبي» الذي يقام في مدينة جميرا من 18 إلى 20 أبريل الجاري، وقد تم تخصيص يومي 16 و17 أبريل للعروض التمهيدية.

«البيان» التقت بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لـ«آرت دبي»، للحديث عن مشاركة «مقتنيات دبي» في الحدث وتقديمها معرض «أرضية مشتركة»، حيث أكدت أن دبي تتميز ببنية تحتية ثقافية تضعها في موقع الريادة على الساحة الفنية العالمية.

وخلال المقابلة، قالت بينيديتا غيون: يعتبر هذا العام نقطة تحول. يمثل معرض «أرضية مشتركة» المرة الأولى التي تُستخدم فيها مجموعة دبي كمنصة بحثية، حيث تدعو طلاب جامعة زايد لتقديم مشروع تعاوني تطوّر على مدار فصل دراسي كامل.

لم يكن المشروع محاكاة، بل تفاعل الطلاب مع المجموعة كمورد حيّ؛ بحثوا، وفسّروا، وفي النهاية ابتكروا عرضاً يعكس تفكيرهم التنظيمي الخاص. شكّلت المجموعة دراسة حالة رئيسية ومورداً تنظيمياً طوال فترة دراستهم.

حيث أتاحت لهم الوصول إلى مجموعة واسعة من الأعمال الفنية التي تمتد من عام 1949 إلى عام 2024. وبعد عملية مراجعة دقيقة من قبل اللجنة التنظيمية للمجموعة، تم اختيار أحد المقترحات لتطويره وعرضه في معرض آرت دبي، بناءً على قوته الإبداعية وإمكاناته للحضور أمام الجمهور.

إنها تجربة تعاونية تفتح آفاقاً جديدة للأصوات والمنظورات، ونحن فخورون للغاية بالنتائج التي حققتها شمسة القبيسي ومريم الزعابي وسارة السليماني تحت إشراف المستشارتين القيمتين ندى شبوط وماغالي أريولا.

وأضافت بينيديتا غيون: تكمن قوة معرض «أرضية مشتركة» في نهجه. لم يرث الطلاب مفهوماً تنظيمياً، بل قاموا ببنائها بأنفسهم، مستلهمين أفكارهم من مقتنيات المجموعة.

ارتكز تفكيرهم على البحث، لكن بدافع الفطرة، والنتيجة معرض يتتبع مواضيع إنسانية مشتركة؛ الذاكرة، والانتماء، والمكان. ما يميز هذا المعرض تحديداً هو أنه يتيح لنا رؤية المجموعة الفنية من منظور جديد، يشكله جيل شاب يقدم تفسيراته وأسئلته الخاصة.

يُظهر المعرض كيف يمكن لمجموعة فنية عامة أن تكون أرشيفاً حياً، منفتحاً على أصوات جديدة، وقادراً على توليد حوار ثقافي مستمر.بالتوازي مع ذلك، تقدم مقتنيات دبي هذا العام سلسلة «محادثات آرت دبي الحديثة» و«محادثات المقتنين»، موفرة بذلك منصة إضافية للنقاش والمشاركة النقدية في إطار التزامنا بالبحث العلمي.

وأكدت بينيديتا غيون: تعد الشراكة مع جامعة زايد تطوراً محورياً في مسيرة «مقتنيات دبي»، إذ تفتح هذه الخطوة مساراً أكاديمياً جديداً ضمن برامجها، يبرز كيف يمكن الاستفادة من المجموعة كمنصة بحثية منظمة، تسهم في تطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل الفني لدى الطلاب، وتعزز دور المجموعة كجسر يربط بين الفنون والتعليم والمجتمع.

على الصعيد العملي، تُعزّز نسخة هذا العام أيضاً النموذج الهجين لمجموعة دبي، الذي يجمع بين المعارض المادية والمتحف الإلكتروني، الذي يواصل نموه كمورد يُمكن للجمهور الوصول إليه في أي مكان وفي أي وقت.

يسمح هذا للمجموعة بالوصول إلى جمهور أوسع، ويُعمّق البُعد البحثي وراء كل عمل فني وفنان وراعٍ، محققاً بذلك هدفها الرئيسي المتمثل في إلهام سكان دبي وزوارها.

وأردفت: الرسالة الأساسية التي نرغب في إيصالها هي أن بناء البنية التحتية الثقافية هو عمل مستمر ويتطلب تخطيطاً وجهداً مقصوداً، فالمجموعات الفنية العامة لها أهمية كبيرة، لأنها تعكس قيم المدينة، ومن تستمع إليه، وما تختار أن تتذكره وتوثّقه للأجيال القادمة. ويعد «أرضية مشتركة» مثالاً رائعاً على هذه الرؤية، حيث يثبت أن المجموعة الفنية مصممة للتفسير والمشاركة.

وتُظهر كيف يُمكن للتعاون بين الحكومة والمؤسسات الثقافية وشركاء التعليم أن يُسفر عن شيء ذي معنى حقيقي. بالنسبة لنا في مجموعة آرت دبي، يعكس هذا التزامنا الأوسع ببناء منصات شاملة، متطلعة للمستقبل، ومتجذرة في هوية دبي بوصفها مركزاً ثقافياً عالمياً.