قمة المعرفة تستشرف أبعاد التطورات التكنولوجية وأثرها على مستقبل البشرية

تضمّن برنامج قمة المعرفة 2024 في يومها الأول جدولاً حافلاً بالجلسات النقاشية التي استضافت نخبة من رواد الفكر والقادة وصنّاع القرار، الذين تناولوا أحدث المواضيع المختصة بالأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتطوير المهارات القيادية وسبل توظيف التكنولوجيا المتقدمة لخدمة المجتمعات.

وقدمت جلسة بعنوان «وجدان الخوارزميات: ترقية الذكاء العاطفي لدى الذكاء الاصطناعي»، قدمتها كيندال بارمار، الشريكة المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة أنتابد إيه آي، تصوراً شاملاً حول تبنّي الذكاء الاصطناعي والتعمق فيه، وسبل التعايش بين البشر وأنظمة الذكاء الاصطناعي، والإدراك فوق المعرفي للذكاء الاصطناعي.

ترفيه ورعاية صحية

وأشارت بارمار إلى أن الذكاء العاطفي لدى الذكاء الاصطناعي سيحدث تحولاً كبيراً في حياتنا اليومية بحلول عام 2030، حيث سيدخل في مختلف جوانب الحياة، بدءاً من العمل والتعليم وصولاً إلى الترفيه والرعاية الصحية وغيرها من الجوانب.

واستعرضت عدداً من أدوات الذكاء الاصطناعي التي تستخدم لتعزيز الذكاء العاطفي لدى المستخدمين وتحسين مهارات التفاعل الاجتماعي عبر تكوين علاقات افتراضية تحاكي العلاقات الحقيقية.

وبينت جلسة «كيف تصبح القائد الذي ترغب في العمل معه؟»، التي قدمتها ماريا هاغو، مؤسِّسة شركة ترانسفورم 8، أهم الخصائص والمهارات التي تجعل من الفرد قائداً حقيقياً في عصر يتسم بالتغير المستمر، وقدمت بعض الأمثلة والنماذج القيادية الملهمة الذين استطاعوا التغلب على التحديات المختلفة بالاعتماد على حس المسؤولية والرغبة المستمرة في التطوير والابتكار وأخذ زمام المبادرة.

وأوضحت هاغو أن القائد الواعي هو من يضع الإنسان في مقدمة أولوياته ويحرص على مراعاة الجانب النفسي في بيئة العمل، واستشهدت بدراسة صادرة عن جامعة أكسفورد حول مؤشر الرفاهية في العمل، التي شملت أفضل 100 شركة في الولايات المتحدة الأمريكية، وأثبتت أن بيئات العمل الناجحة هي التي تتبنى مبدأ الرفاهية، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الإنتاجية.

وناقشت جلسة «الأمن السيبراني: كيف نحمي وجودنا الرقمي»، من خلال مقدمتها ليزا فورته، خبيرة الأمن السيبراني، العلاقة ما بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وكيفية بناء أنظمة وبنى تحتية للأمن السيبراني قابلة للإصلاح الذاتي، وتطرقت إلى ضرورة اتباع أفضل الممارسات لضمان الخصوصية والأمان عند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية.

تقييم وتجربة

وأوضحت أن منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام تلجأ إلى الذكاء الاصطناعي للكشف عن الحسابات المزيفة من خلال أدوات تقييم خاصة تهدف إلى تحسين تجربة المستخدمين، وحمايتهم من محاولات الاختراق، مبينةً أن التزييف العميق هو واحد من أخطر التطبيقات السلبية للذكاء الاصطناعي، حيث يُمكّن من إنشاء صور وفيديوهات مزيفة يصعب كشفها، وأكدت أن المخاطر المصاحبة للذكاء الاصطناعي تفرض ضرورة التعامل معه بحذر لضمان حماية الأفراد والمؤسسات من التحديات المستقبلية.

وتناولت جلسة «استكشاف المهن في عصر الذكاء الاصطناعي»، التي قدمها علاء دلغان، المدير التنفيذي لشركة كوغنت دي إكس، المهن الجديدة التي سيفرضها الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، وبين أهمية الاستعداد للموجة الجديدة من الوظائف المرتبطة بصورة مباشرة أو غير مباشرة بهذه التقنية المتقدمة.

وأشار دلغان إلى أنه من المتوقع أن يحدث الذكاء الاصطناعي تحولاً جذرياً في سوق العمل في المستقبل، حيث سيغير شكل الوظائف وسيؤثر على الكثير من المهن، خاصة تلك التي تعتمد على المهام الروتينية والمكررة، في حين أن المهن التي تتطلب الابتكار والإبداع سيكون من الصعب على الذكاء الاصطناعي أن يحل محلها.

تحسين الإنتاجية

ونوه دلغان بأن الذكاء الاصطناعي سيفرض العديد من الوظائف الجديدة في المستقبل، مثل «مهندس أخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، الذي سيعنى بضمان الاستخدام الآمن والأخلاقي لهذه التكنولوجيا، مما يتطلب من الشركات والأفراد مواكبة هذا التغير السريع في بيئة العمل، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية واختصار الزمن والتكلفة.

وتحدثت جلسة «تقبُّل الجانب الممل من الذكاء الاصطناعي» من تقديم كال الضبيب، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في شركة «فيرذر»، عن محاذير استعمال الذكاء الاصطناعي عند التعامل مع البيانات والمصادر، إذ يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في التعرف على المصادر الموثوقة، وعندما تفتقر البيانات إلى التنوع والعمق، يصبح من المستحيل عليه استخراج المعلومات بدقة وفعالية.

واستعرضت الجلسة بطاقة التعريفات الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وهي مشابهة لبطاقات التغذية في المواد الغذائية، حيث توفر معلومات واضحة وموثوقة حول طريقة عمل الذكاء الاصطناعي، مما يعزز من فهم المجتمع لكيفية استخدام هذه التقنية في مختلف القطاعات.

وطرحت جلسة «مهارات الإنسان في عالم التكنولوجيا» التي قدمتها نادين سمرة، المديرة التنفيذية لمنصة «وياك»، بعض الرؤى والأفكار المهمة حول كيفية تكيف الإنسان مع التطورات التكنولوجية السريعة، وأهمية تعزيز المهارات الشخصية لمواكبة هذه التحولات، كما تطرقت إلى كيفية تطوير المهارات التي تتجاوز الجوانب التقنية، بما يسهم في تمكين الأفراد من النجاح في عالم يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا.