جمع منتدى الثقافة والإعلام والرقمنة في موسكو، خبراء من روسيا ودول مجموعة بريكس+ والدول العربية، بهدف تعزيز التعاون الدولي من خلال الصناعات الإبداعية والإعلام الجديد. وشكّل المنتدى الذي امتد على مدار يومين، منصة فريدة لمناقشة كيف يمكن للسينما ووسائل الإعلام الرقمية أن تكون جسراً ثقافياً يتجاوز الحدود ويجمع بين الشعوب عبر الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
سلّط المنتدى الضوء على دور الثقافة كقوة تجمع بين الأمم، من خلال استعراض كيفية تأثير الصناعات الإبداعية في بناء جسور التواصل بين مختلف المجتمعات. وتجلت العلاقة المميزة بين روسيا والدول العربية عبر مناقشات ركّزت على أهمية السينما كوسيلة تعبير ثقافي وإطار للتبادل الحضاري.
أبرزت الجلسات السينما كجسر أساسي يتيح لصانعي الأفلام من روسيا والدول العربية استعراض قصصهم وقضاياهم أمام العالم، متجاوزين حاجز اللغة والثقافة. وقد تطرّق النقاش إلى دور المهرجانات السينمائية مثل مهرجان موسكو السينمائي الدولي ومهرجان دبي السينمائي الدولي، كمنصات للتعاون الثقافي، حيث تُكتشف المواهب وتُعرض الهوية الفريدة لكل دولة.
كما ركز المنتدى على أهمية الإعلام الجديد كمنصة تتيح حواراً دولياً بين روسيا والدول العربية، وتساعد على بناء جسور ثقافية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات والمحتوى المرئي، مما يمكّن الشعوب من تبادل الأفكار والتعرّف على تنوع الثقافات.
شهد المنتدى الأول "الثقافة والإعلام والرقمنة" حضور أكثر من 70 متحدثاً من أنحاء العالم، من ضمنهم نخبة من المخرجين، والمختصين في الإعلام الرقمي، ومبدعي التكنولوجيا، مما أسهم في توسيع نطاق النقاش حول مستقبل الصناعات الإبداعية وتأثيرها في المجتمع العالمي.
أبرز موضوعات البرنامج
تضمّن برنامج المنتدى خمسة محاور رئيسية، ركّزت على مختلف جوانب الاقتصاد الرقمي والإبداعي: الاقتصاد الجديد للإعلام – مناقشة تطور الاقتصاد الرقمي في الإعلام. ومنصات التواصل الحديثة – استعراض أثر المنصات الجديدة في التواصل العام. والذكاء الاصطناعي ككاتب مشترك – بحث دور الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإبداعي. والسينما والإعلام الرقمي – فهم التداخل بين السينما والإعلام الرقمي. والعوالم الافتراضية والألعاب الإلكترونية – تناول نمو ألعاب الفيديو والمساحات الافتراضية والرياضات الإلكترونية.
متحدثون رئيسيون
ضم المنتدى قائمة متميزة من المتحدثين البارزين، منهم: أمير كوستوريكا، مخرج سينمائي شهير، حائز جائزة السعفة الذهبية مرتين. وأوليفر ستون، مخرج وكاتب ومنتج أمريكي حائز على ثلاث جوائز أوسكار. ولوك بيسون، مخرج ومنتج وكاتب فرنسي مشهور.
كما شارك عدد من الخبراء من الدول العربية، من بينهم: لوبو سيوس، مقدم برامج من دبي. وأمير رضا، مدير تحليل الأفلام في تلفزيون إيران. وعلي الزكري، رئيس قسم التحرير الإلكتروني في صحيفة البيان في دبي. وعلا الشافعي، رئيسة تحرير صحيفة اليوم السابع في مصر. ونبيل الجبيلي، صحفي لبناني.
مستقبل الاتصال
تناولت إحدى الجلسات الرئيسية التحديات التي تواجه وسائل الإعلام الحديثة في بناء حوار مثمر. وتطرّق المتحدثون إلى مفارقة العصر الرقمي، حيث أدت زيادة الاتصال الرقمي إلى عزلة اجتماعية غير مسبوقة. كما ناقشوا الحاجة إلى تطور الإعلام الجديد ليسهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتخطي حواجز المعلوماتية.
وأكد منتدى الثقافة والإعلام والرقمنة في ختامه على الإمكانات الإيجابية الهائلة التي تحملها المنصات الرقمية لدعم التبادل الثقافي وتعزيز التواصل الإنساني. وقد برزت موسكو كعاصمة ثقافية نشطة، ملتزمة بتعزيز الحوار العالمي وتطوير الصناعات الإبداعية لتكون أداة للترابط بين الثقافات.