تُشكل المعرفة إحدى أبرز ركائز المنظومة الثقافية والإبداعية في دبي، وأداة فعّالة في تطور مجتمعها، وتحرص الإمارة على نشر المعرفة عبر مبادراتها النوعية الداعية إلى تشجيع المبدعين والمؤلفين على تقديم إنتاجات فكرية ترتقي بالوعي.
وتسعى دبي التي تحتفي في 23 أبريل من كل عام باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف - من خلال تشريعاتها القانونية وتفرد بيئتها الإبداعية - إلى حفظ حقوق المؤلفين وتحفيزهم على مواصلة إنتاجهم الفكري والمساهمة في دعم اقتصادها الإبداعي.
وتبدي هيئة الثقافة والفنون في دبي عبر مشاريعها الثقافية المتنوعة، التي تندرج تحت مظلة استراتيجية جودة الحياة في دبي، اهتماماً كبيراً بالمؤلفين وأهل الفكر والأدب وصناع الإبداع، من خلال دعمهم وتمكينهم من تطوير مهاراتهم والتعبير عن إمكانياتهم المتنوعة.
برنامج
وفي هذا السياق، تقدم الهيئة ضمن «منحة دبي الثقافية»، برنامج «تعزيز حضور المواهب الأدبية المحلية» الذي تنظمه بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للآداب، وتعمل من خلاله على ربط المواهب الإماراتية بالمهرجانات الأدبية الدولية، وتوفير منصة للكتاب والشعراء تمكنهم من إبراز حضورهم على الساحة الثقافية العالمية، كما تساهم «دبي للثقافة» سنوياً من خلال مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي يُعد أكبر مهرجان أدبي في العالم العربي ويقام بشراكة استراتيجية مع الهيئة، في تمكين 46 كاتباً من الرواد والناشئة من المشاركة في الحدث، إلى جانب رعايتها لمحور «بالإماراتي» الذي يطل سنوياً بسلسلة تجارب إبداعية وثقافية نوعية تحتفي بإنتاجات المثقفين الإماراتيين الأدبية، وتشجعهم على التفاعل وتبادل الخبرات والأفكار مع نظرائهم من أهل الثقافة والفكر وضيوف المهرجان، ما ينعكس إيجاباً على المشهد الثقافي المحلي. وتسعى «دبي للثقافة» عبر منحة «متحف الاتحاد للأبحاث» السنوية إلى تحفيز الباحثين على التعمق في تاريخ دبي وتراثها الثقافي واستكشاف الهوية الإماراتية من خلال أرشيف متحف الاتحاد.
عوالم
وبهدف إثراء المخزون المعرفي لكافة أفراد المجتمع وفتح آفاقهم على عوالم القراءة، تنظم دبي للثقافة سنوياً صندوق القراءة الذي يتميز بجلساته المعرفية والتعليمية والترفيهية المتنوعة، حيث تشكل هذه المبادرة جزءاً من التزام دبي للثقافة بدعم الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2016 – 2026 الرامية إلى ترسيخ القيم الثقافية في المجتمع، ودعم كافة مجالات الثقافة من فنون وآداب.
كما تعقد شهرياً مبادرة حديث المكتبات وتهدف إلى مد جسور التواصل بين المبدعين وجمهورهم، وتعزيز مساهماتهم في إثراء مشهد دبي الثقافي، فيما توفر دبي للثقافة لرواد مشروعها مدارس الحياة وأعضاء نوادي القراءة مساحة واسعة لمناقشة العديد من الكتب وأحدث الإصدارات الأدبية والفكرية، كما تحرص الهيئة على تنظيم معرض الكتاب المستعمل الهادف إلى تشجيع الأجيال القادمة على الاهتمام بالكتاب وإعادة تدويره.
منصة
في المقابل، تقدم الهيئة سنوياً عبر منصة تعبير التي تجمع تحت مظلتها كلاً من الملتقى الرقمي للنشر، والطاولة الأدبية، وملتقى تعبير الأدبي أجندة غنية بورش العمل الأدبية والجلسات النقاشية والحوارية المتنوعة التي تتناول العديد من القضايا المتعلقة بالشعر والأدب والرواية والقصة القصيرة وغيرها، كما تسهم في تفعيل التواصل بين الكتاب والأدباء والشعراء، وتسليط الضوء على أفكارهم وتجاربهم وتطلعاتهم المختلفة للقطاع الثقافي والإبداعي.