تعد نهى مطر نموذجاً للفنانة متعددة المواهب، حيث تتأرجح بين عوالم الكتابة والترجمة والفنون التشكيلية، وتنسج من هذه المجالات المختلفة تجربة إبداعية غنية تعكس شغفها العميق بالفن والأدب. تحمل نهى شهادة الماجستير في الترجمة التحريرية والشفوية من الجامعة الأمريكية بالشارقة، ولكن شغفها لم يتوقف عند حدود الترجمة، بل امتد ليشمل الكتابة، حيث تعتبرها وسيلة لترجمة المشاعر والأفكار، إلى جانب شغفها في الفنون التشكيلية، حيث طورت نفسها في هذا المجال عبر التدريب والممارسة المستمرة.
«البيان» التقت الفنانة نهى مطر، لتتحدث عن بداياتها، وتأثير الفنون المختلفة على تجربتها الإبداعية، والتحديات التي واجهتها، إلى جانب طموحاتها المستقبلية التي تجمع بين الأدب والفن والترجمة.
تمتلك نهى مطر موهبة متعددة الأوجه، تجمع بين شغفها بالترجمة، عشقها للكتابة، واهتمامها العميق بالفنون التشكيلية، ما يمنح تجربتها الإبداعية طابعاً خاصاً يمزج بين اللغة والصورة، وبين الحرف واللون. درست الترجمة وحصلت على شهادة الماجستير بامتياز من الجامعة الأمريكية بالشارقة، حيث قدمت أطروحة بعنوان «ترجمة اللهجة الإماراتية في النصوص المسرحية»، كما عملت كمترجمة لسنوات، وساهمت في نقل المعرفة من خلال ترجمتها لعدة كتب متخصصة.
أما الكتابة، فتراها نهى مطر وسيلة لترجمة الأحاسيس والأفكار، حيث تمزج بين الواقع والخيال في نصوصها، مع حرصها الدائم على استخدام لغة أنيقة تجذب القارئ. أما حبها للفن، فقد بدأ منذ الطفولة، وتطور عبر ورش تدريبية ودورات مكثفة، ليصبح الرسم والديكوباج جزءاً أساسياً من رحلتها الفنية.
انطلقت الفنانة في عالم الفن منذ أيام الدراسة، حيث شاركت في الأنشطة المدرسية المختلفة، سواء في الكتابة أو الرسم، ثم واصلت تطوير مهاراتها عبر التدريب والممارسة. جذبها فن الديكوباج لما يمنحه من إمكانية تحويل الأشياء العادية إلى أعمال فنية مبهرة باستخدام خامات بسيطة، وقد حرصت على مشاركة هذا الفن مع الآخرين عبر ورش تدريبية تسعى من خلالها إلى نشر مفهوم أن «الفن للجميع».
كما تأثرت بالفنان التشكيلي السوري وليد توفيق، الذي دربها على استخدام تقنيات الرسم المختلفة، وألهمها لتطوير أسلوبها الفني. ورغم عدم انتمائها إلى مدرسة فنية محددة، إلا أن شغفها بالتفاصيل جعلها تميل إلى رسم المصوغات الفضية والذهبية، لما تحمله من دقة وتباين بين الضوء والظل.
تجد نهى مطر في تنظيم الوقت أكبر التحديات التي تواجهها، خاصة مع تعدد اهتماماتها بين الترجمة، الكتابة، والفن. لكنها طورت استراتيجيات لإدارة وقتها، مثل وضع جداول زمنية دقيقة، وتدوين أفكارها أولاً قبل بدء التنفيذ.
ورغم هذه التحديات، تواصل رحلتها الإبداعية، حيث تعمل حالياً على مجموعة قصصية جديدة بالتعاون مع الروائية السودانية سلمى النور، إضافة إلى مشروع ترجمة تأمل إتمامه قريباً. تحلم نهى مطر بإنشاء فضاء إبداعي يجمع الفنانين، حيث يمكنهم العمل وعرض أعمالهم في بيئة ملهمة.
كما تسعى إلى ترسيخ مفهوم أن الفن متاح للجميع، وليس حكراً على النخبة، وهو ما تعكسه تجربتها في تقديم ورش العمل التي تمزج بين الإبداع والمتعة. بهذه الروح الطموحة، تواصل نهى مطر نسج حكاياتها بين سطور الكتب ولوحات الألوان، مؤكدة أن الإبداع لا يعرف حدوداً، بل هو رحلة مستمرة تتجدد بتجدد الشغف والاكتشاف.