تنساب المنسوجات وقطع الأثاث والديكور إلى جانب العديد من اللوحات الفنية والشجر، والزرع الندي بين أروقة «داون تاون دزاين»، المقام ضمن الحدث الرئيسي لأسبوع دبي للتصميم، والمعروف بأنه أهم معارض التصميم المعاصر والراقي في المنطقة.
ويعرض أحدث المجموعات والمنتجات المبتكرة وحلول التصميم من قبل العلامات التجارية، والشركات المصنعة البارزة من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى مجموعة من المفاهيم الإبداعية المؤقتة، والمنشآت وفعاليات التواصل.
وفي النسخة الخامسة من معرض المصممين الإماراتيين، الذي يحظى بدعم من هيئة دبي للثقافة والفنون، توجد أعمال لمصممين وفنانين إماراتيين ناشئين، حيث يأتي هذا العام تحت شعار «إلهام الناس الهدوء والاستمتاع بلحظاتهم».
«البيان» التقت عدداً من المشاركين في المعرض، حيث أشار عمر فريد القرق، القيم الفني لمعرض مصممي الإمارات إلى أن المعرض يضم ما يقارب 33 مصمماً ومصممة يعرضون إبداعاتهم للحضور، كل منها صمم بألوان وأشكال مختلفة، موضحاً أن في الدورات السابقة كان بعض المشاركين لا يتقنون عمليات مزج وإدخال الألوان المرحة والمتنوعة، إلا أن هذا تم تلافيه خلال هذه النسخة، بالتعاون مع المصممين المشاركين.
وأوضح أن معرض دبي للتصميم بدأ منذ 10 سنوات، أما بالنسبة للمعرض الإماراتي فهو يقام للسنة الخامسة على التوالي، وفيه العديد من المنتجات الجديدة والمبتكرة، أو التي تستخدم عادة في البيوت، لكنها مقدمة بطرق تقنية وفنية جميلة، ليتم عرض أكثر من 28 قطعة متنوعة مصنوعة من الخشب، والحبال، والبلاستيك المعاد تدويره، وأحجار الكونكريت، والتربة المضغوطة.
الفنانة الإماراتية، حصة الكندي، تشارك للمرة الأولى في المعرض، مصممة ديكور وغرافيك، ولديها الاستوديو الخاص بها، قالت: «أفتخر بأني إماراتية، وهذا الفخر يدعوني دائماً لأن أظهر للناس من مقيمين أو زائرين كل الأمور والأشياء المخبأة في البيوت القديمة، والتي لم تعد تستعمل في أيامنها هذه، بالإضافة إلى التركيز أيضاً على كل ما له علاقة بتراثنا الجميل وهويتنا الأصيلة».
وأشارت إلى أنها استوحت عملها الفني من قصص جدتها، التي كانت تعيش في منطقة الشندغة في دبي، ودائماً ما كانت تحكي لها عن البيت القديم والأثاث، والأدوات العديدة المستخدمة في ذلك الوقت من بينها «الشبرية»، التي كان ينام عليها جدها، وهي عبارة عن سرير مسطح مصنوع من الخشب، وأدوات بسيطة جداً في الماضي، وكان يعد محظوظاً من يمتلك واحدة عوضاً عن النوم على الأرض.
وأضافت الكندي: «بقيت مع جدتي أحاول أن أعرف شكل «الشبرية» فرسمتها لي من ذاكرتها، وكان التحدي الخاص بي أن أبحث عن هذه القطعة من الأثاث، ومما كانت تصنع لأبدأ العمل على نسختي الخاصة منها، وأحضر أثاث الشندغة إلى الحاضر، وصنعتها بشكل مختلف، بحيث لا تكون فقط عبارة عن فراش مسطح، بل صنعت لها ظهراً لتكون بمثابة كرسي طويل للجلوس.
ووضعت عليه قطعة من القطن كمسند للظهر، والأساس مصنوع من الحبال المجدولة، والتي كانت تستخدم في السابق في صناعة السفن، وتعمدت أن أجدل تلك الحبال، التي تشبه حكايات جدتي المجدولة، والمحبوكة عن الماضي، وفي نهاية الطرف الآخر من المقعد أرخيت الجدائل، وأبقيتها مفتوحة كدلالة على أن القصص القديمة لم تنتهِ بعد، وهناك الكثير ليحكى وينقل».
الفنانة الإماراتية، أنوار عبد الله، تشارك في المعرض للمرة الأولى بمشروع «مزهر» المشتقة من كلمة الزهور والعطر، موضحة: «إننا عادة ما نربط الرائحة بالحنين للماضي»، لذا أحببت أن يرتبط هذا الشكل بمدخنة معاصرة يوضع فيها البخور، وهي مستوحاة من المبخرة الإماراتية التقليدية، ولكنها تتخذ شكل «السدو»، وتأتي منها قطعتان متناسقتان، مما يتيح للمستخدم خلط أكثر من نوع من البخور، مضيفة:
«هذا ما نحب فعله في أغلب الأحيان بسبب عشقنا للعطور والروائح الطيبة، فأتحت المجال لأن تكونا مبخرتين عوضاً عن واحدة، فهذا أضاف جمالاً على التصميم وابتكاراً في الاستخدام، وعلى جوانب المبخرة التي تتخذ شكل السدو توجد فتحات خاصة لظهور البخور والرائحة العطرة».
استخدمت أنوار الخشب، وداخل كل تصميم توجد قطعة واحدة من المعدن لوضع الفحم، الذي يعمل على حرق البخور لتنتج عنه رائحته الزكية، واستغرق العمل فيهما ما يقارب 8 شهور، وقالت: «عندما انضممت للمعرض أجريت بعض التغييرات بمساعدة القيم الفني.
بحيث تم تغيير الخشب من اللونين الأبيض والأسود، وحافظنا على لون الخشب الطبيعي، كما تم تعديل الأطراف الجانبية من حادة إلى مستديرة بعض الشيء، واستغرقت التعديلات ما يقارب الأسبوعين لتبدو بشكلها النهائي، الذي رضيت عنه تماماً وأفخر بتقديمه».
الفنانة الإماراتية، نورة السركال، تشارك بقطعة فنية بعنوان «تنسج» وهي لسجادة كبيرة شاركت في إنجازها، استوحتها من النساء النساجات في المغرب اللاتي يصنعن السجاد، ويقمن بعمل ذلك بالكامل بدءاً من تلوين الصوف بألوان طبيعية 100 %، مروراً بنسج الخيوط، وانتهاء بالوصول إلى هذه التحفة الفنية.
5 سيدات شاركن في حياكة هذه السجادة اللوحة، وهي تدعونا للنظر عن كثب لطريقة غزل تلك العقد من قبل عدة سيدات يتواصلن مع بعضهن بعضاً بطريقتهن الخاصة، ليتممن هذا العمل بروح الفريق الواحد، وهي بمثابة غزل قصة أو كتابة حكاية من خلال كل عقدة من تلك الخيوط، يتوسطها خيط أحمر طويل دلالة على التواصل بين الشعوب والأفكار والمجتمعات المختلفة.