نجح مسلسل «وديمة وحليمة 4»، الذي تعرضه «دبي للإعلام» على شاشة قناة سما دبي، في أسر قلوب المشاهدين بجدارة واقتدار في الموسم الرمضاني الحالي، حيث تؤكد ذلك الاستطلاعات والآراء والتقييمات المتخصصة التي نطالعها في المواقع الإلكترونية ومنصات السوشيال ميديا، من الأفراد العاديين والمتخصصين.
وذلك بفضل سماته الدرامية الكوميدية الفريدة، وما يتضمنه من جرعات متعة وتشويق وقصص حافلة بالمواقف الطريفة، علاوة على العناية والحرص الكبيرين اللذين أولتهما له «دبي للإعلام»، حيث آمنت به، بوصفه حصان رهان رئيسياً في الموسم، وقد تأكد يقينها وبعد نظرها في الخصوص، مع ما نشهده من شعبية كاسحة للعمل في هذه الأيام، حيث يستمر في التألق والتصدر.
كما لعب دوراً كبيراً في هذا الصدد، عامل جوهري، يتمثل في أسماء النجوم المشاركين في العمل، ومن بينهم الفنان الإماراتي مرعي الحليان، والذي يضيء في هذا الحوار مع «البيان»، على أهمية العمل، ومقومات تميزه وطبيعة عوالمه وأجواء الاشتغال فيه، وأبرز السمات التي تؤهله لأن يبقى لامعاً، يحوز أكبر الشعبية، ويحظى بالترحاب الكبير والحفاوة والابتهاج، بينما يواصل للعام الرابع على التوالي، دخول قلوب وبيوت الجميع، بلا استئذان.
ويستهل مرعي الحليان حديثه، بالإعراب عن سروره الكبير وفخره بما يحصده «وديمة وحليمة 4» من نجاحات ونسب مشاهدات عالية في هذا العام، وذلك كما في سابق الأعوام، مشيراً إلى أن العمل في جزئه بهذا العام، وبفضل تميزه المؤكد المشهود، يعد ويبرز، باقتدار، بوابة إلى تجربة فنية أخرى (جزءاً آخر جديداً: خامساً)، يمكنها أن تنتج كوادر داعمة.
كما أوضح الحليان اعتزازه بهذا العمل، والذي يجسد فيه دور «فرج»، مشيراً إلى أن المسلسل سجل حالة لافتة بتتالي الأجزاء، والتي تظهر وتترسخ في كل موسم، وهي مكللة بالقيمة والجدارة والنجاح، أكثر وأكثر، الأمر الذي جعل العمل يحقق جماهيرية وشعبية واسعة كاسحة، لا تضاهى.
شعبية كبيرة
ويرى الفنان مرعي الحليان أن الجزء الرابع من «وديمة وحليمة»، أروع من الأجزاء الثلاثة السابقة، وهو ما تؤكده شعبيته الكبيرة المنقطعة النظير، التي نشهدها حالياً، ويؤكد أن لذلك مقومات وأسباباً كثيرة عديدة، بينها: تجارب وخبرات الممثلين المشاركين، والعلاقة الخلاقة المثمرة بين أعضاء الكادر الإبداعي للعمل، من مخرج وكاتب ومدير تصوير، وبقية المتخصصين في كافة المجالات، لافتاً إلى أن ما توج هذه الدعائم والمقومات وكللها، فجعل المسلسل يبدو في أرفع الصور والمستويات.. وأخلق الصيغ الإبداعية، متابعة ودعم «دبي للإعلام»، والتي لم تدخر إمكانات أو جهداً في سبيل أن يظهر هذا الجزء بأكمل وأفضل صورة.
وعن حماس طاقم العمل و«دبي للإعلام» لهذا العمل، قال الحليان: «لدينا جمهور محب، ونجاحات مؤكدة، وطاقة كبيرة آتية من شغف واندفاع الممثلين، وتصميم وإرادة إدارة الإنتاج، حيث لم تتوانَ «دبي للإعلام» عن توفير أهم وأقوى الركائز، ورصد كافة الإمكانات النوعية، لكي يكون العمل في أعلى المستويات، ويضاهي أبرز الإنتاجات العالمية، فقد عاشت التجربة معنا في الأجزاء الثلاثة للعمل، حيث تابعت نتائجه الرائعة وتميز شعبيته، وهكذا كان قرارها بأن يكون هناك جزء رابع للعمل، انطلاقاً من إيمانها بقدرته على الاستمرار في مشوار حصده نتائج منقطعة النظير والتميز بالتشويق، والقدرة على تحقيق نسب شعبية أعلى وأكبر، ذلك من دون الوقوع في مطب التكرار أو الملل».
وأردف: «نطمح ونفكر بجزء خامس للعمل، وهو ربما سيشهد نقلات جوهرية».
احتمالات وبعد نظر
وأشار مرعي الحليان في حديثه إلى أن مسلسل «وديمة وحليمة»، كان قد تعامل في جزئه الثالث، في رمضان الماضي، مع كل الاحتمالات والسياقات، مبيناً أن ذلك انعكس حالة إبداعية خلاقة في حبكة وتفاصيل اشتغال جزئه الرابع، الذي تبدو فيه الأمور مكتملة، بجانب كون التناغم الإبداعي بين الكاتب والمخرج واضحاً في العمل، وهو ما قاد إلى ضخ أقصى ما يمكن من النهايات والمواقف الختامية الجاذبة المتقنة.
وكشف الفنان مرعي الحليان عن مفاجآت فنية في العمل، وتحدث عن كوميديا الـ «سيت كوم»: (نوع من المسلسلات التلفزيونية الكوميدية، تتمحور حول مجموعة ثابتة من الشخصيات التي تنتقل في الغالب من حلقة إلى حلقة)، مبيناً أن التفاهم والانسجام الخلاق المثمر بين الممثلين في المسلسل، يضمن القدرة على إفساح مجال وآفاق رحبة وواسعة جداً لهذا النوع من الأعمال، وتحويلها إلى فن محلي خالص.
وأكد الحليان أن سمات وطبيعة معمار الأعمال من نمط الـ «سيت كوم»، يجعلها جاذبة ومتميزة ومهمة في عوالم الدراما، ذلك كونها تتسم بالمضمون الهادف، والمعايير الفنية العالية المتقنة الجاذبة، وبالشغف الكبير، كما أنها تمثل عالماً حافلاً بالمساحات الإبداعية المتاح فيها للفنان المتمكن، وخاصة الفنان المسكون بعشق المسرح، أن يفكر بشيء ما جديد، يقدمه في تفاصيل وعوالم العمل، يكون حيوياً وخلاقاً، ويشتمل على الارتجال، ويكفل توثيق العلاقة مع الجمهور.
«خلية نحل»
يروي الفنان مرعي الحليان، في سياق سرده قصص إبداع العمل في هذا الجزء، بعد مسارات النجاح والجدارة في السنوات السابقة، ويتطرق في هذا الخصوص إلى لحظات مشاهدته هو وزملائه للحلقات بعد اكتمال العمل: «اندهشنا جميعاً من أدائنا في العمل، وتساءلنا بعد أن أتممنا العمل بدهشة وحبور، هل يعقل أننا وصلنا إلى كل هذا «الجنون الفني»، وهذا الأداء الذي فاق توقعاتنا عن أنفسنا. وفي تلك اللحظات، تأكد يقيننا بأنه سيحب الجمهور الجزء الرابع، وهذا يعني أننا سنبقى على قيد المسلسل، وربما نتوجه إلى جزء جديد خامس».
وأضاف: «إن الجزء الرابع من العمل، وكما الأجزاء كافة، يتسم بتقنياته وفنياته العالية، والإمكانات الضخمة التي رصدت له.. ذلك بموازاة الخبرات الرفيعة لدى فريق العمل. فجميع هذه الركائز جعلت العمل حافلاً بالتميز، وملامح الجذب والتشويق والإتقان، والتي نتجت بفضل شغف وحرفية أداء الممثلين المشاركين، وجميع صناع العمل وطواقمه الفنية والإدارية».
مقومات
يتوقف الفنان مرعي الحليان في حديثه عند قدرات وإتقان كاتب العمل، جاسم الخراز، ومخرجه عمر إبراهيم، مشيراً إلى أن الجانب الخفي في عملية صنع العمل ينطوي على مواقف وقرارات إبداعية حاسمة، قد تدفع بالعمل الفني إلى الأمام، أو تحتجزه في الخلف.
ويشدد على أنه من الصعب للغاية تأسيس حالة كوميدية، والأصعب الاحتفاظ بهذه الحالة مشتعلة، بحيث يتطلب الأمر مجموعة أجزاء متوالية، وتابع: «إن فريق العمل في (وديمة وحليمة،) كله دون استثناء، عاش تفاصيل حبكته وعوالمه، فقد عاش سمات وحذافير وأجواء الشخصيات وتشربها، وباتت كأنها هوية خاصة به، يعمل على تطويرها عاماً بعد عام، وهذا بالفعل ما ساهم في إنجاح العمل، وعلينا أن ندخر هذه الطاقات لتجربة مقبلة، كلمة السر فيها الـ (سيت كوم)».
ويشعرنا الفنان مرعي الحليان في الحوار، وبينما يتحدث عن طبيعة رؤاه وخياراته وآرائه الإبداعية الفنية، أن بيده رهانات متعددة وكثيرة، تنطلق من رأسمال أساسي، وهو: «وديمة وحليمة»، ليس المسلسل على وجه التحديد، ولكن الشخصيات فيه، التي حاورت الكاميرا والمشاهد.. وارتبطت بعلاقة فريدة من نوعها مع المشاهدين.
نمط حساس
يختار مرعي الحليان في ختام حديثه، الإشارة إلى حساسية ودقة العملية الإبداعية التي تخص «وديمة وحليمة»، خاصة في هذا العام، إذ تطلّب هذا كبير الجهد والحرص والإبداع من قبل «دبي للإعلام»، والممثلين، وكافة صناع العمل، فهو، كما يقول، ينتمي إلى نمط الكوميديا.. كما أنه يتوالى بأجزاء بلغت الأربعة في هذا الموسم.
ويقول الحليان: «نعم الكوميديا صعبة، لأنها تعتمد على إثارة أصعب المشاعر والانفعالات عند المشاهد، على خلاف التراجيديا، التي تعتمد على حشد الانفعالات في نفس الممثل نفسه، لكننا كفريق واحد في هذا العمل، تمكنا من الإمساك بالخيط كاملاً، ولم نترك الأمور تفلت من أيدينا، سواء في أداء المواقف الكوميدية، أو الحفاظ على رتم الشخصيات تصاعدياً، وبشكل إيجابي، يلاحظه الجمهور في هذا الجزء خاصة، والذي يعرض حالياً على قناة سما دبي».