تسعى المؤسسات والهيئات الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة عبر منح التصميم إلى تشجيع الإبداع المشترك والتصميم حسب الطلب بين الفنانين الناشئين، والشركات الصغيرة والمتوسطة التي تركز على جوهر التصميم وتشجيع الموهوبين على تنمية وصقل مهاراتهم.
وتقدم المنح فرصاً تدريبية شاملة وتعاوناً مشتركاً مع متخصصين، وتمهد الطريق لإنشاء علامات تجارية رائدة في المستقبل بالمنطقة وحول العالم، بهدف إثراء وتمكين الصناعات الثقافية الإماراتية، ودعم المصممين الشباب.
برنامج تدريبي
وفي سياق متصل بفرص المنح للمواهب المحلية تمكنت 3 إماراتيات من الحصول على منحة في برنامج تدريبي في مدرسة ليكول الشرق الأوسط في حي دبي للتصميم خلال شهر سبتمبر الماضي تحت رعاية ودعم الدورة الرابعة من منحة التصميم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون 2024.
ومن خلال هذه التجربة الغامرة، سيتسنى لهن حضور دورات يقدمها معلمون محترفون وحرفيون مرموقون في صناعة المجوهرات الراقية في هذه المؤسسة الفريدة المكرسة لمشاركة ثقافة وتصميم المجوهرات مع الجمهور، وتغطي تاريخ المجوهرات، وعالم الأحجار الكريمة، وفنون وتقنيات صناعة المجوهرات.
هوية ثقافية
وحول أهمية المنح والجوائز التدريبية التي تطرحها المؤسسات الثقافية والفنية في الدولة وتأثيرها على دعم مسيرتها الأكاديمية والمهنية في مجال التصميم تؤكد شمة الحمادي والتي حصلت على منحة التصميم عن مشروعها «الدانة والخواصة» أن المنحة:
كانت ذات تأثير كبير في دعم مساري في المجوهرات، فقد منحتني مجموعة أبوظبي فرصة لا تقدر بثمن لتطوير مهاراتي وتوسيع معرفتي في مجالات التصميم. أشعر بالفخر والشرف بالحصول على هذه المنحة.
حيث أتاحت لي المجال للاستمرار في أعمال فنية مبتكرة، ما ساهم في تعزيز الفرح الذي شعرت به عند حصولي على هذه المنحة، كان أكثر من مجرد إنجاز شخصي؛ بل كان شعوراً عميقاً بالانتماء، وكأنني استطيع من خلالها رد الجميل في رؤيتي الفنية ودعمي في تقديم تصاميم تعكس الهوية الثقافية بشكل مبدع.
أصالة التوازن
وأضافت شمة: إن من أهم النصائح التي تلقيتها كانت التركيز على التفاصيل الصغيرة التي تعكس الأصالة، والاهتمام بالتوازن بين التراث والحداثة في التصميم، بالإضافة إلى الحرص على توصيل رسالة فنية عميقة تجعل من يشاهد التصميم يشعر بالاتصال الشخصي بالتراث من خلال التصميم المستوحى من التراث الإماراتي العريق، ويهدف إلى الدمج بين الماضي والحاضر، مع التركيز بشكل خاص على أهمية الحرف.
التقليدية
وتوضح شمة: أن تصميم مشروعها «الدانة والخواصة: يعكس جمالية حرفة الخوص»، وهي من أهم الحرف اليدوية التي اعتمد عليها الأجداد لكسب لقمة العيش بطرق متعددة، حيث كانت ضرورية للحياة اليومية وللفن في آنٍ واحد.
أما «صيد اللؤلؤ»، فقد كان جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإمارات ومصدراً مهماً للاقتصاد، حيث يرمز إلى الجمال والثروة. كل جزء من التصميم يبرز هاتين الحرفتين، وحرصت على أن يشعر الناس عند النظر إليه بأنه يحمل جوهراً عميقاً وجميلاً يمثل تراث الإمارات ويعكس جمالية الماضي.
تجربة احترافية
ومن جانبها، أشارت عليا الزعابي التي وصلت إلى التصفيات النهائية ضمن منافسات المنحة: إن مشاركتها ضمن فعاليات المنحة كانت دافعاً لها لاكتشاف ذاتها في مجال تصميم المجوهرات وإعادة تقييم إمكانياتها في سبيل تحقيق حلمها في تأسيس علامة تجارية إماراتية لتصميم المجوهرات الراقية.
ومن خلال الخبراء والقيمين على برنامج الجائزة اطلعت على الكثير من المعلومات المتخصصة والحرفية أيضاً حول طبيعة الأحجار وأنواعها وأشكال تقطيعها حتى أضيفها في تصميمي بشكل يدعم الفكرة من حيث تدرج الألوان والقطع والزوايا وغيرها من المجهود الاحترافي الفردي الذي اتبعته ليكون تصميمي ضمن قائمة التصاميم المرشحة للفوز بالمنحة.
زهرة الكركديه
وعن طبيعة التصميم الذي تقدمت به للفوز بالمنحة، أكدت عليا إن: التصميم مستوحى من زهرة شجرة الكركديه، حيث إن شاي هذه الشجرة معروف بفوائده الصحية. هذه الشجرة لديها عدد قليل من الأزهار مما يجعلها مميزة.
والزهرة تتميز بتدرج لوني فريد من نوعه من الأحمر الداكن إلى الوردي أيضاً، رؤيتي للقلادة هي دمج أسلوب فان كليف أند آربلز المعروف بقطعة مستوحاة من الزهور.
لإضافة لمسة خالدة ورومانسية إلى التصميم المستوحى من هذه الزهرة، القلادة مصنوعة من طوق من الذهب الأبيض كقاعدة للقلادة لتبدو فاخرة. أما الزهور مصنوعة من حجر الياقوت بتدرج كامل من الأحمر الداكن إلى الفاتح والوردي لمحاكاة لون بتلات الكركديه وإضافة طبقة إضافية من الأناقة. أعتقد أن التباين بين بريق الماس وثراء الياقوت سيجعلها قطعة فنية راقية.
..